الثورة حدث سياسي كبير هو عبارة عن مجموعة تغيرات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تؤدي إلى تغيير جذري شامل في المجتمع يبدأ بحركة سياسية في بلد، حيث يحاول شعبه إسقاط السلطة الظالمة مستخدماً الوسائل السلمية او العنف لإسقاط النظام، ثم يؤسس الشعب نظاماً جديداً بعد إسقاط النظام السابق. ويسمى هذا التغيير في النظام «الثورة». اما الانقلاب على الثورة، فهو تحرك عسكريين او من يملكون نفوذاً او دعماً خارجياً للاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحات وأطماع ذاتية بعيداً من الشرعية الشعبية. يحدث في الثورات أحياناً ان يتدخل الجيش او من يملك نفوذاً او دعماً خارجياً، وبعد ذلك يقوم بفرض نظام استبدادي في البلد. وفي الحقيقة، تبدأ ثورات كثيرة من عند الشعب لكنها تنتهي ديكتاتوريات عسكرية. هكذا انتهت معظم الثورات في البلدان العربية وأميركا اللاتينية بحكومات عسكرية. وقد كانت معظم الثورات في التاريخ السياسي عنيفة، وكثير منها تحول حروباً وذهب ضحيته كثيرون من الأبرياء. ما يحدث في اليمن هو أمران : الأول ثورة شعبية شبابية بهدف اسقاط النظام وكل رموزه وإحداث تغيير شامل، سياسي واقتصادي وثقافي. والثاني محاولة انقلاب على الثورة يقودها بعض الجنرالات والشخصيات القبلية النافذة بدعم خارجي بهدف الاستيلاء على السلطة لحماية مصالحهم وأنفسهم من محاكمات الشعب، اضافة الى ضمان مصالح القوى الخارجية التي تدعمهم. ان من الأخطاء الإستراتيجية لثورتنا الشبابية والتي أدت الى ترنحها وإطالة عمرها قبول الشباب لرموز وشركاء النظام الذين يدّعون انهم انضموا الى الثورة وهم لم ينضموا حقيقة اليها، وإنما ركبوا موجتها بغية الاستيلاء على السلطة والانقلاب عليها لحماية ثرواتهم وأنفسهم من فسادهم وجرائمهم التي شاركوا النظام فيها. لقد ضرب شباب تونس مثلا فريداً في وعيهم ورفضهم لكل رموز النظام السابق الفاسدة ومن كانت له علاقة بنظام زين العابدين وكل من حاول ان يتصدر ثورتهم او يتحدث باسمها، سواء كان حزباً سياسياً او غير ذلك، وهذا النهج هو الذي جعل زين العابدين يفقد كل أوراقه، وكذلك افشال الانقلابيين على ثورتهم. وها هي ثورة تونس تصل الى بر الأمان، بفضل الوعي والحذر من ألاعيب الرموز الفاسدة وخداعها.