«قديمك نديمك»... عادة الافتراش تتحول مع الزمن إلى عبادة في حملة «ودع أهلك» على رغم توافر الإمكانات المادية الممكنة لهم من الالتحاق بحملات الحج النظامية وتمتعهم بالصحة المعينة على التنقل، إلا أن الشاب أحمد العنزي وزميليه عبدالله وخالد المقبلين من منطقة الحدود الشمالية، اعتادوا منذ سبع سنوات على أداء الحج من دون حملات، مفترشين أرض المشاعر وملتحفين سماءها، قاطعين أراضيها التي تصل عشرات الكيلومترات في الليلة الواحدة راجلين. يؤكد أولهم (الحاج أحمد) أنه دأب على الحج بهذه الطريقة، فهو يحرص دائماً على الحضور إلى الأراضي المقدسة من دون أن يأبه بكونه مفترشاً لا لشيء سوى لبساطة التنقل والحركة وعدم التقيد بروتين معين، والإحساس بعناء الحج، ويضيف: «هذا أمر بتنا نعشقه، فالحملات تقيد تحركاتنا وأصبحت أشبه بالتجارة، ما يجعلني مصراً على الدخول إلى المشاعر من دون تصريح، على رغم رغبتي الحصول عليه لكن من دون تقيدي بالالتحاق من طريقه بحملة»، وتابع: «إننا شبان في العشرينات نحرص على استغلال هذه الفترة العمرية لتجديد حجنا بل نخطط للحج في العام المقبل أيضاً في حملتنا الخاصة التي أطلقنا عليها اسم «ودع أهلك»، وسنأخذ معنا من أراد الحج مجاناً، متمنياً من الله أن يتقبل جهدهم». واستدرك: «إن غلاء الحملات الفاحش الذي افقدها الطابع الديني وطبعها بحسابات المادة والكسب فقط، نفّر كثيراً من الناس من الاقتراب منها، فأسعار بعضها تتجاوز 10 آلاف ريال»، وفي مقابل هذا الرقم الخرافي فإننا نستأجر غرفة في أحد المنازل في حي العزيزية بالكاد تصل قيمتها 3 آلاف ريال تسعنا جميعاً ويكون نصيب الواحد منا ألف ريال فقط، ويتنقل بين المشاعر راجلاَ على قدميه على اعتبار أن الحج في غالبيته مشي على الأقدام ولو كان الشخص ملتحقاً بحملة، لافتاً إلى أن «حملتهم» تتكون في العادة من أربعة إلى خمسة أشخاص يأتون على متن مركبة واحدة، وربما يزيد العدد في بعض الأحيان بحسب ما تتيحه الفرصة. زميل أحمد الشاب عبدالله أكد ل «الحياة» أن خط سيرهم إلى الحج يبدأ من عرعر مروراً بسكاكا حتى «نقطة الراحة» في حائل، ثم تنطلق الرحلة في اليوم التالي إلى المدينةالمنورة والتوقف فيها للإحرام في ميقات آبار علي، ومن ثم التوجه إلى المحطة الأخيرة مكةالمكرمة. وعن عبور نقاط منع غير الحاملين لتصريح خاص بالحج، أفاد أنه يكون من طريق السير على الأقدام في حال لم نستطع الدخول بالسيارة. في مقابل ذلك، حرّم المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أداء فريضة الحج من دون تصريح، معتبراً ذلك خروجاً على ولي الأمر.