في الوقت الذي يسابق فيه القائمون على مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي الزمن طمعاً في تجاوز عدد الأضاحي المذبوحة هذا العام في مكةالمكرمة حاجز المليون رأس، كشف منظمون للمشروع تحقيقه رقماً هو الأول من نوعه في تاريخه بحجز خمسة آلاف مسلم من أنحاء العالم كافة ضحاياهم عبر موقع المشروع الإلكتروني «أضحية» ودفع قيمتها من طريق البطاقات الإلكترونية. وأدى الحجاج أمس نسك «النحر» في أول أيام عيد الأضحى المبارك وتدافعوا إلى مواقع الذبح منذ إنبلاج فجره، وقال رئيس اللجنة الإعلامية لمشروع الإفادة من الهدي والأضاحي خالد ناظر ل «الحياة»: «يعمل على المشروع ما يقارب من 35 ألف شخص موزعين بين عاملين وجزارين وأطباء بيطريين ومشرفين تصب أعمالهم في خدمة المشروع». وأبان أن موقع «أضاحي» أنشئ لخدمة الحجاج خلال موسم الحج وللمسلمين في أنحاء العالم عبر استخدام بطاقات الائتمان لتسديد قيمة الأضاحي، موضحاً أن هذا الموقع بحاجة إلى تعريف أكثر على رغم إنشائه منذ ثلاثة أعوام. واعترف ناظر بقلة العارفين بالموقع الإلكتروني، متابعاً: «الكثير من الحجاج لا يعرفون بذلك، على رغم أن الموقع سهل للمسلمين في بعض الدول كهولندا التي تمنع ذبح الأضاحي» وحول الحفاظ على صحة المذبوحات، ألمح إلى أن الأضحية تمر بمراحل مختلفة حتى تصل في النهاية إلى المنطقة التي توزع فيها، ومن قبلها يتم تبريدها، لافتاً إلى أن الاستفادة من الأضاحي لم يعد مقتصراً على توزيع لحومها فقط بل تجاوز ذلك وصولاً إلى الاستفادة من جلود وعظام الأضاحي في دباغتها وصناعة بعض المنتجات منها.وأضاف: «إن صناعة الجيلاتين في السعودية المستخرجة من الدهون والجلود (وفق التعاليم الإسلامية) باتت تعتمد على كمية الجيلاتين المستخرجة من لحوم الأضاحي والفدى والهدي المذبوحة في مجازر مكةالمكرمة أثناء فترة عيد الأضحى المبارك»، مشيراً إلى أن هذا الأمر أدى إلى استخدامه في استعمالات مختلفة في المأكولات والأطعمة والأدوية التي تتطلب استخدام الجيلاتين بدلاً من نظيره المستخرج من جلد الخنزير. وعن الاشتراطات الصحية، أكد ناظر أن المعايير المطبقة من قبل تتمثل في إرسال الأضاحي إلى 23 دولة إسلامية من طريق البنك الإسلامي، وتوزيعها بين تلك الدول التي تمثل منها الأفريقية الفقيرة السواد الأعظم للدول المستفيدة من تلك اللحوم، مفيداً أن مشروع السعودية للاستفادة من لحوم الأضاحي لايمانع في استقبال طلبات أي دولة إسلامية ترغب في الاستفادة من لحوم الأضاحي شريطة أن تكون تلك الدول قادرة على استقبال تلك اللحوم في ميناء جدة الإسلامي ومن ثم شحنها والاستفادة منها. من ناحيته، أوضح الخبير في شؤون الزرىعة والبيئة المهندس محمد بخاري ل «الحياة» إن مشكلة استثمار كمية الأضاحي المذبوحة في مجازر مكةالمكرمة لا تزال قائمة، لافتاً إلى أن أطناناً من اللحوم بات يستفاد منها في تصديرها للدول الفقيرة لكن الجيلاتين الحلال لم يتم التعامل معه بشكل جدي حتى الآن، مقدراً أن كمية الجيلاتين التي يمكن استخراجها من تلك الأضاحي تكفي الدول العربية قاطبة لمدة عام كامل في تدعيم منتجاتها التي تتطلب هذه المادة، مؤكداً أن كمية الجيلاتين الحلال خلال هذه الفترة لاتقل عن 500 طن فقط، في الوقت الذي يمثل فيه إجمالي الاستهلاك العالمي للجيلاتين غير الحلال أكثر من ثمانية آلاف طن.