حول مئات الجزارين العشوائيين منطقة المعيصم شرقي مكةالمكرمة إلى بحيرة من الدماء، إثر ذبح الأضاحي والهدي في الهواء الطلق، متجاهلين كل التنظيمات التي وضعها البنك الإسلامي للتنمية، وكذلك اللجنة المشكلة من إمارة المنطقة لمنع الذبح العشوائي. واتهم مسؤولون في البنك الإسلامي حجاج الداخل باختراق الأنظمة الخاصة بالذبح، حيث يمثلون النسبة الأعلى في الذبح العشوائي، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لمنع ظاهرة الذبح العشوائي، والتي ستقود إلى تلوث بيئي في منطقة المعيصم. البنك الإسلامي للتنمية شرع في إنتاج الجلاتيين بطاقة 300 طن سنويا، وتصنيع مليار من الكبسولات الطبية، والاستفادة من مخلفات لحوم الهدي والأضاحي. وذكر المهندس أحمد جميل عارف نائب المشرف على مشروع الإفادة من ذبائح الهدي والأضاحي ل«عكاظ» أمس، أن إدارته استعدت لموسم هذا العام منذ وقت مبكر؛ لرفع المعاناة عن الحجاج، وتنفيذ نسك النحر والذبح نيابة عنهم، إضافة إلى توزيع اللحوم على المستحقين، ونقل ما يفيض إلى فقراء المسلمين في عدد من الدول، والحفاظ على بيئة المشاعر المقدسة، والاستفادة تدريجياً من المخلفات، وتوزيع عائدها على الفقراء. وشرح المهندس جميل آلية العمل في المجازر بنظام الورديات؛ إذ يتولى أكثر من 40 ألف موظف وعامل إدارة المهمات المختلفة، مبديا ارتياحه للاتفاق المبرم بين البنك ومؤسسة البريد السعودي لتسويق سندات الأضاحي والهدي، وفيما يتعلق بمخلفات الأضاحي ذكر أن البنك تعاقد مع مقاولين للاستفادة من المخلفات ونقلها من بئية المشاعر، وطبقا لتوجيه العلماء فإن الجلود والأمعاء يتم بيعها وتوزيع عائدها على فقراء الحرم، ولا يجوز استخدام ثمن البيع في مصاريف تشغيل المجازر. وعبر مدير البنك الإسلامي، الذي كان يتحدث للصحيفة من منطقة المجازر، عن أسفه لعدم إقبال الشباب السعودي للعمل جزارين. من جهة أخرى، فشل البنك الإسلامي في سعودة تلك المهن، حيث كانت هناك محاولات لسعودة هذه المهن بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة ولكنها باءت بالفشل؛ لاعتبارات عديدة منها، أن أصحاب المهن من الجزارين المحليين مطلوبون في سوق العمل خلال موسم الحج، إلى جانب أن العمل في المجازر مرهق ومتعب ويحتاج لكثير من الجهد والتفرغ؛ لذلك يضطر البنك لاستقدام العمالة من مصر وسوريا وتركيا. ونجح المشروع حتى أمس في ذبح 550 ألف رأس من بهيمة الأنعام، حيث قارب على ملامسة السقف المستهدف والمقدر ب 700 رأس، حيث سيعمل المشروع على توزيع اللحوم على 250 جمعية خيرية داخل المملكة، والفائض سيتم تصديره إلى الخارج إلى 26 دولة، فيما ستوزع لحوم الفدي على فقراء مكةالمكرمة.