جدد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الدعوة الى الحوار من اجل «مرحلة انتقالية سلمية وفقا للدستور»، متهما المعارضة بعرقلة التوصل الى تسوية للازمة التي تعصف بالبلاد منذ عشرة شهور. فيما اتهم اللواء المنشق علي محسن الاحمر الرئيس بمحاولة اغتياله صباح امس، متحدثا عن افشال تفجير كانت يفترض ان يتم في صنعاء في اليوم الاول لعيد الاضحى. واكد اللواء الاحمر، في بيان، العثور اولم من امس على سيارة «بيضاء اللون تحمل لوحات تصدير (الشارقة) محملة في صندوقها ما يعادل أنبوبتي غاز ممتلئة في جوفها بالمتفجرات ومرتبطة بشريحتين تلفونيتين يتم تفجيرها عبر الاتصال التلفوني» قرب المقر العام للفرقة الاولى مدرع التي يقودها. وقال ان مشتبها بهم تم توقيفهم اعترفوا بانه «تم تجنيدهم من قبل قيادات عليا في النجدة والأمن القومي والحرس الجمهوري لاستهداف قيادة أنصار الثورة وفي مقدمتهم اللواء الركن علي محسن صالح الأحمر» صباح الاحد في اثناء صلاة العيد التي كان يفترض ان يشاركوا فيها. واضاف البيان ان محاولة اغتيال الاحمر هذه هي الرابعة منذ انضمامه الى معارضي الرئيس اليمني. وقال ان الاحمر يحمل «علي عبد الله صالح وبقايا نظامه مسؤولية هذه التصرفات الإجرامية»، مؤكدا استمراره في دعم المحتجين «والإصرار على تحقيق مطالبهم في تغيير النظام مهما كان الثمن». وكان الرئيس صالح دعا المعارضة، في كلمة لمناسبة عيد الاضحى، الى «إلى الجلوس على طاولة الحوار لاستكمال ما تبقى من قضايا خلافية بشأن الآلية التنفيذية»، لانه «لا بديل عن الحوار بين جميع الأطراف في إطار الثوابت الوطنية والدستور بعيدا عن التناحر والاقتتال وبعيدا عن الثقافات الانتقامية والعقليات العدوانية». وشدد صالح على ان «التغيير لا يمكن أن يكون عن طريق الفوضى والتخريب والعنف وبث ثقافة الحقد والكراهية وحبك المؤامرات والدسائس والفتن». واضاف ان «هذه الاساليب المتخلفة قد ولى زمانها وانتهت بانتهاء الأنظمة الشمولية وبزوغ فجر الوحدة التي جاءت لترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة بآليات ديمقراطية». وقال ان «الوصول إلى السلطة لن يتم بإشاعة الخوف والفوضى وسفك دماء المواطنين الأبرياء والاعتداء عليهم وتشريدهم من منازلهم ونهب ممتلكاتهم». واعتبر ان «تلك القوى التي تعمل على الدفع بالوطن والمواطنين إلى مهاوي الفتن والحروب والصراعات التي لا يمكن التكهن بنهاياتها، لا تمتلك أية رؤية وطنية للارتقاء بالوطن والوصول إلى التغيير المنشود، وإنما تمتلك رؤية انتقامية». واتهم الرئيس معارضيه بايقاف عجلة الاقتصاد و»إشاعة الخوف والرعب وقطع الطرق العامة وتفجير أنابيب النفط والغاز وقطع الكهرباء والماء عن المواطنين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين جعلوهم دروعا بشرية وتسلقهم إلى مآربهم المكشوفة». واضاف انهم سعوا الى «تحقيق الغاية التي يعتقدون أنها سوف تبرر كافة وسائلهم وأعمالهم الإجرامية في الوصول إلى السلطة معتمدين في ذلك على التقليد الأعمى لما حدث في بعض الأقطار العربية»، في اشارة الى ثورات الربيع العربي التي اطاحت عددا من الانظمة العربية. ودعا صالح «الدول الشقيقة والصديقة وعلى وجه الخصوص دول الجوار في مجلس التعاون الخليجي الى دعم أمن واستقرار اليمن والعمل بكل ما تقدر عليه من أجل رأب الصدع وتضييق الاختلافات بل والحد منها». على صعيد آخر، قتل جنديان مساء السبت في اشتباك مع عناصر من تنظيم «القاعدة» في زنجبار كبرى مدن محافظة ابين. وافاد مصدر عسكري بان وحدة من الجيش كانت تحاول التقدم في اتجاه احد الاحياء شرق زنجبار، وقعت تحت نيران مقاتلي «القاعدة»، ففقدت اثنين من رجالها.