سرعت القوات الاميركية في العراق انسحابها، عبر الطريق البري الى الكويت. وعلمت «الحياة» انها ستستكمل انسحابها في الاسبوع الأول من كانون الاول (ديسمبر) المقبل، اي قبل ثلاثة اسابيع من الموعد النهائي لمغادرتها بموجب الاتفاق الامني الموقع بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008. ولم يبق لدى القوات الاميركية سوى 10 قواعد فقط من اصل 505 قواعد، فيما سيجري احتفال كبير في مطار بغداد بحضور نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، يتم خلاله انزال العلم الاميركي وإعالان نهاية المهمة العسكرية الاميركية في البلاد. وقال نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان النائب اسكندر وتوت ان «عمليات الانسحاب تجري بشكل متسارع من اجل اتمامها قبل اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة». ولفت الى ان «الولاياتالمتحدة جادة في الإنسحاب». وأضاف ان «المفاوضات لابقاء مدربين ما زالت متواصلة وقضية الحصانة ابرز العراقيل التي تقف دون اتمامها». وسجل مراقبون عدم وجود أي تغطية اعلامية لعمليات الانسحاب ولم يقم الجيش الاميركي بدعوة الصحافيين ووسائل الاعلام لحضور عمليات تسليم القواعد. وأفاد مصدر حكومي رفيع المستوى «الحياة» ان «القوات الاميركية اقامت اجتماعات مع الجانب العراقي منذ اسابيع لمناقشة عمليات الإنسحاب بشكل هادئ ليلاً من دون ان تعطل السير بين المحافظات الجنوبية وبغداد». ولفت الى ان «الولاياتالمتحدة ابدت خشيتها من تعرض الوحدات القتالية المنسحبة لهجوم الجماعات المسلحة والميليشيات كونها ستكون مكشوفة». وأشار الى ان «الحكومة وعدت بضمان عدم حصول ذلك»، في اشارة الى تدخل الحكومة لدى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وكان الصدر اعلن في ايلول (سبتمبر) الفائت وقف عمليات لواء «اليوم الموعود» ضد القوات الاميركية لفسح المجال امامها كي تنسحب. وأكد مصدر في السفارة الاميركية في بغداد، طلب عدم الاشارة الى اسمه ل «الحياة» تكثيف عملية الانسحاب ورجح ان تنتهي بداية الشهر المقبل. وأضاف المصدر ان «احتفالاً كبيراً سيجري في مطار بغداد الشهر المقبل في مناسبة إنتهاء المهمة العسكرية في العراق ويتم خلالها انزال العلم الاميركي ومغادرة اخر جندي». ورجحت مصادر سياسية عراقية ان يزور بايدن العراق في الاسبوع الاول من الشهر المقبل. الى ذلك، يزور رئيس الوزراء نوري المالكي واشنطن في 12 الشهر المقبل تلبية لدعوة من الرئيس باراك اوباما. وقال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي ل «الحياة» ان «الزيارة تأتي بعد نجاح تنفيذ الاتفاق الامني الموقع بين بغداد وواشنطن والاستعداد لدخول مرحلة جديدة من العلاقة ترتكز على المصالح المشتركة واحترام السيادة». ولفت الى ان «العراق والولاياتالمتحدة سبق وان وقعا اتفاقاً استراتيجياً بعيد الامد يتضمن التعاون في شتى المجالات السلمية والعراق يتطلع الى الشروع في تنفيذهذا الاتفاق». الى ذلك، اكد المالكي في تصريحات قبل مغادرته بغداد متوجهاً الى اليابان إن «زيارتنا اليابان تأتي في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة من اجل النهوض بعملية البناء والإعمار والوزراء الذين في عداد الوفد يحملون معهم أجندات للمشاريع سيبحثون فيها مع اليابانيين»، مشيراً إلى أنه «سيتم توقيع اتفاقات في مجالات النفط والنقل والصناعة ومجالات أخرى وسيكون هناك اتفاق في كيفية تمويل هذه المشاريع».