علينا أن نسمع ونصفق، وكل ما عليهم أن يبتكروا، هكذا هي «أحوال العاشقين»، لا تذهبوا بعيداً أقصد عاشقي النجومية والشهادة وتحريك المياه الراكدة. في أمتي أناس تعجب من سبل بحثهم عن الهفوات والوقوع بها، فهل جاءكم حديث عايض وابن عمه عوض؟ «الأول يرفع والثاني يشوت» هكذا هي الحال، فعوض يخطط ويضع سيناريوهات لفرقعات إعلامية، فتسير «طائعة» إلى ابن عمه عايض، والأخير من الممكن أن يسكت ويراقب فالشهرة من نصيبه، لكن عندما تصل الأمور إلى حد القتل يخرج ويصرح، «اسألوا عوض». ما حدث أخيراً من مسرحية نصها اختطاف جندي إسرائيلي وتخصيص جائزة المئة ألف دولار لمن يقوم بالعملية، اتجهت الأضواء إلى عايض القرني، ترى لماذا تسلط عليه الضوء دون ابن عمه؟ بيد أن الأمر تطور إلى التهديد بالقتل، هنا «قرأ الشيخ كتابه «لا تحزن» وخرج على مضض ليعلن براءته من تلك الدعوة الساذجة. وتورط فيها عوض وها هو الآن يبحث عن متبرعين، تحسباً لأسر أكثر من جندي، وقد «يبيع ثوبه» بحسب قوله، ليذكرني بصاحبنا الذي عرض عشرة ملايين دولار ثمناً لحذاء منتظر الزيدي الذي قذف به جورج بوش وفيما بعد اعترف أنه لا يملك ثمن «بنزين سيارته». ما الذي يدفع أشخاصاً بالغين عاقلين يفترض أنهم قدوة لآلاف الشبان أن يرتكبوا هفوات تدفع إلى تقريعهم، فجميعنا قرأ أو سمع عن الشيخ محمد العريفي في روايته الأخيرة عن الدورة والولادة والزوج الوفي، فجأة تحول العريفي من داعية إلى من يشخص آلام الظواهر التي تصيب المرأة، بنوع من الاستخفاف والاستظراف، وعلينا أن نقول «يا لفلتة زمانه». مسكينة هي فوزية الدريع كانت تأمل أن تواصل مسيرتها من دون منافسة، لكن أطل عليها العريفي بزيه الرسمي وليس بالبزة العسكرية هذه المرة، وسرق منها النجومية. ترى هل هذا الصنف من الدعاة هو ما نحتاج إليه، أم أنه نوع من الجهاد الذي لم تصل له تقنية العقل الباطن المحشورة في رؤوسنا بعد؟ بالتأكيد لا، فلماذا لا يكون لدينا دعاة ومشايخ من أمثال الشيخ القرضاوي؟ يا إلهي، كم يترك في داخل هذا الشيخ من أثر، مهلاً هل قلت القرضاوي؟ أعتذر أسحب دعوتي تلك، أليس هو من رفع خطاباً إلى خادم الحرمين الشريفين يطالبه من خلاله بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، بحجة أن «الحرام ما حرمه الله في كتابه أو على لسان نبيه نصاً صريحاً، والحلال كذلك، والأصل في الأشياء أنها حلال ما لم يرد إلينا نص صريح بتحريم»، لي مأخذان على القرضاوي هنا، الأول أن الحكومة السعودية لم تحرم قيادة المرأة السيارة بل إنها رددت في غير مناسبة أن القضية اجتماعية وليست سياسية، فما دخل الحرام بالموضوع؟ النقطة الأخرى، طالما أن هذا النص من ضمن ما لا يزال ما يحفظه الداعية أليس من باب أولى تطبيقه من طرفه أولاً، أم أن الحلال والحرام هو فقط ما يتعلق بقيادة المرأة السيارة؟ [email protected] twitter | @Saud_alrayes