صنع المنتخب الجزائري مجدداً ملحمة جديدة ودخل التاريخ من أوسع أبوابه بتأهله للدور الثاني للمونديال عبر بوابة روسيا. وحققت الجزائر تأهلاً تاريخياً في مونديال البرازيل 2014 بعد تعادلها مع روسيا (1-1) في آخر مباريات الدور الأول من البطولة لتحقق حلماً عمره 32 عاماً. ورفع سليماني، صاحب الهدف الغالي وأفضل لاعب للمرة الثانية على التوالي، غلته من الأهداف إلى هدفين في البطولة ليعادل رقم نجم 82 صالح عصاد أفضل هداف للجزائر في المونديال.وعلق مدرب الجزائر البوسني وحيد خليوزفيتش على التأهل بقوله: «إنها فرحة لا توصف هذا المساء والتأهل مستحق. الجزائر قدمت مباراة بطولية وتأهلنا مستحق، هناك فخر كبير بما قدمنا به منذ 3 أعوام، إنه تطور هائل». وأضاف: «بحثنا عن هدية كبيرة بتفانٍ وسخاء. من الجميل أن يكون لديك منتخب يقاتل بهذه الطريقة». ورفض المدرب البوسني الحديث في شأن صيام لاعبيه خلال رمضان، مؤكداً أنه يرفض الحديث عن هذا الأمر تماماً لأن المؤتمر الصحافي مخصص للحديث عن كرة القدم. ورداً على سؤال في شأن المواجهة مع ألمانيا بعد 32 عاماً من الفوز التاريخي للمنتخب الجزائري: «مر وقت طويل على الفوز الذي حققه المنتخب الجزائري على ألمانيا والفريق الحالي حقق إنجازاً أيضاً بتأهله لدور ال16 للبطولة».من جهتهم، أعرب لاعبو المنتخب الجزائري «صناع التاريخ» عن سعادتهم بالتأهل للدور الثاني للمونديال البرازيل. وغرد لاعب الوسط سفيان فيغولي على حسابه بموقع «تويتر»: «الحمد لله. نحن 40 مليون جزائري في الشوارع للاحتفال. لا أملك الكلمات للتعبير عن فرحتي». وأضاف: «شكراً لله على هذا الانتصار الصعب والحلو في نفس الوقت». أما الظهير الأيسر فوزي غلام الذي لم يشارك في المباراة فغرد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «مباراة كبيرة في انتظارنا في الثمن النهائي. ها هي ألمانياالجزائر تعود مرة أخرى بعد مونديال 1982. كونوا خلفنا لنكتب التاريخ». أما لاعب الوسط عدلان قديورة المبعد من التشكيلة النهائية للمنتخب الجزائري فغرد قائلاً: «إنه انتصار الأبطال. كل التقدير لخط وسط المنتخب الرائع». ولم يتأخر نجوم الكرة الجزائرية السابقون عن الإشادة بالإنجاز التاريخي للمنتخب الجزائري بمونديال البرازيل، مؤكدين أن «جيلاً جديداً يصنع التاريخ للجزائر». وقال علي فرقاني، قائد منتخب 1982، تعليقاً على التأهل: «أنا فخور بهذا الجيل من اللاعبين الذين صنعوا التاريخ مجدداً كما صنعناه نحن في مونديال إسبانيا 1982». وأضاف: «أهنئ اللاعبين والمدرب ورئيس اتحاد الكرة على هذا الإنجاز، لكن أكثر من يستحق الإشادة الحارس مبولحي الذي قدم دعماً معنوياً لزملائه أمام روسيا بفضل تدخلاته الموفقة». وتغنت الصحف الجزائرية أمس، بمنتخب بلادها الذي أسعد حسبها الملايين من الجزائريين والعرب وأخرجهم للشوراع في احتفالات صاخبة امتدت حتى ساعات الفجر الأولى.وكتبت صحيفة «ليبرتي» الناطقة بالفرنسية بعنوان: «لقد تأهلنا!» وقالت: «الإنجاز تحقق! الجزائر تتأهل للمرة الأولى في تاريخها إلى الدور الثاني للمونديال. رأسية سليماني تقود الجزائر إلى قمة الكرة العالمية». أما صحيفة «النهار» فرأت أن «الخضر حققوا حلم 40 مليون جزائري بالتأهل للدور الثاني لمونديال البرازيل»، مشيرة إلى أنه بعد ترقب كبير طبع الدقائق الأخيرة من اللقاء حيث دافع زملاء القائد رفيق حليش عن مرماهم بشراسة، تنفس الجزائريون الصعداء بعد صافرة الحكم التركي كونايت شكير، لتحقق الجزائر أول تأهل في تاريخها للدور الثاني في أكبر منافسة كروية عالمية. كما احتفت الصحافة العالمية بإنجاز محاربي الصحراء الذين سيلتقون في الدور الثاني ألمانيا التي هزموها عام 1982 في مونديال إسبانيا وتآمرت عليهم وأخرجتهم من المونديال مع جارتها النمسا.وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية: «لن ينسى الجزائريون يوماً من الألم قبل 32 عاماً، إذ أعادهم الإصرار والعزيمة إلى التأهل للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخهم». وقالت لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية: «الجزائر تتعادل مع روسيا وتقيم الاحتفالات. روسيا وكابيلو يعودان إلى الديار». في حين كتبت صحيفة «تيليغراف» البريطانية: «الجزائر تصنع التاريخ وتتأهل إلى الدور الثاني».