واصل مسلحو الفصائل السنية المسلحة، وفي طليعتهم تنظيم «داعش»، تقدمهم في محافظة الأنبار، غرب بغداد، وديالى (شرق) فيما تراجعوا في محافظة صلاح الدين (شمال)، خصوصاً في تكريت، فيما أكدت مصادر أمنية أن نصف المستشارين الأميركيين وصل إلى البلاد، وبدأوا جمع المعلومات وتحديد أماكن تحرك المسلحين. وقال مصدر أمني رفيع المستوى ل «الحياة» أمس، إن «نصف المستشارين الأميركيين وصلوا إلى بغداد والباقين سيصلون خلال ساعات»، وأضاف أن «جنرالاً أميركياً شارك في حرب عاصفة الصحراء عام 1991 وفي العمليات العسكرية بعد 2003 يرأس بعثة المستشارين. وسيعمل الجميع في إطار مكتب التعاون الأمني الأميركي العراقي ويشكلون فريقاً واحداً مع الجانب العراقي»، وأكد أن لقاءات جرت بينهم وقادة عسكرين عراقيين. وأوضح المصدر أن «الاجتماعات بين الجانبين تتناول القضايا الفنية وكيفية تبادل المعلومات»، وأشار إلى أن «الجانب الأميركي قال إن الجيش العراقي لا يملك تقنيات ضرورية لعمل المستشارين يجب أن تكون منتشرة على الخطوط الأمامية في الجبهات، وهو ما قد يتطلب نشر عناصر أمن أميركية لتشغيل أجهزة ترصد الأوضاع وترسلها إلى غرف العمليات المشتركة». ولفت إلى أن «طائرات من دون طيار أميركية ستكون أساس عمل المستشارين». وتعكس سرعة وصول المستشارين الأميركيين، مخاوف واشنطن من أن تملأ إيران الفراغ الأمني في البلاد، بعد إعلان عدد من المسؤولين الإيرانيين استعداد طهران لتقديم المساعدة، وسط أنباء عن حشود عسكرية على الحدود مع العراق. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، قال امس إن «إيران مستعدة لتقديم مساعدات عسكرية للعراق لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأضاف «إذا استعان العراق بنا فنحن مستعدون لتقديم المعدات العسكرية وفق القانون الدولي وبشكل شفاف». ميدانياً، حقق الجيش العراقي تقدماً في صلاح الدين، بعد يومين من العمليات العسكرية بمشاركة الطيران وانسحب «داعش» من مناطق سيطروا عليها منذ ثلاثة أسابيع. وقال مصدر امني في «قيادة عمليات سامراء» ل «الحياة» إن «الحملة التي نفذها الجيش خلال اليومين الماضيين في جنوب تكريت وبعد العمليات النوعية التي تمت في مصفاة بيجي وجامعة تكريت اضطرت عناصر داعش إلى الانسحاب». وأضاف أن «داعش كان سيطر على المستشفى الرئيسي في تكريت ولكن معلومات استخباراتية وصلت إلينا أفادت أنه انسحب بشكل كامل من المستشفى والمناطق المحيطة به، كما انسحب من ناحية العلم جنوبالمدينة». وأكد أن «هناك خطة للهجوم على وسط تكريت لتطهيرها من المسلحين بشكل كامل وبعدها التوجه إلى شمال المدينة»، وأشار إلى أن الطيران لعب دوراً في تحقيق هذا التقدم على الأرض. وأفاد مصدر امني آخر أن القوات، بالتعاون مع السفارة الصينية استطاعت إجلاء حوالى 1500 موظف وعامل صيني من محافظة صلاح الدين إلى بغداد. لكن الوضع بدا مختلفاً في محافظة ديالى، حيث تمكن المسلحون من السيطرة على بلدة منصورية الجبل، التي تقع على حدود بغدادالشرقية، بعد معارك عنيفة استمرت أياماً. وفي الأنبار، حذر نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي من انهيار الشرطة المحلية ، وقال إن مسلحين تسللوا إلى منطقة جزيرة البوذياب التي لا تبعد اكثر من 500 متر عن قيادة عمليات الأنبار ومبنى المحافظة. وقال العيساوي في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «قوات الشرطة المحلية انهارت في العديد من المناطق في الأنبار خصوصاً في جنوبالمدينة ما أدى إلى تغلغل المسلحين فيها بعد تركيز الجهد العسكري شمال الرمادي». ولفت إلى أن «قوات الجيش تعمل بمفردها في الأنبار الآن وهناك خوف من انهيار الأمن، ولفت إلى أن هناك خطة لتأمين مدينة حديثة من المسلحين لحماية مشاريع اتحادية مهمة، مثل سد حديثة ومحطة الكهرباء ومصفاة نفط مهمة».