بحث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد ظهر أمس، التطورات اللبنانية واستمرار الشغور الرئاسي في ضوء الأوضاع الإقليمية مع الرئيس السابق ميشال سليمان. وتشهد باريس مساء اليوم لقاء بين زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط، تليه مائدة عشاء، للتشاور في شأن مصير الاستحقاق الرئاسي واستمرار عجز البرلمان عن انتخاب رئيس جديد. (للمزيد) وكان البرلمان اللبناني فشل أمس في عقد الجلسة المخصصة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام ومعلمي المدارس الخاصة والرسمية نتيجة استمرار الخلاف بين قوى 14 آذار ورئيس البرلمان نبيه بري على الأرقام المضمونة للواردات المالية التي تغطي كلفتها على الخزينة، حيث رفض بري تضمين مشروع القانون زيادة على ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1 في المئة. وتستمر هيئة التنسيق النقابية في إضرابها العام احتجاجاً على عدم تحقيق مطالبها، فيما يواصل الأساتذة مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية. وفي باريس، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة على التحليل الفرنسي لما يجري في لبنان، أن فرنسا وبعض شركائها في المنطقة «يأسفون للتعطيل القائم لانتخاب رئيس للجمهورية»، وأن باريس ترى مع شركائها «أن التعطيل يأتي من حزب الله ومن إيران». وتعتبر باريس أن طريقة استخدام إيران تأثيرها في لبنانوالعراق وسورية يكلف أمن هذه الدول الثلاث ثمناً باهظاً وخطيراً. وتؤكد أن كلفة تأثير إيران في لبنان مرتفعة جداً، بل خطيرة عليه. وترى المصادر المطلعة أن أي اتفاق بين الرئيس الحريري ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون على الرئاسة ينبغي أن يطرح السؤال عما إذا كان «حزب الله» وإيران مستعدين لإعطاء ضمانات حول السيادة اللبنانية والنأي بالنفس عن الصراع السوري، وحول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قبل أن يحصل على تأييد الدول الغربية والعربية الصديقة للبنان. والمسألة المطروحة، وفق التحليل الفرنسي، «ليست احتمال اتفاق بين الحريري وعون على الرئاسة والتأييد الفرنسي له، بل ماذا يمكن عون أن يقدمه؟ وما هي الضمانات التي يمكن «حزب الله» أن يعطيها؟ ومن هذا المنطلق ليس لدى باريس ما يمكّنها من الحصول على ضمانات بهذا الشأن من إيران، فالمسألة أعمق وأوسع من مطالبة باريس بعض القيادات الإيرانية أن يبقى لبنان هادئا وآمناً. وكانت باريس راهنت قبل حصول التطورات في العراق، على أن من مصلحة إيران أن تهدئ الأمور في لبنان، لكن منذ أن عزز «حزب الله» وجوده في منطقة القلمون (السورية) وما يحدث في العراق، فإن رهان باريس لم يعد قائماً»، وقد لا يكون من مصلحة إيران أن تدفع حليفها على الأرض في لبنان إلى إزالة التعطيل، وهذا قد يستمر لمدة طويلة، وهناك مخاوف من خطر قيام «حزب الله» بتعطيل الحكومة أيضاً، وهذا يعتمد على ما ينوي عون القيام به إذا بقيت الأمور على حالها من دون وصوله إلى الرئاسة». وكان رئيس الحكومة تمام سلام أكد أمس، أن الحكومة «ستعمل على تحصين بلدنا من آثار النيران المشتعلة في جوارنا القريب والبعيد».