لم تتوان المملكة العربية السعودية في محاربة الفئة الضالة والتكفيريين على أكثر من صعيد، سواء عبر الحوار أو إقامة ندوات ومؤتمرات أو إعداد لجان خاصة لمعالجة ظاهرة التكفير ومفهومها في الإسلام وضوابطها، وجذورها التاريخية والعقدية والفكرية والأسباب المؤدية إليها. وعقدت اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر العالمي حول ظاهرة التكفير (الأسباب، الآثار، العلاج) أمس اجتماعها الأول، بناء على موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على إقامة المؤتمر - الذي تنظمه جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال هذا العام في المدينةالمنورة - برعايته. وأوضح مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الإشرافية العليا الدكتور ساعد العرابي الحارثي أنه سيشارك في هذا المؤتمر العالمي نخبة مختارة من المسؤولين والعلماء والأكاديميين والمفكرين والتربويين والإعلاميين من جميع أنحاء العالم الإسلامي وغيره. وقال إن اللجنة الإشرافية العليا بدأت التحضير لفعاليات هذا المؤتمر العالمي كما تم تحديد لجانه العلمية واستراتيجيات الإعداد له من النواحي كافة، واختيار المشاركين فيه في إطار أهدافه الرئيسة التي ترمي إلى تحقيق إيضاح الحكم الشرعي للتكفير وبيان الجذور الفكرية والتاريخية للظاهرة والوقوف على أسبابها وإبراز أخطارها وآثارها وتقديم الحلول المناسبة لعلاجها. وأشار الدكتور الحارثي ل «وكالة الأنباء السعودية» إلى أن المؤتمر يشتمل على عدد من المحاور الرئيسة هي: مفهوم التكفير في الإسلام وضوابطه، وظاهرة التكفير (جذورها التاريخية والعقدية والفكرية)، والأسباب المؤدية لظاهرة التكفير، وشبهات الفكر التكفيري قديماً وحديثاً ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية، وشبهات الخوارج والجماعات التكفيرية المعاصرة والرد عليها، والآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التكفير، وأثر التكفير في مستقبل الإسلام، ومسؤولية مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير الدعوية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية، وعلاج ظاهرة التكفير (الوسائل والأساليب). وأوضح أن عقد «جائزة نايف بن عبدالعزيز» لهذا المؤتمر العالمي يأتي انطلاقاً من عالمية رسالتها وتحقيق أهدافها تجاه الإسهام في درس الواقع المعاصر للعالم الإسلامي.