طالب المجلس الوطني السوري المعارض بتوفير «حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي»، معتبراً ان النظام السوري «يستخف بالجهود العربية الرامية إلى حقن الدماء... ويحاول كسب الوقت، وأن دعواه بشأن الحوار والإصلاح زائفة ومخادعة». كما طالب المجلس، الذي يضم عدداً من تيارات المعارضة، الجامعةَ العربية ب «تجميد عضوية» سورية، مؤكداً ان دمشق ردت على عرض وساطتها «بتصعيد القمع». وجاء بيان المجلس الوطني وسط مساع عربية حثيثة لدفع النظام السوري إلى اجراء حوار واسع وحقيقي وشفاف مع المعارضة السورية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة التي تعصف بالبلاد. وكانت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة قالت ل «الحياة»، إن هناك مخاوف متزايدة من ان فشل الوساطة العربية سيؤدي إلى تدخل دولي في الأزمة. وقال المجلس في بيانه أمس، إن «تصاعد القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبنا الصامد، والذي أسفر عن مئات الضحايا خلال بضعة ايام، يشكّل الرد العملي للنظام على المبادرة العربية». وأكد المجلس انه «يثمن حرص العرب على حقن دماء السوريين وسعيهم الى تجنيب البلاد مخاطر التدخلات الاجنبية»، متهماً «النظام بأنه رد كعادته على هذه الجهود بتصعيد مسلسل القتل والانتقام والاعتقال والتشريد». وتابع المجلس في بيانه بمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب لمناقشة الشأن السوري: «رحّب المكتب التنفيذي للمجلس الوطني في بيان سابق بالجهود العربية الرامية إلى وقف عمليات القتل التي يمارسها النظام السوري ضد المدنيين العزل منذ ثمانية أشهر، وهو إذ ينظر إلى السلوك الدموي للنظام على أنه استخفاف بالجهود العربية الرامية إلى حقن الدماء، فإنه يرى فيه أيضاً استمراراً لنهجه في عمليات الاحتيال والمراوغة، مما يجعلنا نشدد على أن النظام يحاول كسب الوقت، وأن دعاواه بشأن الحوار والإصلاح زائفة ومخادعة». وأشار المجلس انه في ضوء سلوك النظام السوري، يعيد المجلس الوطني مطالبه ب «تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية». وأضاف: «إن المجلس الوطني يعيد تأكيد مطالبه التي قدّمها للجامعة العربية قبل اجتماع وزراء الخارجية بتاريخ 16 تشرين أول (أكتوبر)، والمتضمنة ما يلي: 1. تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية. 2. توفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي. 3. الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً للثورة السورية والشعب السوري». وزاد: «إن المجلس الوطني يؤكد في هذه الظروف على المسؤولية التاريخية الملقاة على الجامعة العربية لوقف حمّام الدم والمجازر التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، وعلى ضرورة اتخاذ كافة التدابير الضرورية، السياسية والديبلوماسية والقانونية والاقتصادية، لإنقاذ شعبنا من القتل والدمار المسلط عليه»، داعياً «كافة أبناء الشعب إلى المزيد من رصّ الصفوف لإحباط حلقات التآمر الجديدة على حقوق الشعب السوري، ولتصعيد الثورة السلمية الشعبية حتى تحقيق طموحات الشعب كاملة».