اعتبر لاعب وسط ليفربول الإنكليزي ستيفن جيرارد أن مهاجم مانشستر يونايتد واين روني الموقوف 3 مباريات في الدور الأول لنهائيات كأس أوروبا 2012 يجب أن يكون ضمن عداد المنتخب في «رحلته القارية»، كونه «أفضل لاعب ويمكنه تسجيل الأهداف إذا نجحنا في تجاوز الدور الأول»، واصفاً ايقافه بأنه «ضربة للجميع في إنكلترا لكن علينا تقبّل ذلك». وكانت لجنة الانضباط في الاتحاد الأوروبي حرمت روني خوض المباريات الثلاث المقبلة ضمن المنافسات الأوروبية، وتالياً سيغيب عن الدور الأول من البطولة القارية التي تحتضنها بولونيا وأوكرانيا الصيف المقبل، وذلك بعد ركله المونتينيغري ميودراغ دزودوفيتش في الدقيقة 74 من المباراة التي تأهل على أثرها منتخبه للنهائيات، معوضاً فشله بالمشاركة في نهائيات نسخة 2008 في النمسا وسويسرا. وتساور الشكوك منتخب إنكلترا وأنصاره في إمكان تقديم الفريق بطولة جيدة، بل يخشى بعضهم عدم ضم روني إلى القائمة المشاركة في «يورو 2012» نظراً إلى غيابه عن الدور الأول. وجاءت «ملاحظة» جيرارد بعد التحذير الذي أطلقه الإيطالي فابيو كابيللو، مدرب منتخب إنكلترا، متوقعاً الا تكون عودة روني سلسة إلى التشكيلة خلال كأس أوروبا 2012 بعد انتهاء فترة عقوبته. ورداً على سؤال عما إذا كان مستعداً لاستبعاد روني عن التشكيلة، قال: «نعم. في حياتي كمدرب وضعت لاعبين كثراً على مقاعد الاحتياط. لطالما قررت من هو اللاعب الأفضل في لحظتها. أحتاج لايجاد الحل للمباراة الأولى أو حتى الثانية (من النهائيات) في ظل غياب روني. وإذا وجدنا هذا الحل، فعليه (روني) العمل من أجل العودة إلى تشكيلة ال11 الأساسيين»، في حال رافق المنتخب إلى «يورو 2012». وزاد: «أنتم تعرفونني. أرتكب أخطاء أحياناً لكني أحاول اختيار أفضل اللاعبين، الأفضل مستوى في تلك اللحظة». وأعلن كابيللو أنه كان يتوقع هذه العقوبة بحق روني، و»لن أستعين به في المباراتين الوديتين المقبلتين المقررتين في تشرين الثاني (نوفمبر)، إحداهما أمام إسبانيا بطلة أوروبا والعالم يوم 12 منه على ملعب ويمبلي. وأشارت وسائل إعلام بريطانية إلى أن كابيللو يفكّر في عدم اصطحاب روني ضمن المنتخب المشارك في «يورو 2012»، ما أدى إلى انقسام الشارع الرياضي في إنكلترا بين مؤيد لفكرة استبعاده ومعارض لها. فإلى جانب جيرارد، رأى ألن شيرر أن غياب روني في الدور الأول يشكل «ضربة قوية ليس فقط للمنتخب ولأنصاره ولعشاق كرة القدم بل أيضاً لروني نفسه لأنه أدرك أنه ارتكب حماقة كبيرة». وقال: «أعتقد أنه بغض النظر عن هوية المهاجم الذي سيحل مكانه، تستطيع إنكلترا العبور إلى الدور التالي من دون روني. لو كنت مكان كابيللو لاخترته ضمن التشكيلة الرسمية المشاركة في النهائيات على رغم إقصائه من الدور الأول. وبالمناسبة، أعلن مساندتي التامة لروني، وقد يُستبعد أي لاعب من يورو 2012 لكن ذلك لا ينطبق على روني بالذات لأنه أفضل لاعب انكليزي حالياً». من جهته، رأى الدولي السابق تيري بوتشر أن «ثلاث مباريات تمثل عقوبة هائلة للمنتخب. من دون روني، لا يستطيع الفريق تقديم المستوى الذي يصبو اليه». وأوردت صحيفة «الصنداي ميرور» أن كابيللو وعلى رغم ما أدلى به من تصريحات قد لا تصب في مصلحة روني، لا يفكر بتاتاً بينه وبين نفسه في استبعاده من تشكيلته إلى أوكرانيا وبولونيا. صحيح أن روني هو الوحيد في صفوف المنتخب الذي يمكن تصنيفه في خانة «عظماء هذا العقد»، إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو وآخرين، إلا أن غيابه لا يعني فشلاً أكيداً لإنكلترا في «يورو 2012»، لكن وجوده أفضل بكثير من عدمه بالنسبة إلى كابيللو الذي سيترك منصبه بعد البطولة القارية مباشرة، ومن المرشحين لخلافته مدرّب توتنهام هاري ريدناب. النموذج الألماني وربما يتوجّب على كابيللو أخذ العبرة من منتخب ألمانيا الذي خسر جهود قائده وأفضل لاعبيه ميكايل بالاك عشية انطلاق مونديال 2010 بداعي الإصابة التي ألمّت به خلال المباراة النهائية لبطولة كأس انكلترا عندما كان في عداد فريق تشلسي، قبل أن يتجاوز المنتخب هذا النقص الجوهري ويقدّم أفضل العروض في البطولة ويسحق إنكلترا بقيادة كابيللو بالذات 4-1 في الدور الثاني والأرجنتين بوجود ميسي نفسه 4- صفر في ربع النهائي، وينهي مسيرته في المركز الثالث، مسلّماً بأن غياب بالاك فتح الباب أمام بروز عناصر قد يكون مردودها أفضل مما كان يتوقع من بالاك نفسه. روني سيغيب عن «يورو 2012»، وقد يجد كابيللو ضالته في غيره وينجح في تحدي وسائل الإعلام والضغوط الجماهيرية، والا فإن نجم مانشستر يونايتد سيرافق المنتخب إلى البطولة معتمداً على زملائه في بلوغ الدور ربع النهائي، حيث يحق له اعتباراً من تلك المرحلة أن يعوّض ما فات ويعيد فرض نفسه. نجاح لم يستمر سطع نجم روني في النسخة ال12 من البطولة القارية التي استضافتها البرتغال عام 2004، وحولته الإصابات الأربع التي سجلها وهو في سن ال18 من أصل 7 تسديدات وصناعته هدفاً، إلى «أمل الأمة» الباحثة عن لقب كبير منذ تتويجها بلقب مونديال 1966 على أرضها. وبعد إبلاله من كسر في ساقه، خاض روني مونديال 2006 في ألمانيا، لكنه فشل في هز الشباك، حتى أنه طُرد أمام البرتغال في الدور ربع النهائي، علماً بأن تلك البطولة لم تشهد تسديدة أكثر من 3 كرات بين الخشبات الثلاث، و3 خارجها و4 تمّ التصدي لها من دفاعات الخصوم، ولم يوقّع أي تمريرة حاسمة. وبعد إخفاقه في قيادة منتخب بلاده إلى «يورو 2008»، ظهر روني في المباريات الأربع التي خاضتها إنكلترا في بطولة مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، وفشل مجدداً في التسجيل واكتفى ب4 تسديدات على المرمى ومثلها خارجه، و5 أخرى صدّها الدفاع ولم يصنع أي إصابة لزملائه.