يعقد البرلمان العراقي جلسة طارئة اليوم لمناقشة الانسحاب الاميركي من البلاد، ومشروع قانون الموازنة العامة للعام المقبل، وسط توقعات بعدم اكتمال النصاب، في وقت اعلنت القوات الاميركية بدء عملية الانسحاب النهائي وإخلاء كل القواعد العسكرية وتسليمها الى الجانب العراقي. وكان رئيس البرلمان أسامة النجيفي دعا الى عقد جلسة طارئة، استجابة لطلب وقعه 60 نائباً لمناقشة الموازنة والانسحاب الاميركي فقط. وعقد السفير الأميركي لدى العراق جيمس جيفري وعدد من القادة العسكريين في الجيش الأميركي امس، اجتماعاً مغلقاً مع النجيفي في مبنى البرلمان ناقشوا خلاله عملية الانسحاب. وأعلن مصدر أميركي ل «الحياة»، أن «عدد الجنود الآن هو 35 ألفاً، والرقم في تنازل». وأضاف أن «القوات الاميركية سلمت نظيرتها العراقية حتى الآن 500 موقع وقاعدة، وسيتم تسليم 15 قاعدة خلال الفترة المقبلة»، مشيراً الى ان «القوات المنسحبة تغادر باتجاه دولة الكويت ومن ثم الى الولاياتالمتحدة». ويسعى الجانب الاميركي الى الاحتفاظ ب 160 عنصراً لحماية السفارة في بغداد، إضافة إلى خمسة آلاف مدرب، فيما تطالب الحكومة العراقية بخفض هذا العدد إلى ثلاثة آلاف. وكان رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري أكد قبل ايام، أن العراق يحتاج إلى سنوات عدة قبل أن يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد المخاطر الخارجية من دون مساعدة من شركائه الدوليين، كما أكد أن وزارة الدفاع لن تكون قادرة على الدفاع عن أي اعتداءات خارجية قبل موعد بين 2020 و2024. يذكر أن الجيش العراقي يتكون من 14 فرقة موزعة على ثلاث قيادات (برية وجوية وبحرية)، لكن معظمها فرق مشاة يقدر عديدها بأكثر من 300 ألف، ويمتلك في الوقت الحاضر نحو 170 دبابة روسية ومجرية الصنع، وهي مساعدات من الحلف الأطلسي، كما يملك الجيش ما يقارب الستة آلاف عربة عسكرية أميركية من نوع «همر»، فضلاً عن مدرعات بولندية الصنع. ويمتلك الجيش العراقي أيضاً عدداً من الطائرات المروحية الروسية والأميركية، وعدداً من الزوارق البحرية في ميناء أم قصر، لحماية تصدير النفط العراقي. الى ذلك، يعقد البرلمان اليوم جلسة طارئة لمناقشة ملف الانسحاب بناءً على طلب تقدمت به كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وسط توقعات بعدم اكتمال النصاب القانوني. وقالت عضو «القائمة العراقية» وحدة الجميلي ل «الحياة»: «نتوقع ان تكون الجلسة تداولية، لأن معظم النواب في إجازات داخل البلاد وخارجها، منهم 100 نائب يؤدون مناسك الحج، وحتى كتلة الأحرار لا تملك الآن 50 نائباً في بغداد». وأضافت: «لا نعتقد بوجود أسباب موجبة لعقد جلسة، لأن عملية الانسحاب الأميركي مستمرة، والحديث الآن عن بقاء المدربين الأميركيين بعد عام 2011، وهذا الأمر لا يحتاج إلى تدخل البرلمان، خصوصاً ان الكتل البرلمانية خولت رئيس الوزراء التفاوض بهذا الخصوص». من جهة أخرى، جدد النائب عن كتلتة الصدر جواد الحسناوي، نية كتلته الانسحاب من التحالف الوطني إذا لم تنفذ مطالب الصدر الثلاثة. وقال الحسناوي إن «كتلة الاحرار أقرّت مسألة الانسحاب من التحالف الوطني خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد خلال الايام الماضية، وهي جادة في الانسحاب من التحالف وليس من الحكومة ان لم تنفذ مطالبها». وتابع: «ستناقش الجلسة الطارئة الانسحاب الأميركي وقضية الحصانة والوضع الأمني وجاهزية القوات الامنية، وكذلك موضوع الموازنة، فالحكومة تقول ان هناك موازنة انفجارية، ورئيس الوزراء يصرح بأن الواردات لا تكفي، ما يتطلب الوقوف على هذا التضارب في التصريحات».