اعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس ان انتخابات لاختيار اعضاء مجلس الشورى القطري (البرلمان) ستجرى في النصف الثاني من العام 2013 في خطوة أولى من نوعها منذ استقلال البلاد في 1971، وبما ينسجم مع الدستور الذي أجازه الشعب القطري في استفتاء قبل سنوات ونص على اجراء انتخابات بمشاركة المرأة. وأكد الشيخ حمد لدى مخاطبته مجلس الشورى في دورة انعقاده الجديدة أن بلاده «ستقف دائماً، وبقدر ما تسمح لها ظروفها، إلى جانب كل شعب عربي إذا كانت تطلعاته صائبة وملحة ولا يقبل الصمت على ما يتعرض له»، ورأى ان اعتماد سورية واليمن ودول اخرى على «الخيار الأمني بدلاً من قيادة التحول التدريجي فيها، أدى إلى ما نراه حالياً من سفك دماء ينذر بالتحول حرباً أهلية... كنا وما زلنا نفضل أن تقوم الأنظمة بالإصلاح، وأن تقود هي عملية التحول بدلاً من أن تنتفض الشعوب». ولفت امير قطر الى أن تغيرات كبرى تعصف بالمنطقة والوطن العربي. وقال: «اؤكد لكم بضمير مرتاح أننا (في قطر) فعلاً نقف على أرض صلبة، وذلك بجهودنا المشتركة، وأننا راهناً دائماً على العدالة والإنصاف، واعتبرناها قيماً إنسانية لا تستثني الشعوب العربية خلافاً لما كان يدعى... نحن مقبلون على تحديات كبيرة واستحقاقات قمنا بإقرارها سوية»، لافتاً الى اقرار الدستور واعتماده وإجراء انتخابات بلدية (الدورة الاولى العام 1999) وانشاء المحكمة الدستورية، ومشيراً الى أن بعض البنود (الاصلاحية الدستورية) «تأجل تطبيقه لأسباب متعلقة بتحديات التنمية في البلد والأوضاع العاصفة في المنطقة، لا سيما أن بعض البنود يحتاج إلى قوانين لكي ينفذ». كما أكد دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتعزيز العلاقات بين دول المجلس، موضحاً «ولكننا نرى مع المواطن الخليجي أن مجلس التعاون لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب منه في تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المرغوب والممكن بين دوله». ودعا الى التعاون في تحقيق الأمن والاستقرار وإيجاد الحلول للقضايا والتحديات التي تواجه هذه المنطقة (الخليجية) بالطرق السلمية من خلال الحوار والوساطة، والاحتكام إلى القضاء الدولي. وفي رسائل لافتة، قال الشيخ حمد إن «الضامن الوحيد لاستقرار الدول العربية على المدى القريب والبعيد يكمن في تبني إصلاحات متواصلة لخدمة تطلعات شعوبها»، و «إن الواقع يؤكد أن ما من دولة تستطيع عزل نفسها عن الحراك السياسي الراهن، فالشعوب اكتشفت قوتها في القدرة على المطالبة بحقوقها وترسيخ قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية». واعتبر أن «هذا يتطلب منها الشجاعة في فتح قنوات الحوار الإيجابي مع شعوبها بهدف القيام بعمليات الإصلاح المطلوبة في شكل آمن وتدريجي ومن دون زلازل، ولقد تمنينا ذلك لسورية واليمن، وللدول كافة، ولكن لا يمكننا أن نفرض رأينا». وهنأ الشعبين المصري والتونسي على ولوج مسار التحول الديموقراطي الطويل والشاق وأكد أن دعم قطر للشعب الليبي كان وما زال مبدئياً، مشدداً على أهمية الوحدة الوطنية لليبيين وسيادة القانون وبناء الدولة على أسس حديثة. ونوه بالدول التي وقفت إلى جانب الشعب الليبي «في الساعات الصعبة»، وشكر حلف شمال الاطلسي على «تقديمه العون المباشر في منع مجزرة بحق المدنيين الليبين وإنهائه مهماته في الفترة المحددة من دون محاولات لفرض شروط أو للتدخل في السيادة الليبية». ورأى ان حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً هو وحده الكفيل بضمان الأمن والاستقرار في المنطقة والأمن والسلم الدوليين، وهنأ الفلسطينيين بعضوية فلسطين في منظمة «يونيسكو». ودعا الشيخ حمد المجتمع الدولي الى وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار الظالم ووقف بناء المستوطنات، ودعا الفلسطينيين إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الوطنية بما يساهم في الحفاظ على وحدة القضية ويحقق المصالح العليا للشعب.