لا يسعني سوى أن أبدأ بشكر وزير التربية والتعليم على توجيهاته الرائعة بشأن تمكين أم محرومة من رؤية بناتها في المدرسة التي يدرسون بها، بعد أن منعوها مراراً وتكراراً من رؤيتهن. وبعد أن عاملوها بفوقية عجيبة وبعد أن تعنتوا حتى في تمكينها من رؤيتهم حتى ولو من بعيد، من دون أن تكشف عن نفسها! لا أعلم لماذا تتواطأ المعلمات والمديرات مع الآباء أو أولياء الأمور من دون سند قانوني، ولا أعلم لماذا تتدخل المدرسة وتتحول من مكان للعلم والتربية فقط في قضية شخصية اجتماعية تربوية في المقام الأول تعود بالنفع النفسي على الأبناء والبنات المحرومات من أمهاتهن؟ ما الضرر أن تراهم الأم في بيئة آمنة؟ ولا سيما أن باب المدرسة موصد فلن تتمكن من أخذهم (لو كانت هذه مخاوفهم)، وما المانع أن تحضر مجالس الأمهات حتى تحل قضيتها وتسعد قلبها وقلوبهم بمشاركتهم هذا اليوم. هل من حق ولي أمر إصدار أوامره إلى مديرة مدرسة هاتفياً لتمنع طليقته من رؤية بناتها لمجرد أنه رغب في ذلك؟ شهادة الميلاد التي تزين ملف الطالبة تعطيها هذا الحق، وإذا رضي عنها ووافق أو أعادها لعصمته (أعاد الاتصال وسمح لها بذلك)، هل ترسل محاكمنا شيئاً كهذا للمدارس؟ لا أتوقع ذلك، فلا يوجد قانون على وجه الأرض يمنع أماً من رؤية بناتها. الأخبار والمواقف الحسنة والمشرفة تصل مثلها مثل السيئة كالضرب غير المبرر وغيره. شكراً يا وزير التربية التعليم، فقد ثبت من موقفك الرائع بأنك إنسان أولاً، وقائد تربوي نسعد بتحمله مسؤولية تعليم أجيال ومعلمين ومعلمات لا يعرفون شيئاً عن الإنسانية ولا الرحمة، ولا يعرفون شيئاً عن الحيادية في التعامل، ولا سيما من دون مسوغ قانوني! من هنا حتى يوم الدين مليون شكراً على موقفك المشرف وإنسانيتك الواضحة. - في برنامج «يا هلا» على قناة «روتانا خليجية» وفي لقاء مع الكاتب الزميل عبدالله بن بخيت استوقفتني جملة جاءت في سياق الحديث عن استمرار العمل بالورقة الصفراء التي تطالب بها جوازات المطار للسماح لأي أنثى مهما بلغ عمرها بالسفر من عدمه، لماذا تتدخل الجوازات في أمر خاص؟ المطار والجوازات مكان أو ميناء للسفر إذا ما قدم الإنسان البالغ الراشد جوازاً ساري المفعول، وتذكرة سفر، فلا أعتقد أن من حقهم التدخل، هل زوجك موافق أم لا، وهل لديك ورقة صفراء أم لا؟ والمستشفيات مكان لتلقي العلاج، فلماذا تتدخل في إمكان تقديم العلاج وإجراء العمليات أم لا؟ (وقبل شهر كما ذكر الدكتور حمود أبوطالب في اجتماعنا في جمعية حقوق الإنسان أن هناك امرأة توفيت لتعثر في ولادتها، لانتظار موافقة الزوج على إجراء عملية قيصرية)، والمدارس والجامعات التي ما زالت تطلب موافقة ولي الأمر والذي يحددها بالولي الذكر فقط. أسئلتنا كثيرة ولا نجد عليها أجوبة، وبكل أسف. [email protected] s_almashhady@