كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - قتل 13جندياً أميركياً، وثلاثة مدنيين وشرطي افغاني، لدى تفجير انتحاري من حركة «طالبان» سيارة مفخخة استقلها قرب قافلة للحلف الاطلسي (ناتو) في العاصمة كابول أمس. كما فجرت انتحارية نفسها خارج فرع محلي لمديرية الاستخبارات في مدينة أسد آباد (شرق)، ما ادى الى جرح حارسين. جاء ذلك، غداة شن الحركة هجوماً استمر اربع ساعات على قاعدة لفريق تنمية الولاية تديرها الولاياتالمتحدة، وعلى فرع محلي لمديرية الاستخبارات في مدينة قندهار (جنوب). واوضح حشمت ستانيك ضي، الناطق باسم الشرطة الافغانية، بأن منفذ الهجوم في منطقة دار الامان في كابول فجّر سيارة من نوع تويوتا سيدان، امام الحافلة التي احترقت وانقلبت. وتولت مروحيتان نقل المصابين، مع اغلاق منطقة العملية التي تصاعد منها الدخان الاسود، قبل ان تعلن «طالبان» عبر الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد مسؤوليتها عن الهجوم. وفي أسد آباد (شرق)، فجرت انتحارية نفسها خارج فرع محلي لمديرية الاستخبارات التي يفترض ان تضطلع بمسؤوليات امنية كبيرة بعد انحساب القوات الأجنبية نهائياً من البلاد بحلول عام 2014، علماً ان الرئيس حميد كارزاي اعلن هذا الاسبوع انه سيكشف قريباً لائحة لمناطق في 17 ولاية ستشملها المرحلة الثانية من عملية نقل سلطات الأمن من الحلف الاطلسي الى القوات الحكومية، والتي يتوقع ان تنفذ نهاية السنة الحالية. وفي جنوب البلاد، اعلن الحلف الاطلسي ان رجلاً يرتدي زي الجيش الافغاني فتح النار واردى جنديين اجنبيين، قبل ان يقتل، في وقت تتصاعد المخاوف من اختراق المتشددين القوات الحكومية. على صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الهجمات التي تشنها «طالبان» «تراجعت في الجزء الأكبر من افغانستان، لكن معاقل المتمردين في باكستان البعيدة عن متناول قوات «الاطلسي» وتلك التابعة للحكومة الأفغانية تسمح لهم بشن هجمات في الشرق، ما يهدد التقدم الذي تحقق». وأكد «البنتاغون» في تقرير قدمه الى الكونغرس، ويغطي الفترة الممتدة من نيسان (ابريل) الى 30 ايلول (سبتمبر) الماضيين، ان «انتشار جنود اميركيين وغيرهمم سمح بضمان أمن جنوبافغانستان عبر منع طالبان من استعادة معقليها السابقين هلمند وقندهار». واضاف: «الأهم خلال هذه الفترة تراجع العنف من سنة الى اخرى». وأحصى التقرير شن «طالبان» 2500 هجوم في ايلول (سبتمبر) هذه السنة، في مقابل 4 آلاف في الشهر نفسه العام الماضي. الى ذلك، دفع الرقيب في الجيش الأميركي كالفين غيبس، الزعيم المفترض لمجموعة من خمسة عسكريين متهمين بقتل ثلاثة مدنيين افغان العام الماضي في قندهار بهدف التسلية، ببراءته مع بدء محاكمته في قاعدة «لويس ماكورد» العسكرية جنوب سياتل بولاية واشنطن (شمال غرب). ويحاكم الرقيب غيبس ب16 تهمة، بينها القتل المتعمد والاعتداء والتهديد، ما يمكن ان يدينه بعقوبة السجن المؤبد. واورد البيان الاتهامي ان غيبس (26 سنة) تزعم مجموعة جنود وضعت «سيناريوات» لقتل ثلاثة مدنيين افغان، وان بعضهم تولى قطع اوصال بعض الجثث والاحتفاظ بأجزاء منها، والتقاط صور الى جانب الضحايا. والمجموعة متهمة ايضاً بالسعي الى «اخفاء هذه الجرائم عبر تصويرها كأعمال للدفاع المشروع عن النفس، في مواجهة متمردين سقطوا في ميدان المعركة»، كما يتهم الرقيب غيبس تحديداً بضرب جندي ابلغ قيادته بالجرائم.