سبحان الله الذي جعل الموت علينا حتماً محتوماًً، وقدّره علينا قدراً محكوماً بالأمس تفقد الأمة الإسلامية رمزاً من رموزها، ورجلاً من رجالاتها وعلماً من أعلامها. إنه سلطان الخير ذلك الرجل الذي دخل في وجدان قلب كل من عرفه أو سمع به أو جاءت به الأقدار نحوه.. مبتسم دائماً.. محباً للخير والعطف.. كارهاً للقسوة والعنف. كان مسانداً للفقير والمسكين والسجين والمكلوم محباً لكل مافيه خير لهذه البلاد وشعبها.. إنه أنموذج للرجل الإنسان. أميرنا الذي فارق الحياة ليلقى وجه ربه راضياً مرضياً عليه بإذنه تعالى كان يتغلب على كل الجروح والألم متصدياً للتعب بابتسامته الساحرة. ومن ينسى سلطان الخير سلطان الوفاء الذي قبل رأس كل جندي بأحداث الحد الجنوبي بل يزيد بتلمس حاجاتهم ويمضي ليحققها شاكراً لهم الذود عن وطنهم وطالباً أن يبعثوا السلام لإخوانهم إنها صورة لا تحدث إلا مع سلطان بن عبدالعزيز المؤمن بأن الشعب والقيادة خندق واحد ومصير واحد وقوة واحدة. كما يمثل سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله في المجتمع الانساني مؤسسة خيرية متنقلة شملت بظلالها الفقراء والأرامل والايتام والمرضى، فأحبه الناس داخل البلاد وخارجها. وسارت بفضله وسمعته الركبان لكثير من اقطار العالم وضع بمنهجه الخيري مثالاً رائعاً في خدمة البشرية والانسانية ولكن الموت حق ونهاية لكل مخلوق على وجه هذه الأرض. بكل الحزن والأسى وببالغ الألم والحسرة نتقدم بأصدق التعازي والمواساة في فقيدنا وفقيد الوطن والأمة الإسلامية الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. * المدير العام لكلية الملك فهد الأمنية.