وصف المدير العام لمعهد الإدارة العامة الدكتور عبدالرحمن الشقاوي وفاة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، بأنها مصاب جلل، وخطب جسيم، وفاجع أليم إذ فقدت الأمتان الإسلامية والعربية شخصية محنكة، وقائداً فذاً، له إسهاماته الكبيرة والفاعلة سياسياً وعسكرياً على الساحة الإقليمية والدولية. كما أن له إسهاماته المشهودة في التنمية الوطنية الشاملة التي تعيشها المملكة. وأضاف ل«الحياة»، أن من أبرز قرارات الأمير سلطان تلك التي كانت تتعلق باللجنة العليا للإصلاح الإداري، ومنها إلغاء وزارة الصناعة نهائياً وربطها مباشرة بوزارة التجارة، إضافة إلى إلحاق التعليم العام في الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران بوزارة التربية والتعليم، وأن يكون نصف الأعضاء في المجالس البلدية منتخبين والنصف الآخر يتم تعيينهم والتي ستشارك بها المرأة اعتباراً من الدورة المقبلة. ولفت إلى أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز كان يبارك أي مسعى نحو التطوير من خلال الدراسات الشاملة التي كان غالبيتها في البداية إعادة هيكلة للجهاز الحكومي، مشيراً إلى أن الأمير سلطان كان موسوعة في الكثير من البرامج ومشاريع التنمية في المملكة. ونوه بجهود ولي العهد رحمه الله، في مجال التنمية والتطوير الإداري سواء عبر اللجنة العليا للإصلاح الإداري التي أنشئت عام 1383ه، أو اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري، التي ترأسها منذ إنشائها عام 1420ه، وأسهمت في دفع عجلة التنمية الإدارية، وإحداث تطور نوعي مميز في التنظيم الإداري بالأجهزة الحكومية، حيث كان لدعمه ورؤيته الثاقبة وتوجيهاته السديدة أكبر الأثر في تمكين اللجنة من القيام بمهامها والدفع بأعمالها وبرامجها نحو تحقيق أهدافها. وأشار الشقاوي إلى أن جهود الأمير سلطان في مجال التنمية الإدارية لم تقتصر على لجان الإصلاح والتنظيم الإداري وحسب، بل إن ترؤسه للعديد من الأجهزة والمؤسسات واللجان العسكرية والمدنية أسهم في اتساع دائرة التنمية والتطوير الإداري وشمولها وفاعليتها، حيث كانت التنمية الإدارية هاجساً للأمير سلطان وذات أولوية لديه منذ البواكير الأولى للتكوين والتنظيم الإداري في المملكة. وتحدث الشقاوي عن دقة الأمير سلطان في المواعيد: «كان عنصر الوقت لديه مهماً جداً ولم أذكر في يوم من الأيام أننا تأخرنا عن الاجتماع ولو حتى ربع ساعة عن المواعيد المقررة، وهذه من التجارب الشخصية التي يقف الإنسان عندها بحكم أنها علامة بارزة وسمة من سمات الأمير سلطان رحمه الله». وأضاف: «عندما يكون هناك أي موضوع فيه وجهة نظر مختلفة كان الأمير سلطان يتريث في اتخاذ القرار حتى تتضح الصورة وتتبلور لكل أصحاب الشأن في الموضوع، وهذا دليل حكمة واهتمام وتقدير لمختلف الفئات ذات العلاقة بالنسبة بالدراسات التي كانت تجرى».