الشاعر الإسكندراني السوري الأصل ميشال مغربي قال في المولد النبوي: لا عيد للعرب إلا وهو سيده/ عيد الرسول الذي فخراً نعيّده هي العروبة لا ينهد حائطها/ ما دام دين رسول الله يسنده أكمل من حيث توقفت أمس، فقد كنت أريد أن أكتب مقالاً واحداً عن مدائح الشعراء النصارى العرب في رسول الله، ثم وجدت أنني سأظلم الذين أهملهم، فكتاب «شعراء النصارى العرب والإسلام» ضم قصائد، بعضها مطولات في أكثر من مئة بيت، نظمها 51 شاعراً، وإنصافهم يعني أن أختار من قريض أكثر من النصف لا من ستة شعراء أو سبعة، فرأيت أن أبقى معهم يوماً آخر خصوصاً مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. كثيرون من الشعراء النصارى استنجدوا بالرسول لتحريك الهمم وإنقاذ القدس، ونصر سمعان قال: سيّد المرسلين قم وتأمل/ كيف نامت عن العرين سباعه هوّ ذا القدس في الجهاد/ وأشلاء بنيه حصونه وقلاعه وزاد في قصيدة أخرى: كلا وربك لن يطوى لنا علم/ ما دام منا النبي الطاهر العَلَم غداً يطل وشمل العرب ملتئم/ والحق منتصر والبُطْل منهزم في أربع القدس من نيرانها لهب/ وفي الجزائر من بركانها حمم أما نبيه سلامة فيختار المولد النبوي ليقول مهاجماً الدول الغربية وتواطؤها مع اليهود في فلسطين: يا من يرون في القدس أحلامهم/ وطناً يهيّم فوقه التلمود لو أقبلت دول السماء لعونكم/ هبت إلى ردّ السماء أسود قالوا هنا وطن اليهود وليتهم/ قالوا هنا للتائهين لحود ونظم إلياس قنصل قصائد عدة في مدح رسول الله، وهو في قصيدة عنوانها «النبي العربي الكريم» يبدأ نثراً فيقول: كررت إلى التاريخ أراجع مرة أخرى سيرة النبي الهاشمي، فإذا بي مرة أخرى أمام دنيا من الأخلاق السامية والمواقف الجبارة خططت للعالمين صراط الحق والهدى والعدالة الاجتماعية الصحيحة... ويقول إلياس قنصل في قصيدته: يا من يثير حماستي بكماله/ عذراً إذا شاهدت ضعف لساني تأبى عداء الأقربين عروبتي/ ويعفّ عن لغو الكلام بياني ويشكو الشاعر جورج سلستي انقسام العرب وتفرقهم ويخاطب رسول الله قائلاً: يا سيدي يا رسول الله معذرة/ إذا كبا فيك تبياني وتعبيري ويزيد: أشكو إليك دياراً كنت مرشدها/ ومرشدوها استكانوا اليوم للنّير وذي فلسطين أولى القبلتين لقد/ بيعت على يدهم بيع الجأذير ويقول جورج كعدي: هو دين الإسلام علّمنا العز/ وشمخ الرؤوس للعلياء ففلسطين أمّنا تتلوى/ بين بحرين من لظى ودماء لا سلام مع اليهود فهم من/ أخبث الناس أصل كل بلاء عطاالله غدامس له قصيدة في 129 بيتاً هي شعر عناوين السيرة النبوية ولا تترك شيئاً من مآثر الرسول إلا وتسجله، وتحكي كيف نشر الرسالة بين شعوب الأرض ونهض بالعرب بعد ظلام الجاهلية. أما نقولا حنا فيقدم لقصيدة عنوانها «من وحي القرآن» ويقول نثراً: قرأت القرآن فأذهلني، وتعمقت به ففتنني، ثم أعدت القراءة فآمنت، آمنت بالقرآن الإلهي العظيم وبالرسول مَنْ حمله... وهو بعد ذلك يطلب رضا الرسول ويقول فيه: تقيّ تقيّ زاهد متهجد/ عزيز أبيّ ليس فيه ملام شجاع كريم لا يخيّب سائلاً/ ولا عن المستجير ينام والشاعر نفسه، نقولا حنا، له قصيدة جميلة بعنوان «أسماء الله الحسنى» جمع فيها شعراً تلك الأسماء الواردة في القرآن الكريم ومطلعها يضم ثلاثة منها وهو: تبارك الله رب العزة الأحد/ الخالق المرتجى في الشدّة الصمد وأشعر بعد حلقتين عن مدائح شعراء النصارى العرب في رسول الله بأنني ظلمت بعضهم، فلا أقول للقراء سوى أن يقارنوا بين نقاوة الماضي القريب والكرب الذي نحن فيه اليوم، وقد تجاوزت الخلافات الأديان لتصيب أبناء الدين الواحد. كتاب «شعراء النصارى العرب والإسلام» من إعداد ماجد الحكواتي صدر عن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ويستطيع الراغب في اقتناء الكتاب أن يطلبه مباشرة من المؤسسة على فاكس 009652455039 أو البريد الإكتروني [email protected] [email protected]