لندن، طرابلس، مصراتة - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أعلن الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح جثة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي قتل بعد أسره الخميس في سرت، أن الأخير «قتل بالرصاص»، رافضاً تقديم مزيد من التفاصيل وموضحاً ان تقريره «لم يُنجز بعد». وقال رئيس الجهاز الوطني للطب الشرعي الذي تولى تشريح جثة القذافي، الطبيب عثمان الزنتاني: «تقريري حول تشريح الجثة لم ينجز بعد». وأشار الى انه لا يستطيع تقديم مزيد من التفاصيل، لأن عليه ان «ينتظر الضوء الاخضر» من المسؤول عنه للتكلم. وأوضح الطبيب الشرعي: «قمت بتشريح جثث معمر القذافي و(وزير الدفاع في النظام السابق) ابو بكر يونس الليلة الماضية، والمعتصم (احد ابناء معمر القذافي) في الليلة ما قبل الماضية». والجثث الثلاث عرضت في غرفة مبردة في احد أسواق مصراتة (على بعد 215 كلم شرق طرابلس)، حيث توافد الليبيون بالآلاف منذ الجمعة. وأوضح الزنتاني: «إننا نتحدث عن وفاة بالرصاص» للأشخاص الثلاثة، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقال محامي الساعدي القذافي الأحد، إن الساعدي «مصدوم وغاضب من الوحشية البشعة» التي عومل بها والده وشقيقه المعتصم، وقال إن ذلك يُظهر أن أي شخص على صلة بالحكومة السابقة لن يحظى بمحاكمة عادلة في ليبيا. وقال المحامي نيك كوفمان في رسالة أرسلت بالبريد الالكتروني إلى «رويترز»: «الساعدي القذافي مصدوم وغاضب من الوحشية البشعة التي صاحبت مقتل والده وأخيه. البيانات المتناقضة التي أصدرها المجلس الوطني الانتقالي لتبرير هذه الاعدامات الوحشية والانتهاك البشع لحرمة الجثمانين، أظهر بوضوح انه لن يحظى اي شخص مرتبط بالنظام السابق بمحاكمة عادلة في ليبيا، ولن يحصلوا على العدالة للجرائم التي ارتكبت ضدهم». والساعدي موجود الآن في النيجر بعد هروبه عبر الحدود إثر سقوط العاصمة طرابلس في أيدي قوات المجلس الوطني الانتقالي في آب (أغسطس). وعرضت قناة تلفزيونية الأحد لقطات مصورة يظهر فيها المعتصم القذافي وهو يهتم بجروحه ويدخن ويرد على آسريه بتعليقات تتسم بالاستخفاف بهم قبل قليل من مقتله الاسبوع الماضي. وظهر المعتصم في اللقطات المصورة التي بثتها قناة «الرأي»، وهي قناة تلفزيونية مقرها في سورية وكانت مؤيدة للقذافي، مرتدياً سترة بيضاء ملطخة بالدم وسروالاً عليه بقع حمراء، جالساً على فراش على أرض غرفة. وخلال اللقطات القصيرة، كان المعتصم يمسح أنفه الدامي بشكل متكرر وينظف جروحاً أخرى بمنديل، وأبرَزَ جروحه للكاميرا. وقال له جندي في زي عسكري أخضر: «خذ المية اشرب وارفع راسك. راحت عليك أيام النعم راحت عليك». وقال الجندي موجهاً حديثه الى الناظرين في ما يبدو: «الله الله يا دنيا... هذا معتصم القذافي». وكان في الغرفة جنود آخرون. ولم تكن تعليقات المعتصم واضحة تماماً، لكن مذيعة القناة ذكرت انه قال لأحد الجنود: «لا أتحدث مع مراهقين. اسمك إيه؟»، وردَّ الجندي الذي كان صوته أوضح بالنسبة الى المشاهد: «تو تشوف يا كلب تو تشوف». وأوصى معمر القذافي، في وصية منسوبة إليه، بدفن جثته في مقبرة سرت إلى جانب أهله، كما حض على حسن معاملة أسرته، خصوصاً النساء، بالإضافة إلى استمرار المقاومة ضد حلف شمال «الناتو» والثوار المناوئين له. ونشرت الوصية وكالة «سيفين دايز نيوز» الموالية للقذافي في صفحتها على «فايسبوك». وأفيد أنه كتبها في 17 من الشهر الجاري في سرت قبل مقتله بأيام، وسلمها إلى ثلاثة أشخاص أحدهم قُتل والثاني أُسر بينما نجا الثالث. ووفق الوصية، يقول القذافي إنه يموت على عقيدة أهل السنة والجماعة، ويوصي بألاّ يغسّل، وأن يدفن بالثياب التي مات فيها، ويدفن في مقبرة سرت إلى جوار أهله. وحض على استمرار المقاومة من بعده ضد «أي عدوان أجنبي تتعرض له الجماهيرية الآن أو غداً وعلى الدوام».