ذَرَفَ أسرى محررون وذووهم كثير من الدموع فرحاً وحزناً في آن، في باحة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة أمس، خلال الاعتصام الاسبوعي الأول لأهالي الأسرى بعد صفقة التبادل التي أبرمتها حركة «حماس» مع اسرائيل اخيراً. وقالت زوجة الأسير سلامة مصلح بصوت خنقه البكاء وأبكى عدداً من المتضامنين والمهنئين: «خذلوني، كنت أتوقع أن يخرج زوجي الذي أنتظره منذ 18 عاماً، وخسرت الزوج، والابن، والبيت»، في اشارة الى جنينها الذي فقدته في الشهر الثاني من عمره بعد اعتقال الزوج، ومنزلها الذي تعرض للتدمير في الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وناشدت مصلح، التي فقدت الأمل في خروج زوجها المحكوم بالسجن المؤبد في الصفقة، الرئيس محمود عباس العمل على إطلاقه، كما ناشدت المجلس الأعلى العسكري المصري لتضمين صفقة تبادل الجاسوس الاسرائيلي أسرى فلسطينيين ممن أمضوا عقوداً في السجون الاسرائيلية الى جانب المصريين. وذهبت من شدة اليأس والإحباط الى حد مناشدة الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، وقالت: «أناشد شاليت الذي جرّب الأسر لخمس سنوات، أن يبذل كل جهده لأجل إخراج أسرانا الذين أمضوا زهرات شبابهم في السجون، وبعضهم لا يزال معتقلاً بعد أكثر من 28 عاماً». بدورها، تمنّت أم الأسيرين ضياء ومحمد الأغا، التي بدت عاجزة عن تصديق عدم شمول الصفقة أياً من ولديها، لو أن منجزي الصفقة أعادوا لها ولدها ضياء المحكوم بالسجن المؤبد، أمضى منها 20 عاماً، فيما بقي لولدها محمد خمس سنوات أخرى. وقالت والدة الأسير عبد الرحمن المقادمة ل «الحياة» إنها جاءت للاعتصام لتهنئة الأسرى المحررين وذويهم بالتحرر، إلا أن في داخلها «غصّة لعدم تحرر ولدها وباقي الأسرى». من جهة أخرى، استبقت أم أحمد التي اعتادت المشاركة في الاعتصام، وصول زوجها الأسير المحرر نافذ حرز بالزغاريد وتوزيع الحلويات بسلامته، وقالت ل «الحياة» إنها حضرت لمشاركة أخواتها زوجات الأسرى وأمهاتهم فرحتهن بتحرير زوجها والآخرين، كما شاركوها ألمها طوال السنوات الاربع والعشرين على اعتقاله. وأضافت: «من الآن فصاعداً سأشارك كمتضامنة وزوجة أسير محرر». وبدت أم الأسير ثائر الكرد فرِحةً، واستبدلت لباسها الأسود بثوب فلسطيني أبيض مطرّز ترتديه للمرة الأولى منذ اعتقال ابنها ثائر قبل 23 عاماً.