شكّل غياب القادة والرموز عن قائمة تبادل الاسرى المتفق عليها بين حركة «حماس» وإسرائيل صدمة للكثيرين في الضفة الغربية، وبدا السؤال الأول على لسان معظم المواطنين، بعد شيوع نبأ التوصل الى إتفاق تبادل الاسرى، هو: هل شملت الصفقة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد وعبدالله البرغوثي وعباس السيد وجمال ابو الهيجا وحسن سلامة وغيرهم من قادة المقاومة الوطنية والاسلامية المحكومين بالسجن المؤبد. وتجنبت «حماس» الخوض في أسماء الأسرى الذين شملتهم الصفقة في ما بدا أنه محاوله منها للحفاظ على زخم الفرح الشعبي، ولتجنيب المواطنين خيبة الامل لعدم اشتمالها على الرموز في مجتمع يحتل فيه القادة الرموز مكانة كبيرة. وكشف مسؤول كبير في «حماس» ل «الحياة» ان العقبة الوحيدة للتوصل الى صفقة التبادل خلال السنوات الثلاث الماضية هي رفض إسرائيل اطلاق هؤلاء القادة. وقال ان «حماس» وافقت على الصفقة بعد ان توصلت الى قناعة بأن تمسكها بالقادة يحمل في طياته خطر نجاح إسرائيل في العثور على مكان احتجاز شاليت او تعرضه لمكروه من أي نوع. وتحوّل الفرح بالصفقة الى غضب واحتجاج لدى الكثيرين، خصوصا في حركة «فتح» المنافسة، ومنهم وزير الاسرى عيسى قراقع الذي قال إنه أصيب بخيبة أمل عندما عرف ان القائمة لا تشمل سعدات والبروثي وحامد وغيرهم. وكذلك حال رئيس نادي الاسير قدورة فارس الذي قال إنه كان بإمكان «حماس» التوصل الى هذا الاتفاق قبل 3 سنوات، مشيرا الى أن موافقتها على ما رفضته منذ سنوات يضع إشارات استفهام على ما وراء الصفقة. ورغم الغصة الكبيرة التي خلّفها عدم اشتمال الصفقة على القادة، الا أن الفرحة عمّت بيوت الاسرى وأقرباءهم وأصدقاءهم، خصوصا الأسرى القدامى الذين شملتهم الصفقة. وقال محمد التميمي (35 عاما) شقيق الاسيرة أحلام التميمي (31 عاما) إن خبر الافراج عن شقيقته «يعادل الحياة»، مضيفا: «أحلام محكومة بالسجن المؤبد 16 مرة، ولا أمل لها في ان ترى النور سوى في صفقة من هذا النوع». وكانت أحلام اعتقلت وهي في الثانية والعشرين من عمرها حين كانت طالبة في كلية الصحافة في جامعة بيرزيت بتهمة الانتماء ل «حماس» والتخطيط لعملية تفجير في مطعم للبيتزا في القدس، ومساعدة منفذ العملية في الوصول الى المطعم. وهي من بين 27 أسيرة شملتهن صفقة تبادل الاسرى. لكن الحكومة الاسرائيلية اشترطت ابعادها مع أسيرة ثانية هي قاهرة السعدي الى خارج البلاد. وقاهرة السعدي المحكومة بالسجن المؤبد أم لاربعة اطفال كبروا وصاروا في عمر الشباب في السنوات العشر الأخيرة من اعتقالها. وقال شقيقها محمد: «فرحتنا بالافراج عن أحلام لا تكتمل لانها ستبعد الى خارج الوطن». وعقد قران أحلام وهي في الاسر على الاسير نزار التميمي المحكوم مثلها بالسجن المؤبد، والمفارقة أن احلام ونزار ينتميان الى «حماس» و«فتح» المتنافستين. وقال محمد ان أحلام تأمل في ان تشمل الصفقة خطيبها نزار، وترى ان لا معنى لتحررها في حال بقائه في السجن المؤبد.