ذُعر الأصدقاء وحزن المشاهدون اللبنانيون لخبر تعرّض الممثلة الشابة باميلا الكك لحادث سير مروّع منذ بضعة أيّام تسبب لها بارتجاج في المخ أدخلها في غيبوبة تامّة، وكان الطبيب قد ألغى إمكانية شفائها إلاّ بأعجوبة. ولكنّ «الحياة» استطاعت على رغم ذلك أن تلتقي باميلا وأن تتحدّث معها... القصة تشرحها بنفسها: «إتّصلت بي الصحافية ماغي سفر من مجلّة «الشبكة» لتحضّر معي كذبة للأول من نيسان (أبريل)، وطلبت موافقتي لترويج خبر زواجي من الممثل الكوميدي ماريو باسيل. ولكن بما أنني أحب كثيراً القيام بالمقالب اقترحت أن يكون العيار أقوى مثل خبر تعرّضي لحادث سير مثلاً ودخولي في غيبوبة». وتشرح أنّ هذه الفكرة كانت أوّل ما خطر في بالها لأنّها كانت لحظة تلقّيها الاتصال تقود سيارتها. وتتابع: «فكّرت ماغي بالأمر ثمّ اتصلت بي بعد ساعات وقالت إنّها ستنشر خبر تعرّضي للحادث». وكي يبدو كل شيء حقيقياً ذهبت إلى المستشفى وتصوّرت في السرير مع الضمادات وأرسلت صورة سيارتها ليتم تعديلها بواسطة أحد البرامج على الكومبيوتر وتمّ الأمر. هنا تتوقّف باميلا عن الكلام، تُخفض عينيها وتقول: «لم أكن أعرف أنّ هذه المزحة ستأخذ هذا الطابع الجدي والمأسوي، لذلك لم أستطع أن أخفي الأمر لمدّة أسبوع كامل، كما كان متّفَقاً، كي نفضح الكذبة في الأول من نيسان، بخاصّة أنّ طريقة صياغة الخبر كانت واقعية لدرجة أنني أنا نفسي كدت أصدّق أنني في غيبوبة»! باميلا سرعان ما شعرت بأنّ ما فعلته كان غلطةً، خطوة ناقصة قامت بها برغم سعيها أن تتفادى الخطوات الناقصة في مسيرتها الفنية، وأكثر ما يحزنها هو أنّها سبّبت الألم والخوف والحزن لكثر، «وحزنت أيضاً حين سمعت أنّ البعض اعتبر هذه المزحة محاولة منّي للفت النظر نحوي، وهذا أمر بعيد جداً عنّي لأنني إن أردت أن ألفت النظر سيكون ذلك عبر عملي الجدّي والجيّد». اليوم باميلا تجدّد اعتذارها لما بدر منها من كلّ مَن أساءت إليه بشكلٍ أو بآخر، «علماً بأنّني أدركت من خلال هذه الغلطة مدى تعاطف الناس معي بخاصّة أنني تلقّيت اتصالات من أشخاص لم أكن أتوقّع اتصالهم فساعد ذلك على تقوية علاقاتي بهم، من دون نسيان اتصالات التأنيب والتوبيخ من المقرّبين منّي». بعد الاطمئنان إلى باميلا، لا بد من الانتقال إلى مسيرتها الفنية في مجال التمثيل حيث انتقلت من أدوار تعتمد على الشكل إلى أدوار تحتاج مقدرات تمثيلية كبيرة. تقول: «لو كان الأمر مقتصراً على شكلي الخارجي كنت سأختفي بعد عملين على الأكثر، ولكنّ وجودي في الأعمال المختلفة دليل على أنني أثبتّ للمعنيين بأنني أملك الموهبة». أكثر ما يفرحها هو تبدّل نظرة المشاهدين إليها الذين ما عادوا يعرّفون عنها بالفتاة الشقراء الجميلة أو المثيرة بل بالممثلة الجيّدة. اللافت أنّ باميلا استطاعت في العملين الأخيرين اللذين تظهر من خلالهما أن تؤكّد موهبتها؛ «سارة» الذي يُعرَض على شاشة «أم تي في» و «الحب الممنوع» على شاشة «أل بي سي» يظهران باميلا الممثلة بصورتين مختلفتين أو حتّى متناقضتين، وما هذا إلاّ دعم لموهبتها. ولكنّ السؤال: هل تعتقد أنّها كانت ستستطيع أن تبرهن عن قدراتها التمثيلية لو لم تقبل في البداية بالأدوار الجريئة؟ تسارع إلى الإجابة «نعم»، ولكن حين تُسأل إن كان الطريق سيكون بالسهولة نفسها تفكّر وتجيب: «للأسف إنّ الإستراتيجية المتّبعة في لبنان هي البدء بأدوار جريئة للوصول إلى أدوار عميقة، فكي تصعد إلى الدرجة العاشرة عليك أن تمرّ بالدرجة الأولى فالثانية فالثالثة...» ولكنّها تشرح بأنّها لم تقبل يوماً أدواراً جريئة لمجرّد إظهار جسدها بل لأنّها كانت مقتنعة بأنّ الدور يتطلّب ذلك. اليوم يظنّ بعض المنتجين والمخرجين أنّ باميلا الكك صارت متكبّرة لأنّها ترفض أدواراً كثيرة تُعرَض عليها، لكنّها توضح: «لستُ متكبّرة، إنما على العكس مَن يعرفني يُدرك كم أننّي فتاة بعيدة من تلك الأفكار، لكنّ سبب رفضي لبعض الأدوار هي أنّها لا تُقدِّم لي جديداً يدفع بي إلى أمام، بل تعتمد على مشاهد إغراء تشدّ بي نحو الخلف»، وتضيف: «وصلت إلى مرحلة في التمثيل حيث نسي المشاهدون شكلي الخارجي واهتمّوا بالإحساس الذي أقدّمه لذلك لا أستطيع أن أعود إلى أدوار لا تعتمد إلاّ على الشكل». باميلا الكك التي تتخرّج بعد أشهر من اختصاص الإخراج السينمائي، هل ترى مستقبلها خلف الكاميرا أو أمامها؟ تقول: «لا شكّ في أنني سأحاول أن أختبر نفسي في الإخراج، لكنّني أعتقد أنّني سأبقى أمام الكاميرا لأنّ تجاربي البسيطة خلفها خلال تصوير أفلامي الجامعية أظهرت كم أنني عصبية، وقد لا يحتملني الأشخاص الذين يعملون معي».