تحول منزل أم سليمان إلى مجلس عزاء، ما إن تناهى إلى مسامعها خبر رحيل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. هذه المرأة واحدة من بين آلاف المواطنين الذين زرع الأمير سلطان الفرحة في قلوبهم، عبر مساعدتهم على تجاوز محن ألمَّت بهم. وقالت أم سليمان ل «الحياة»: «الكل في منزلي أجهش بالبكاء على أمير العطاء، الذي هطل خيره علينا فغيّر واقع حياتنا، وانتشل أسرة مكونة من 18 نفساً من الشتات والضياع بمنحنا مسكناً». وتابعت: «ما إن نشرت «الحياة» معاناة عائلتي في صفحة «هموم الناس»، حتى تلقيت النبأ الذي أثلج صدري، وليت بإمكان الكلمات إيصال بعض المشاعر التي أكنها ويكنها غيري لسلطان الخير، ولكن يكفيني أن أقول إن عمله الطيب سيظل ذكرى لنا ولأبنائنا مدى الحياة». أما أم محمد (45 عاماً) فكانت دموعها تنهمر وهي تتحدث إلى «الحياة» عن اهتمام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأبناء الوطن: «الأمير سلطان كان بمثابة الأب لنا، مد يده الحانية لأسرتي عندما كنا نمر بظروف مالية صعبة، وبمجرد أن أوردنا معاناتنا في صحيفة «الحياة»، وجَّه الأمير سلطان بمساعدتنا... نبأ وفاته كان أليماً علينا، لأننا فقدنا الأب الحاني على أبنائه، وزعيماً بارزاً في العمل الخيري ليس على مستوى السعودية بل في العالم أجمع». وما إن نشرت صحيفة «الحياة» عن معاناة الفنان الشعبي سالم الحويل، حتى وجَّه الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعلاجه في مدينة الأمير سلطان الإنسانية. وقال الحويل: «خبر وفاة الأمير سلطان نزل علينا كالصاعقة، ولف الحزن أرجاء السعودية كافة، وبموته نشعر بخسارة الرجل الذي خص الضعفاء بعناية مميزة». وشعرت فوزية بألم اليتم مرتين على حد قولها، الأولى عندما فقدت والدها، والثانية عندما علمت بوفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز: «لم ألتق به يوماً، إلا أن جميل صنعه وعظم سيرته، وما قدمه لي ولأبناء وطنه أعطاني الحق أن أعتبره أباً لي... قبل العلاج كنت أخشى الذهاب للمدرسة بسبب وجهي المشوَّه، والآن بكل فخر أقول لهم هذا وجهي الجديد بعد أن تكفل الأمير سلطان بعلاجي وأعادني للحياة من جديد... رحمك الله يا سلطان الخير». وكذلك بدت الطفلة أشواق حزينة جداً على وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي وجَّه بعلاجها من السرطان. ولم يقتصر الحزن على السعوديين فقط، فها هي دموع أم ذكرى (مصرية) شاهدة على ذلك: «لم أشعر يوماً أني أعيش خارج وطني، وما قدمه الأمير سلطان - رحمه الله - للمحتاجين في الداخل والخارج لا يمكن وصفه، وفقده ألم لا يمكن التعبير عنه، إذ إنني مررت بظروف مالية صعبة مع ابنتي، ولكن قيَّض الله لنا سلطان الخير فساعدنا بمبلغ لم أكن أحلم به ما حييت».