تواصل أمس تقاطر التعازي من دول العالم بوفاة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي توفي فجر السبت في الولاياتالمتحدة، ويتوقع وصول جثمانه ليل الاثنين ليشيع بعد صلاة عصر الثلثاء من جامع الأمير تركي بن عبدالله في العاصمة الرياض. وأكد ديبلوماسيون عرب وأجانب في الرياض ل «الحياة» أن عدداً من الزعماء والموفدين سيشاركون في وداع الأمير سلطان إلى مثواه الأخير. وعدَّد أمس عدد من القادة والسياسيين العالميين مزيداً من مآثر الفقيد الكبير. وذكرت وكالة «رويترز» أن حشد الزعماء العرب والأجانب الذين سيشاركون في تشييع ولي العهد السعودي يعكس مكانة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وحضوره الكبير في السياسة الخارجية والدفاعية السعودية على مدى عقود تولى خلالها عدداً من المسؤوليات والمناصب الرفيعة. وفيما تأكدت مشاركة عدد من قادة ووزراء من دول مجلس التعاون الخليجي، تأكد أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي سيشاركان في التشييع. وعلمت «الحياة» أن الرئيس السوداني عمر البشير سيزور الرياض غداً للغرض نفسه. وتشير أنباء إلى أن العاهلين المغربي والأردني سيشاركان في التشييع. وتعبيراً عن الحزن على غياب ولي العهد السعودي أعلنت مملكة البحرين كما دولة الكويت الحداد رسمياً لمدى ثلاثة أيام اعتباراً من غد الثلثاء وتنكيس الأعلام داخل البلاد وعلى سفاراتها في الخارج. وأعلنت اللجنة العليا لاحتفالات الإمارات بيومها الوطني ال40 تأجيل احتفالاتها حتى مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) والتي كان مقرراً انطلاقها غداً (الثلثاء). وأثنت الحكومة الاسترالية في بيان أمس على دور الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الاستقرار الإقليمي ودوره الرئيسي في مجال التنمية ودعم العلاقات الثنائية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن المملكة والأمة العربية والإسلامية خسرت «قائداً بارزاً» بوفاة ولي العهد. ووصف عباس الفقيد الكبير بأنه «إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى ورجل دولة حكيم عزّ نظيره». وقال رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن حياة الأمير سلطان حفلت بالبذل والعطاء من أجل بلاده والأمتين العربية والإسلامية. وذكر بيان للحكومة اليمنية في صنعاء أن غياب الأمير سلطان بن عبدالعزيز «مصاب جلل يمثل خسارة كبيرة لليمن والأمتين العربية والإسلامية وليس للمملكة وحدها». وأضاف أن ذلك يُعزى إلى ما بذله الفقيد الكبير من «أدوار تاريخية عظيمة في خدمة قضايا وطنه وأمته». ووصف رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرازق ولي العهد السعودي الراحل بأنه «مثال في النزاهة والتفاني في الأعمال والبساطة». وأكد أن وفاته كانت خسارة للعالم الإسلامي بأسره «لأنه – رحمه الله – كان زعيماً كبيراً حظي بالحب والاحترام من مواطنيه والأمة الإسلامية». وذكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رسالة تعزية نشرها قصر الإليزيه أمس أن الأمير سلطان اضطلع بدور رئيسي في تحديث المملكة، خصوصاً في مجال الدفاع. ووصف الفقيد الكبير بأنه كان «صديقاً وفياً لفرنسا»، وقال إن وفاته «خسارة كبيرة». وأشارت الإذاعة الحكومية الباكستانية أمس إلى أن الرئيس الباكستاني آصف زرداري أكد أن باكستان فقدت «صديقاً حميماً ووثيقاً». وفي الكويت واصلت الصحف والإذاعات المحلية رثاء ولي العهد السعودي الراحل، مؤكدة أن الشعب الكويتي لن ينسى وقفاته الشجاعة مع الحق والإنسانية واحتضان الكويتيين إبان محنة الغزو العراقي لبلادهم. وأضافت أن غياب الأمير سلطان يمثل فقداً عظيماً للشعب الكويتي مثلما هو خسارة كبيرة للشعب السعودي. ووصفت صحيفة «الرأي» الأمير سلطان أمس بأنه «لم يكن رجلاً ككل الرجال، بل كان استثنائياً بكل المقاييس، كان زعيماً يفي بما التزم به». وقالت صحيفة «السياسة» أمس: لقد فقدنا بوفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز صقراً لم يغمض عينيه قط من أجل مساندة العدالة». وذكرت صحيفة «ماين صاندي تلغراف» الأميركية أمس أن تشييع جثمان الأمير سلطان (الثلثاء) سيشهد دفقاً غامراً من التقدير الرسمي والشعبي لولي العهد الراحل. وتوقعت صحيفة «لوس انجليس تايمز» أن يستمر التقارب في العلاقات الأميركية – السعودية في السنوات المقبلة. وأشارت صحيفة «سالت لايك تربيون» الأميركية إلى أن الأمير سلطان نفَّذ سياسة دفاعية أدت إلى بناء سلسلة من المدن العسكرية الضخمة في جميع أرجاء المملكة تمثل حصناً واقياً لأمن البلاد.