اختتمت أمس أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» (منتدى دافوس) في منطقة البحر الميت بالأردن تحت عنوان «النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل في العالم العربي»، بمشاركة أكثر من ألف من كبار الشخصيات وصنّاع القرار من منظمات حكومية ومدنية مختلفة من 50 دولة. وناقش المشاركون على مدى يومين الأوضاع الاقتصادية والتنموية في العالم العربي في ضوء المستجدات والمتغيرات السياسية، مع التركيز على تنشيط النمو الاقتصادي وتأمين فرص عمل، ودعوا إلى تكوين نظرة عميقة عن الفرص الاقتصادية الجديدة، والتحديات السياسية في المنطقة ومشكلات الانكماش الاقتصادي على مستوى العالم العربي وتوقعات النمو الاقتصادي، ومعدل استحداث فرص العمل، وعلاقة الخطط الاقتصادية ومستوى ثقة المستثمرين بتحقيق هذه الأهداف، وتأثير حال عدم اليقين حيال النمو في العالم. وشاركت قرينة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الملكة رانيا، في إحدى جلسات المنتدى. وأشارت في كلمة لها خلال الجلسة التي جاءت تحت عنوان «التصدي لتحديات البطالة في المنطقة»، إلى «أن تحقيق آمال وطموح الشباب يتطلب تعليماً نوعياً، ومعلمين ملهمين ومناهج متطورة تعلمهم مهارات الريادة كالتفكير النقدي، والعمل بروح الفريق، وحل المشكلات، والمبادرة، والاتصال والقيادة، لأن مهارات الريادي هي مهارات إعداد الشباب للعمل في القرن الحادي والعشرين». وقالت: «لا تقللوا من أهمية الروح الريادية لشبابنا، ففي دراسة حديثة لمعهد غالوب، قال 15 في المئة من الشباب العرب انهم يريدون البدء بأعمال في الشهور ال 12 المقبلة، مقارنة بأربعة في المئة فقط من الشباب الأميركيين والأوروبيين. علينا مساعدتهم لوضعهم على المسار الصحيح». الخصاونة وجبريل وكان رئيس الوزراء الأردني المكلف عون الخصاونة شارك في إحدى الجلسات، التي خصّصت لمناقشة التعاون الاقتصادي الإقليمي، إلى جانب رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل ووزير القوى العاملة والهجرة المصري احمد البرعي ومدير «البنك الوطني الكويتي» إبراهيم دبدوب وخبيرين من الولاياتالمتحدة وفرنسا. وأكد الخصاونة «أن الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي لا ينفصلان»، مؤكداً أن حكومته بعد أدائها اليمين الدستورية، ستبدأ العمل، بالشراكة مع البرلمان، على انجاز حزمة من القوانين لتسريع عملية الإصلاح الاقتصادي والسياسي. وأكد ضرورة تبني جملة من الإصلاحات لمواجهة التحديات الاقتصادية وعدم اقتصارها على مسائل الضبط والرقابة المالية والإصلاح المالي، على رغم أهميتها. وحدّد جبريل تحديات بناء الوحدة الوطنية في أعقاب تحرير ليبيا من فلول نظام معمر القذافي، مؤكداً أن «مهمة إعادة الإعمار ستكون صعبة جداً». ولفت إلى أن التحديات العاجلة تشمل استعادة الاستقرار وجمع كميات ضخمة من الأسلحة، والشروع في عملية المصالحة. وأوضح «أن ليبيا يجب، في الأجل البعيد، أن تستبدل إيرادات احتياطات النفط بمصادر الدخل الأخرى، مشدّداً على أن فرصة بناء اقتصاد بديل محدودة». وأكد «أن المشكلات الاقتصادية في العالم العربي لا تنبع من نقص المال، بل من ضعف في إدارة الأموال». اتفاقات ووُقعت على هامش المنتدى وبحضور الملك عبدالله اتفاقات استثمار بقيمة ثلاثة بلايين دولار ستساهم في تطوير قطاع الخدمات وتأمين فرص عمل ودعم مسيرة الإصلاحات الاقتصادية في الأردن. ووفقاً لاتفاق، يُنشأ «صندوق رأس المال الأردني للنمو» بين «المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية» (جيدكو) وبنك الاستثمار الأوروبي وشركة «أبراج كابيتال» برأس مال ابتدائي يساوي 30 مليون دولار يصل في غضون ثماني سنوات إلى 50 مليون دولار. ووُقع اتفاق لمشروع شحن السيارات بالطاقة الكهربائية بين جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا وشركة «نت انيرجي» برأس مال بليوني دولار ويتوقع أن يكتمل المشروع عام 2020. وشملت الاتفاقات اتفاقاً حول حقوق نقل المحتوى الرياضي لنادي «ريال مدريد» على الهاتف الخليوي في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ بإدارة شركة «أريبيا سيل» الأردنية. ووقعت وزارة الصحة و «شركة الحوسبة الصحية لتعميم تطبيقات برنامج الحوسبة الصحية» (حكيم) اتفاقاً لتعميم مشروع بدأ تطبيقه في مستشفى الأمير حمزة على باقي مستشفيات المملكة بتكلفة إجمالية تقدر ب 10 ملايين دولار. ووقعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة «مايكروسوفت» اتفاقاً حول التكنولوجيا السحابية. ووقعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اتفاقاً مع شركة «اكتنسيا» لتمويل إنشاء مركز اتصال في منطقة اربد يؤمن نحو 200 فرصة عمل ويخدم القطاع الخاص في مناطق شمال المملكة. ووقعت «زين» و»اويسس 500» اتفاقاً لتمويل المشاريع التقنية التي تحتضنها الثانية. ووقع «صندوق الملك عبدالله للتنمية» اتفاقاً مع شركة «بتراسولار» لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية في الطفيلة بقيمة 25 مليون دولار. ووقّعت «أنتل» مع «مركز رانيا للريادة» و«منظمة انجاز العرب» و»مؤسسة التعليم من اجل التوظيف» اتفاقات لتعزيز إمكانات ريادة الأعمال والمشروعات في الشرق الأوسط. وأعلنت شركة «ارنست آند يونغ» إطلاق جائزة «رواد الأعمال لعام 2011»، التي تعتبر أرقى جائزة في مجال الأعمال الرائدة على مستوى العالم في أكثر من 140 مدينة في 50 دولة.