«عايشة يا قدس»، هو الاسم الذي اختارته مجموعة شبابية مقدسية مكونة من خمسين شاباً وشابة، ليكون عنواناً لمجموعتهم الهادفة إلى ابراز الحياة الثقافية والفنية والاجتماعية للمدينة المقدسة. وفي هذا الاطار قالت مورين البينا، الناشطة الشبابية في جمعية «عايشة يا قدس» ل «الحياة»: «تبلورت فكرة «عايشة يا قدس» نتيجة لأفكار مجموعة من شباب مدينة القدس التي رأت في صمتها ضياعاً للهوية المقدسية الفلسطينية العربية، خصوصاً مع هجر الكثير من الشبان للمدينة التي من المفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية، اما الى مدينة رام الله او الى المدن الفلسطينية داخل الخط الأخضر». وتابعت: «تأسست الجمعية بشكل عفوي في شهر شباط /فبراير من العام الجاري بمبادرة من شباب مقدسيين، بعد جلسات عدة من العصف الذهني والنقاش لبلورة افكار الجمعية وأهدافها، وخصوصاً كيفية الحفاظ على هوية القدس العربية الفلسطينية من التهويد الذي يجتاحها منذ سنوات، وذلك بإعادة الحياة الثقافية والفنية، وإعادة الاعتبار لها كمركز ثقافي حيوي للفلسطينيين». أما عن اسم الجمعية «عايشة يا قدس» فتقول البينا: «قد يبدو هذا الاسم للوهلة الأولى مضحكاً او مزحة مثلاً او يعبر عن حال من تخبط الأفكار، ولكن هذا الاسم الذي اختاره الاعضاء جاء مصادفة، اذ كانوا يريديون مدينة القدس «عايشة وليس ميتة»، كما يقول البعض احياناً، لأننا بتنا نرى أن مدينة القدس اصبحت شبه ميتة او مدينة أشباح، فنحن شباب مقدسي نريد مدينتنا «عايشة بأهلها، عايشة بثقافتها، بفنونها، عايشة بروحها، بحضارتها عبر العصور الطويلة، ومقاومة للموت والاستسلام». وتتألف مجموعة «عايشة يا قدس»، من تجمع مختلط من شباب المدينة ولا تنتمي لأي حزب او فكر سياسي او ديني او عائلي، او اية مؤسسات، سواء اقتصادية ام اجتماعية ام خيرية، وانما الانتماء هو فقط للقدس كرمز للسلام والتعايش الحضاري ما بين جميع المقدسيين. وشددت البينا على أن كل فرد من المجموعة انضم الى «عايشة» لرغبة لديه في تنمية الحياة الثقافية والاجتماعية للمدينة، مسخراً طاقته وابداعاته ووقته، من اجل ان تنعم القدس بروح شبابها، وأهلها. ولعل ما يميز المجموعة هو تطوع أفرادها وتسخير طاقاتهم، لابتكار افكار جديدة من أجل احياء الحال الثقافية والفنية والاجتماعية في القدس، علماً أن «عايشة القدس» ليست حزباً ولن تكون مستقبلاً، بل هي مبادرة ناشطة لتنمية المدينة. ونظمت الجمعية قبل أيام فعاليتها الأولى تحت عنوان «مهرجان الكعك»، واشتمل على العديد من الفقرات شارك فيها فنانون وشعراء وفرق من القدس وداخل الخط الأخضر. وأشارت البينا إلى أن ثمة إقبالاً كبيراً من الشباب على فعاليات المهرجان، مع أن الدعوات الخاصة عممت قبل أسبوع من تنظيمه فقط. وقالت: «مهرجان كعك القدس هو النشاط الاول للجمعية، وتم اختيار الكعك، لأن القدس تشتهر وتتميز بصناعته إضافة إلى أنه لا يزال الطعم الذي يقاوم الاحتلال. فكعكة السمسم التي يصفها المقدسيون ب «الكعييك»، لم تكن بمنأى عن محاولات جهات رسمية إسرائيلية لترويجها للسياح الأجانب بصفتها من المأكولات التراثية الإسرائيلية». والكعك في المدينة جزء أصيل من تراثها حيث برع الخبازون في إعداد الرغيف المضاف اليه السمسم ما يعطي للكعك نكهة ولذة. وفي البلدة القديمة والشوارع التي تلفها ترى الباعة يتجولون وهم ينادون «اوعى... اوعى هاي الكعيييييييك.. يا قدسي يا كعك.. كعك القدس يا كعك»، في مشهد يحفظ للمدينة ذاكرتها وتاريخ مهنة توارثتها الاجيال عبر الزمن على رغم التحديات الكثيرة التي تواجه المخابز خصوصاً تلك التي تتعلق بفرض ضرائب عالية عليها. أما الاهداف المرجوة من المهرجان، فهي تعزيز النشاطات الثقافية والفنية وضمان المشاركة الشبابية لأبناء القدس، والحفاظ على التراث المقدسي، وتعزيز عروبة المدينة من خلال «نشاطات شعبية وبسيطة تلمس رونق القدس المميز»، إضافة إلى المساهمة الشبابية في دعم مؤسسات تربوية اذ ذهب ريع المهرجان إلى مدرسة «دار الطفل العربي».