عقد الرئيس محمود عباس قبيل مغادرته القاهرة أمس جلسة محادثات مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي تناولت التطورات على الساحة الفلسطينية وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال مفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس وفدها إلى الحوار الوطني عزام الأحمد: «القيادة الفلسطينية معنية دائماً بتنسيق المواقف مع مصر وجميع الدول العربية بما يؤدي إلى الوصول إلى موقف موحد يساعد القيادة الفلسطينية في تحقيق النتائج المرجوة»، في إشارة إلى مساعي الرئيس عباس إلى الحصول على مقعد دائم لدولة فلسطين في الأممالمتحدة. وأوضح أن اللقاء تضمن أيضاً قضية المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر، وقال: «معنيون ببحث كيفية تذليل العقبات التي برزت أخيراً من أجل تفعيل اتفاق المصالحة الموقع في 4 أيار (مايو) الماضي وإنهاء الانقسام الفلسطيني في شكل تام». ولفت إلى أن الرئيس عباس قدم شكره للقيادة المصرية باسم الشعب الفلسطيني على الدور الكبير الذي لعبته في تحقيق صفقة الأسرى التي أمنت إطلاق أكثر من ألف معتقل فلسطيني في مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت، وقال: «مرتاحون لأننا تخلصنا من ملف شاليت الذي أصبح حجة تستخدمها إسرائيل وأطراف أخرى للتهرب من استحقاقات عملية السلام». وأوضح أنه تم خلال اللقاءات في القاهرة بحث الخطوات اللاحقة في شأن صفقة الأسرى بما يضمن تأمين الإفراج عن 9 أسيرات في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن المصريين أطلعوهم على جهودهم للإفراج عن الأسيرات بمعزل عن المرحلة الثانية من صفقة شاليت. من جهة أخرى، قال الأحمد لوكالة «فرانس برس» من القاهرة: «اتفقنا مع حماس أنه بعد انتهاء اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح نهاية الأسبوع الجاري وانتهاء جولات الرئيس، سيتم الاتصال بيننا لتحديد موعد اللقاء بين عباس والأخ (رئيس المكتب السياسي لحماس) خالد مشعل في القاهرة». وكان عباس أعلن قبل مغادرته القاهرة إلى الإمارات، إنه سيعود إلى طاولة المفاوضات فوراً إذا قبلت إسرائيل بيان اللجنة الرباعية الدولية الأخير المتعلق بدعوة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف المفاوضات. وأوضح: «أن منظمة التحرير الفلسطينية قبلت بما جاء في بيان الرباعية الأخير، وأبلغنا ذلك جميع أطراف الرباعية، وطلبنا منهم إقناع إسرائيل بالموافقة على البيان، لكنهم حتى الآن لم يردوا علينا». وأكد أنه لن يسحب الطلب الفلسطيني الذي تم تقديمه إلى الأممالمتحدة لطلب العضوية الكاملة حتى لو تم استئناف المفاوضات، مضيفاً: «قدمنا الطلب فعلاً ومستمرون فيه حتى النهاية». وأوضح أن «الرباعية» ستباشر في 26 الجاري اتصالات مع كل طرف على حدة، وإذا وجدت أرضية مشتركة يتم العمل للعودة للمفاوضات، مشيراً إلى أن الصورة ستكون أكثر وضوحاً في ضوء نتائج اللقاءات المرتقبة للجنة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. واكد عباس أنه سيلتقي مشعل في القاهرة الشهر المقبل، موضحاً خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية في مقر إقامته في القاهرة: «لا يوجد ما يمنع ذلك اللقاء إطلاقاً بل مطلوب أن نبحث مع بعضنا البعض ما نحن مقدمون عليه، فهناك مجموعة من المسائل لا بد من النقاش بها». وعن الموعد الذي قد يعقد به هذا اللقاء، قال: «بعد اجتماع المجلس الثوري لفتح وانتهاء اجتماع اللجنة الرباعية، وفي الغالب الاجتماع مع مشعل سيعقد بداية الشهر المقبل». وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري لوكالة «فرانس برس»: «هناك اتفاق من حيث المبدأ على عقد لقاء بين الرئيس ومشعل، لكن لا موعد محدداً حتى الآن».