أفادت مصادر جزائرية أن سلطات عليا في البلاد رجّحت مراجعة تصورات كانت أعدتها للقاء وفد ليبي يمثّل المجلس الإنتقالي بخصوص احتمال تسليم أفراد من عائلة العقيد معمر القذافي اللاجئين لديها، نظراً إلى روايات «إعدام» القذافي بعد أسره حياً برفقة نجله المعتصم. والظاهر أن الجزائر باتت تخشى الآن أن يلقى أفراد العائلة «سوء معاملة» أو عدم إخضاعم لمحاكمة إذا ما أعيدوا إلى ليبيا. وقالت الخارجية الجزائرية في تعليق على مقتل القذافي «نأمل بأن يكون هذا العهد الجديد في ليبيا لتكريس المصالحة والوئام بين الأخوة الليبيين وتحقيق تطلعاتهم المشروعة للديموقراطية ودولة القانون والازدهار». وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمّار بلاني في بيان صحافي إن بلاده تأمل في أن تسود الديموقراطية وسيادة القانون والاستقرار في ليبيا. وحول زيارة وفد المجلس الوطني الانتقالي المرتقبة للجزائر، قال بلاني: «لا تزال ضمن أجندة الحكومة الجزائرية المهمة وستكون خلال الأيام القليلة المقبلة». وفي السياق نفسه، اعتبرت «حركة مجتمع السلم» مقتل القذافي نهاية مرحلة توريث الحكم، وحذّرت من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا. وقالت الحركة في بيان: «أمام هذا الوضع الجديد، فإن الحركة تحذّر من التشفي والإنزلاقات غير المحمودة العواقب، وتسجل أن مرحلة قديمة قد انتهت وطوت معها سياسة التأبيد في الحكم (أي البقاء في الحكم إلى الأبد) وأحلام التوريث».