أعلنت الحكومة الجزائرية أن ضيافة أفراد عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي مقيّدة بفترة زمنية تتصل بزوال الظروف التي أدت إلى استضافتهم في نهاية آب (أغسطس) الماضي. وهذا الإعلان الأول من نوعه الذي ينفي نية قبول طلب استقرار مفترض للعائلة في الجزائر. ولم تؤكد الحكومة الجزائرية أنباء عن نية رئيس الوزراء الليبي عبدالرحيم الكيب أداء زيارة للجزائر حاملاً قائمة بأسماء ليبيين يطلب المجلس الوطني الانتقالي تسلّمهم وعلى رأسهم أفراد في عائلة القذافي. وأعربت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، أمس، على لسان ناطقها الرسمي عمار بلاني عن استيائها من تصريحات أدلت بها عائشة القذافي إلى قناة «الرأي» الفضائية الموالية للقذافي والتي تبث من العاصمة السورية، دمشق، واصفة إياها ب «غير المقبولة». وقالت مصادر رفيعة ل «الحياة» إن «عائشة ردّت على جهات رسمية تراقب وجودها في الجزائر بأنها لم تستعمل صوتها ولا صورتها في قراءة الرسالة»، ما يعفيها، وفق رأيها، من سخط السلطات الجزائرية التي سبق وحذرتها في مرة سابقة من الإدلاء بتصريحات صحافية. ولم توضح القناة كيف وصلتها الرسالة التي تلتها إحدى المذيعات. وكانت عائشة طالبت بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل القذافي، بالثأر لوالدها الذي وصفته ب «الشهيد» الذي «ركّع الاستعمار» وفق قولها. وأضافت أن «القذافي لم يرحل، فهو موجود في قلوب أطفالنا وأكف حرائرنا وعلى بنادق مجاهدينا». وقالت عائشة: «أيها الشعب، الشهيد لم يخذلكم ولم يترككم. فقد وعد وصدقكم، وقدم ابنه (المعتصم) ونفسه شهيدين على أرض أجداده، يا أبطال وحرائر ليبيا، ماذا ستقدمون له ليرى العالم أبناء وأحفاد القذافي؟ اثأروا لشهيدكم، وانتفضوا ضد مسرحية الحكومة الجديدة التي جاءت على طائرات الناتو ونصّبت نفسها فوق جماجم الشهداء. أما أنتم أيها العملاء فسيأتي يوم تندبون فيه سيدكم». وكانت عائشة قد هربت إلى الجزائر في آب الماضي، برفقة والدتها صفية فركاش، الزوجة الثانية للقذافي، مع شقيقيها محمد وهانيبال. وقال عمار بلاني «إننا نأسف لهذه التصريحات غير المقبولة كما نأسف بشدة لقيام السيدة عائشة القذافي بانتهاك - وللمرة الثانية - قواعد الضيافة التي حظيت بها لدواع إنسانية بالجزائر». وللمرة الأولى استعملت الخارجية الجزائرية مصطلح «الفترة الزمنية المحدودة» في وصف إقامة عائلة القذافي، إذ أضاف الناطق «أن عائلة القذافي ضيفة الجزائر لفترة زمنية محدودة، كما أكد سابقاً وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي». كما كشفت الخارجية للمرة الأولى علناً أنها فرضت «واجب التحفظ» على عائلة القذافي. وقال الناطق: «سنقوم بدرس كل العواقب الناجمة عن هذا التجاوز الجديد لواجب التحفظ الذي يفرضه وضع أعضاء هذه العائلة في الجزائر». وتترقب الجزائر زيارة وفدين إثنين من ليبيا الأول يضم خبراء والثاني يضم سياسيين قد يكون على رأسهم رئيس الوزراء عبدالرحيم الكيب. من جهة أخرى، هنّأت الجزائر حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي على فوزه في الانتخابات المغربية. وقال بيان للخارجية إن «الجزائر تهنئ السلطات والشعب المغربي على السريان الحسن للانتخابات التي أجريت في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) والتي تمثّل معلماً آخر في توطيد دعائم الديموقراطية في هذا البلد الشقيق». ولاحظ مراقبون تحولاً لافتاً في الخطاب الرسمي الجزائري إزاء المغرب منذ اللقاء الشهير الذي جمع وزيري خارجية البلدين على هامش قمة المجموعة العربية مع تركيا في الرباط الشهر الماضي.