بمفعول الزخم الكبير الذي حصده منتخب لبنان إثر فوزه على الإمارات 3 – 1 ثم تعادله مع الكويت 2 – 2 في تصفيات كأس العالم أمام أكثر من 30 ألف متفرّج، ينطلق اليوم الدوري اللبناني العام ال52 لكرة القدم بموازنات متقشفة للأندية، باستثناء العهد حامل اللقب. لكن بأمل تحوّل العدد المقنن للجمهور إلى تدفّق بالآلاف على غرار ما حصل خلال مباراتي المنتخب الأخيرتين. فقد أعدّت ترتيبات أشرف عليها اتحاد اللعبة ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وبموافقة المراجع الأمنية، تسمح بمواكبة 250 مناصراً لكل فريق على أن يرتفع العدد تدريجاً في ضوء السلوك الميداني والتقيّد بمعايير التشجيع الحضاري. (يقتصر الحضور في المرحلة الأولى على مباراة الصفاء ووصيفه العهد في مدينة كميل شمعون الرياضية) وتُعتبر هذه الخطوة انتصاراً لأنها تفتح كوة في الباب الموصد أمام الجمهور، فاكهة المنافسة، منذ خمسة مواسم لدواع سياسية – أمنية، على رغم غض الطرف أحياناً ودخول مئات وحتى آلاف لمتابعة مباريات، خصوصاً في المناطق التي لا يوجد فيها اختلاط مذهبي كبير. وفي أولى مباريات المرحلة الأولى، يلتقي الأنصار مع التضامن صور في بيروت والمبرة مع النجمة في صيدا (جنوب) اليوم. وغداً، يستضيف الراسينغ طرالس في جونيه (شمال بيروت)، والسلام صور شباب الساحل. ويلعب الأخاء الأهلي مع الأهلي صيدا في بحمدون. أما أبرز المواجهات فتجمع العهد والصفاء، وستكون هذه المباراة الثالثة بينهما في غضون شهر تقريباً، إذ التقيا مرتين في نهائي كأس النخبة وكأس السوبر، وكانت الغلبة فيهما للعهد 4-2 و3-2. ويعد الفريقان الأفضل حالياً خصوصاً العهد الذي يبدو مرشحاً فوق العادة للاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة توالياً والرابعة في تاريخه، كونه يتمتع باستقرار على مختلف الصعد. وينتظر أن يواكب الجمهور أداء فرقه التي ضمت 16 فلسطينياً (يستفاد من خدماتهم وفق قاعدة عدم احتسابهم لاعبين أجانب في حال كانوا مسجلين لدى مديرية شؤون اللاجئين في لبنان) و22 أجنبياً بينهم ثلاثة ليبيين للمرة الأولى، هم نادر كاره في العهد وأسامة منصور (النجمة) وإبراهيم الحلاسي (الأنصار). وستكون نيجيريا الأكثر تمثيلاً بأربعة لاعبين هم ادييل بريشيوس وديريك ايبي (الراسينغ) وأودافين دانيال (شباب الساحل) ونغو أوشينا سامويل (الصفاء)، ومثلها البرازيل بأربعة لاعبين أيضاً هم سيباستيان راموس (الأنصار) وبيريس ادي كارلوس وإسماعيل داسيلفا (المبرة) وبياي جيلفان (طرابلس). وسيحضر ثلاثة سوريين في الدوري هم فهد عودة وعلاء بيضون (الإخاء الأهلي عاليه) وناصر السباعي (طرابلس). ويلعب في السلام صور لاعبان من الكونغو هما شيردان نيامبي وتانكرد ماكولو، بينما انضم إلى العهد المونتينيغري فلاديمير فوجوفيتش، وبقي المغربي طارق العمراتي مع الصفاء، وتعاقد النجمة مع البلجيكي سليمان مامام، وشباب الساحل مع المالياني أوليسيه ديالو، وأبقى التضامن صور على السييراليوني جون كامارا. ويعتمد الأهلي صيدا على الفلسطينيين أحمد اليمني وأحمد ابو العردات وعلي قيناوي. وعلى مستوى اللاعبين المحليين، ظفر العهد بأفضل الصفقات، بحصوله على توقيعي الظهير الدولي محمد باقر يونس من الأنصار ولاعب وسط المبرة علي الأتات ليعزز بهما «كتيبته» بقيادة الألماني ثيو بوكير، بينما استفاد الصفاء أيضاً بضمه عماد الميري من الراسينغ ورضوان كساب من الإصلاح البرج الشمالي، والصفقة الأبرز كانت ضمه الدولي الشاب محمد حيدر من التضامن صور. واعتمد النجمة في تدعيم صفوفه على اللاعبين الشبان، وكانت أبرز انتداباته حسن المحمد من الإرشاد، إلى استعادته القائد السابق للفريق موسى حجيج (لاعباً ومدرباً) من الخيول ومعه أحمد طهماز. واستغنى الأنصار عن عدد كبير من لاعبيه في سياسة تقشفية تولي الاهتمام بالاعتماد على الشباب، إضافة إلى استعادة خدمات نصرت الجمل العائد من احترافه مع دهوك العراقي. وإنتظر شباب الساحل إلى آخر المهلة لتعزيز صفوفه بضمه وحيد فتال من الأنصار وعيسى رمضان من العهد ومصطفى توسكا من الشباب الغازية وموسى زيات من الإصلاح، وضمّ الاهلي صيدا مصطفى شاهين وعباس فضل الله من النجمة. وبعد المرحلتين الأوليين من الدوري، ستتوجه الأنظار إلى قطر حيث سيعسكر منتخب لبنان بدءاً من 3 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويلتقي نظيره العراقي ودياً في 5 منه، قبل مباراته المنتظرة مع الكويت في 11 منه ضمن تصفيات المونديال.