انطلقت في ساحة التحرير وسط بغداد امس، تظاهرتان متوازيتان، واحدة أيدت رفض الحكومة منح الجنود الاميركيين الحصانة، فيما طالبت الثانية بمنع التدخل الايراني. وعلى رغم إطلاق التظاهرتين هتافات مؤيدة لقرار الحكومة في مسألة الحصانة، الا انهما اختلفتا في هتافات اخرى، إذ ركزت الاولى التي قادتها مجموعة من انصار التيار الصدري، على تأييد المالكي لإنزاله علم إقليم كردستان في قضاء خانقين، بينما طالبت الثانية بمنع التدخل الايراني في العراق وايجاد حلول ملائمة للقرار الكويتي بناء ميناء مبارك. ورفع الصدريون لافتات كتبوا عليها «لا للتقسيم» و «خانقين لن تكون كردية» و «شكراً شكراً لمنع الحصانة». ودأبت الحكومة العراقية على تسيير تظاهرات مؤيدة لقراراتها منذ شهور بعدما لمست اصرار منظمات المجتمع المدني على الاستمرار في التظاهر في ساحة التحرير. اما متظاهرو المجتمع المدني فجددوا مطالبتهم بصيانة الحريات، واجراء التحقيقات في عمليات الاغتيال التي تستهدف الشخصيات الاعلامية ومنظمي التظاهرات في بغداد، وحل المشكلات العالقة مع دول الجوار. وأكد سعدون ماهر، احد ناشطي المجتمع المدني، أن «التظاهرة جاءت تزامناً مع اربعينية الصحافي والناشط هادي المهدي، الذي اغتيل في داره وسط حي الكرادة في بغداد في ايلول (سبتمبر) الماضي»، وان «الناشطين المدنيين لن يتوانوا عن تكرار مطالبهم في الحفاظ على الحريات العامة في البلاد وضرورة كشف ملابسات اغتيال الناشطين والصحافيين». وقال بسام، احد قادة تجمع شباب شباط الذين ينظمون التظاهرات في ساحة التحرير ل «الحياة»، إن «الناشطين لن يتنازلوا عن حقوقهم في إجراء تحقيقات عادلة في جرائم الاغتيال التي يتعرض لها الناشطون المدنيون». وأكد ان «المجموعات التي تنظم التظاهرات تُفاجأ في بعض ايام الجُمَع بحضور شرائح محددة من المجتمع العراقي لرفع شعاراتهم التي تعبر عن مطالب خاصة». وكان العشرات من المواطنين تظاهروا الجمعة الماضي 14 تشرين الأول (أكتوبر) احتجاجاً على ذهاب أعضاء مجلس النواب إلى الحج وسوء الأوضاع الأمنية، فيما طالب عدد من الطلبة بالسماح لهم بأداء الامتحانات.