على رغم غياب الفنان السعودي بشير الغنيم عن أي دور بطولة في الموسم الرمضاني الماضي مكتفياً بالحضور الشرفي ثلاث حلقات من أعمال مختلفة، إلا أن حضوره اليوم وخارج الموسم يأتي بشكل مختلف، إذ يعرض مسلسله الاستعراضي الخليجي «هندستاني» بشكل حصري على قناة «يا هلا» ضمن باقة «أوربت شوتايم» المشفرة، وصور المسلسل في الهند بمشاركة فنانين خليجيين من بينهم العراقية ملايين، ومحفوظ المنسف والفنان علي المحسن ونادين الفهد والعراقية نسمة وتيسير عبود وأغادير السعيد، وأخرجه أسامة وأوس الشرقي. ويتناول العمل مواضيع اجتماعية مختلفة فيما تختتم كل حلقة بأغنية تعبر عن موضوع الحلقة بمشاركة فرقة مختصة بالرقص الاستعراضي الذي تشتهر به بوليوود، وصور المسلسل بثلاث كاميرات بنظام HD. الغنيم أبدى سعادته بالأصداء التي وصلته بعد انطلاق عرض العمل على رغم اقتصار بثه على قناة مشفرة معتبراً ما أسماه «اقتحام أجواء بوليوود» تحدياً كبيراً للدراما السعودية وأضاف ل «الحياة»: «عندما عرض عليّ المسلسل من مسؤولي القناة لم أستسغ الفكرة، خصوصاً أنها تتضمن الاستعراض والغناء وهو فن لا أجيده، كنت متخوفاً من التجربة بعض الشيء لاسيما في ظل اختلاف المسلسلات الهندية عن الخليجية والسعودية تحديداً إلا أن مشاهدتي لبعض المشاهد التي أقوم بها على الشاشة فور انتهائي من تصويرها واستحسان القائمين على القناة وتشجيعهم دعاني للاستمرار في تصوير الحلقات الأربعين»، وبحسب ما يراه الغنيم فإن احترافية أنظمة الصوت والإضاءة ومواقع التصوير والإنتاج في الدراما الهندية ساهمت في دعم العمل بشكل كبير. ويبدو أن الفرص توافرت بشكل أكبر للغنيم خارج الموسم الرمضاني، إذ انتهى يوم أول من أمس (السبت) من تصوير مسلسل «سواق المعازيب» وبدأ مرحلة «المونتاج» التي من المتوقع أن تستمر لمدة أسبوعين قبل تسليم العمل لإدارة القناة السعودية الأولى تمهيداً لعرضه محرم المقبل. وإلى جانب الغنيم يشارك في بطولة «سواق المعازيب» كل من علي إبراهيم وسمير الناصر وعلي المدفع وعبدالعزيز المبدل وسعد المدهش ومحفوظ المنسف وعبدالله السناني وأحمد العليان بينما تتصدى للأدوار النسائية كل من سناء بكر يونس، وأغادير السعيد، وريماس منصور، وزارا البلوشي، والعنود حسين، ورجاء الحاضي بينما أخرجه الأردني محمد العوالي. لكن الغنيم الذي تولى مسؤولية إنتاج العمل اشتكى من آلية «تعميد الإنتاج» في التلفزيون السعودي التي حملته أعباء وديوناً كبيرة لإنتاج العمل على حد وصفه إذ قال: «أتمنى من مسؤولي التلفزيون السعودي الذين أكن لهم كل الاحترام أن ينظروا لعملية الإنتاج بجدية أكبر، فالقنوات المنافسة تعطي دفعات مالية للمنتج بمجرد تسليم النص وتتابع خطوات إنجاز المسلسل مع المنتج بل ويتواجد بعض من مسؤوليها في مواقع التصوير، بينما لا يصرف التلفزيون السعودي للمنتجين مستحقاتهم إلا بعد أشهر من عرض مسلسلاتهم، ما يدعو للإحباط فضلاً عن ارتفاع أسعار كل ما يمت للإنتاج بصلة من أجور الفنانين، أو الكاميرات والأشرطة». ويضيف: «كما نعاني من أعباء مهمة استخراج التأشيرات لفنيي الصوت والإضاءة والكوادر الأخرى»، ولفت الغنيم إلى التعاون الكبير الذي أبداه عدد من الفنانين المشاركين في المسلسل الذين أرجأوا استلام حقوقهم حتى موعد صرف قيمة التعميد المادية معتبراً هذا التصرف نبلاً منهم. من جهته، أكد الكاتب عبدالعزيز المدهش الذي شارك مع أشقائه سعد وفهد في كتابة حلقات المسلسل على أن شخصية «بشير» هي تطوير لشخصية الغنيم التي ظهر بها في مسلسل «طاش ماطاش» في أكثر من جزء، مضيفاً «كان نجاح شخصية بشير سواق الشيوخ في مسلسل طاش دافعاً لظهور مناخات رائعة لمسلسل جديد» وأشار المدهش إلى معاناته برفقة طاقم المسلسل في البحث عن مواقع التصوير شبيهة بأجواء وبيئة النص المكتوب والتي تعود إلى سبعينات القرن الماضي موضحاً أنه تم حل جزء من المشكلة عبر التصوير في بعض المزارع داخل وخارج مدينة الرياض. بينما علمت «الحياة» أن علاقة التلفزيون السعودي بالممثل بشير الغنيم عاشت مرحلة مفاوضات طويلة هدفت لخفض مبلغ التعميد وهو الشيء الذي قوبل بالرفض التام من الأخير قبل أن تنتهي المفاوضات عند الاتفاق على زيادة حلقات المسلسل إلى عشرين حلقة بدلاً من 15 حلقة، كما وافقت القناة على الاسم المقترح للمسلسل «سواق المعازيب» بعد أن رفضت الاسم الذي تقدم به المنتج في المرة الأولى باسم «سواق الشيوخ».