وصلت أزمة المياه في محافظة الحرث حداً لا يطاق بحسب عدد من الأهالي، الذين أكدوا أن سعر صهريج المياه ارتفع منذ شهر رمضان الماضي من 50 ريالاً إلى 200 ريال بعد عودة عدد كبير من النازحين إلى المحافظة أخيراً، وعدم انتظام المياه التي تصل إلى منازلهم عبر الشبكة. وبدا محافظ الحرث محمد الشمراني مستاء من أداء فرع وزارة المياه في منطقة جازان، وحملها مسؤولية أزمة المياه، في حين أكد مدير «فرع وزارة المياه» المهندس حمزة قناعي أن العمل يجري في مشروعين لإنهاء هذه المشكلة. وذكر موسى ال سوادي ل «الحياة» أن أهالي الحرث يواجهون مشكلة حقيقية نتيجة الانقطاعات المتكررة في المياه، وغياب عدالة توزيع المياه بين قرية وأخرى منذ بداية شهر رمضان الماضي، داعياً إلى إيجاد حل جذري لهذه المشكلة خصوصاً مع عودة النازحين إلى قراهم. وأشار محمد الكليبي إلى أن العاملين على صهاريج المياه باتوا يستنزفون جيوب أهالي المحافظة، إذ ارتفع سعر صهريج مياه الشرب من 50 إلى 200 ريال، ومياه الآبار من 20 إلى 80 ريالاً. وطالب الجهات ذات العلاقة التدخل سريعاً لايجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة، لافتاً إلى أن كميات المياه التي يتم ضخها للقرى لا تكفي، ولذلك يلجأ البعض إلى استخدام مياه الأمطار التي قد تحمل أمراضاً خطرة. من جهته، وجه محافظ الحرث محمد الشمراني انتقادات إلى أن فرع وزارة المياه في منطقة جازان بسبب أزمة المياه في المحافظة، معتبراً أن الفرع يتهاون في مراقبة أصحاب الصهاريج من العمالة الوافدة، وإلزامهم بكتابة سعر المياه في مكان بارز حتى يحد من استغلال المواطنين في الأسعار. وقال: «الحرث ومراكزها وقراها وهجرها تشهد أزمة في المياه، وعلى رغم أنني وجهت خطابات عدة لفرع وزارة المياه في جازان، إلا أنني لم أتلق أي جواب». وذكر رئيس مركز الخشل علي الدريبي أن أصحاب الصهاريج يستغلون المواطنين برفع الأسعار إلى مستويات قياسية، فيما يلتزمون بالتسعيرة عندما يفرغون المياه في خزانات أي إدارة حكومية. وتابع: «يلجأ عاملون في مجال بيع المياه إلى استغلال المواطنين، فيرفعون الأسعار أضعافاً مضاعفة، لكنهم لا يتقاضون أكثر من 25 ريالاً للصهريج عندما يفرغون المياه في دائرة حكومية حتى لا يتم كشف أمرهم». وفي الوقت الذي يطالب فيه الأهالي بتدخل فرع وزارة المياه في جازان لإيجاد حلول لشح المياه، عزا مدير فرع وزارة المياه في منطقة جازان المهندس حمزة قناعي، أزمة المياه إلى عودة عدد كبير من النازحين إلى قراهم في محافظة الحرث، مشيراً إلى أن مشروعين للمياه في المحافظة توقفا مع بداية الحرب على المتسللين، وعاد العمل بهما عن طريق مقاولين.