أثار فرع وزارة المياه والكهرباء بجازان غضب عددٍ كبيرٍ من سكان قرية بحرية وهجرها بمحافظة الحرث (الخوبة) الواقعة غرب مركز الخشل الحدودي؛ بعد تجاهل مطالبهم المتكررة بإعادة مشروع السقيا بالصهاريج، والذي توقف -حسب الأهالي- منذ أكثر من ثلاث سنوات، مناشدين المسؤولين بسرعة التدخل لحلّ أزمة المياه لدى السكان. بداية الأزمة وأفاد سكان القرية أنّ مشروع السقيا توقف قبل الأَزمة في الحدِّ الجنوبي بخمسة أشهر، ولم يُنظر في مطالبهم المتكررة، التي تقدموا بها لمحافظ الحرث، في حين أشار بعضهم بوجود تلاعب في مشروع السقيا، الذي بات هاجس كل مواطن من سكان تلك القرية وهجرها، والبالغ عددهم اكثر من (1500) نسمة. وقال"إبراهيم علي محزري": "إن غياب مشروع السقيا أرهق ذوي الدخل المحدود، وباتت عودته حلماً، تحديداً بعد تجاهل فرع وزارة المياه والكهرباء بالمنطقة مرافعات ومطالب الأهالي التي وجهها محافظ الخوبة منذ عودة السكان في منتصف شهر شعبان المنصرم". تبرع بأرض لبناء بئر من جانبها بيّنت " فاطمة حساني" أنها صرفت أكثر من (2000) ريال لأصحاب الصهاريج من تاريخ عودتها لمنزلها، وأنّ هذه التكلفة تعد أكبر من طاقتها، وأنّها قابلة للزيادة في المواسم، حيث يكثر الطلب، مشيرةً إلى أن أحدَ أعيان القرية أحضر خبيراً للبحث عن مصادر مياه جوفية، وتم العثور على موقع وفير بالماء، وقد تبرع صاحب الأرض بالموقع؛ لإقامة بئر عليها، وتوفير شبكة تغذي القرية وهجرها، ولكن لم يجدوا من يتكفل بإقامة هذا المشروع، والذي ربما يسد احتياج شريحة كبيره من السكان. تقرير وتعهد وكَشَفَ "جبران كليبي" -من سكان بحرية- أنّهم طالبوا فرع وزارة المياه والكهرباء في جازان بإيصال مشرع الماء من القرى المجاورة، والتي لا تبعد عن قريتهم سوى بضعة امتار كقرية المجرد، والسلب، والمعطن، وهذه القرى تنعم بخدمة الماء الوفير، موضحاً أنّه تم تشكيل لجنة من قبل الوزارة في عام 1426ه، وقاموا بتشخيص، وأعدّوا تقريراً مفصلاً عن مدى الحاجة الملحة للماء في قرى وهجر بحرية، وأم الموقد، والمتلاصق، والمديرا، وسودي سيال، واللوي، والمفرق، وغادروا الموقع بعد أن تعهدوا بعمل حلول جذرية تحد من شح المياه لدى السكان، وبعد مرور ثلاث سنوات على التقرير تم اعتماد صهاريج سعة (12) طناً؛ لسُقيا السكان بمعدل ردّ واحد في الشهر، وثم توقفت في رجب من عام 1430ه حتى تاريخ اليوم. وأكد "الشيخ يحيى العوف" على أنّ السُّكان بحاجه ماسة للماء، خصوصاً بعد أن طُمرت معظم الآبار التي كان يعتمد عليها المواطنين قبل الأزمة، مضيفاً أنّ اللجنة التي قامت بتشخيص حال القرية وهجرها في عام 1426ه تعهدت في حينه ببناء خزان كبير على أحد الآبار، وإنشاء شبكة تُغِّذي القرية والهجر المجاورة لها، مناشداً المسؤولين سرعة التدخل لإيجاد حلول لأزمة شُحّ المياه، والتي يعاني منها السكان من تاريخ (1386ه). مخاطبة الجهات المعنيّة وأوّضَح "الأستاذ محمد الشمراني"- مُحافظ الحرث ( الخوبة)- أنّه تَقدّم إليه عددٌ من سكان قرية بحرية وقرى أخرى يشكون انقطاع المياه عن منازلهم، وأنه خاطب فرع وزارة المياه والكهرباء بجازان أكثر من مرة عن انقطاع مشروع السقيا، مفيداً أنّ المشروع تَوقف عن كافة قرى المحافظة مع بداية الأزمة على الحد الجنوبي، وصدر التوجيه السامي بإعادة السكّان لمساكِنهم بعد إزالة الخطرعن قُراهم، ووجه سمو أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز كافة الجهات المعنية؛ بالعمل على تهيئة وتوفير كافّة الخدمات في المحافظة وقُراها أفضل مما كانت عليه قبل عودة المواطنين لمساكنهم، وسارعت تلك الجهات كلاً فيما يخصه، وتم رفع تقارير تفيد باكتمال تهيئة كافة الخدمات الأساسية، وعلى ضوئه تم إعادة النازحين لمساكنهم، وبعد عودة السكان قدموا خطابات شكاوي من بعض سكان قرى مركز الخشل الغربية، يشتكون فيها من قلة الخدمات الأساسية وتوقف مشروع السقيا، وتهالك السّفلته، وتراجع الخدمات الصحية وبعدها عن مساكنهم، وكانت أغلب الشكاوي من عدم البت في مشاريع المياه وصيانتها المتوقفة عن القرى، وعلى ضوء ذلك تمت مخاطبة الجهات المعنية لمعالجة الوضع. وأشار "الشمراني" إلى أن خطابات المواطنين في موضوع المياه تزداد يوماً بعد آخر، وقد أدى تقصي المحافظة إلى إثبات عدم تغطية مشروع السقيا لقرى غرب الخشل، وأعاد مخاطبة فرع وزارة المياه والكهرباء، وتلقى رداً بأنّ كافة القرى تنعم بمشروع المياه ولا وجود لأيُّ نقص، فيما قال "م.حمزه قناعي"- مدير مياه جازان- عبر اتصال هاتفي أنّ إدارته دَعمت محافظة الحرث وقراها ب(2180) رد ماء سعة (8) أطنان منذ بداية عودة السكان لقراهم.