واصلت المعارضة اللبنانية حملتها على السفارة السورية في بيروت متهمة إياها بالضلوع في خطف مواطنين سوريين على الأراضي اللبنانية، فيما استغرب السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي اتهامه بالتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية في تصريحات سابقة لأنه دعا الى مراجعة مواقف البعض استناداً الى الدستور اللبناني والمعاهدات الناظمة للعلاقة بين البلدين. وفيما يتوقع أن يتصاعد السجال الداخلي حول الموقف من التطورات في سورية ومن الاتهامات للسفارة السورية في شأن عمليات خطف، وسط وجود ملف لدى القضاء العسكري في شأن تورط أحد الضباط الذي كان مولجاً بحراستها، فإن انعكاس التطورات في سورية على الداخل اللبناني بات يفرض نفسه على المشهد السياسي اليومي الداخلي. ووجه أحد نواب «القوات اللبنانية» أمس سؤالاً الى وزارتي الدفاع والداخلية في هذا الشأن. (راجع ص 8) وتوغلت امس مجددا سرية مؤللة من الجيش السوري، قوامها 60 عنصرا، داخل الأراضي اللبنانية لملاحقة شخصين هاربين من قرية الدورة التي يقع جزء من أراضيها في الجانب السوري والجزء الثاني في الأراضي اللبنانية في منطقة القاع البقاعية. ولاحقت الوحدة الشخصين وتمكنت من قتل أحدهما واعتقلت الآخر الذي تردد انه جريح. وسمع المواطنون اللبنانيون القريبون من الحدود أصداء معارك عنيفة في القرية المذكورة طوال يوم أمس تخللها هروب الشخصين وتوغل الجيش السوري داخل الأراضي اللبنانية لملاحقتهما، ثم انسحابه. وينتظر أن تجتمع لجنة الدفاع والأمن النيابية الاثنين المقبل لتناول كل ما يتعلق بخطف مواطنين سوريين وستطلب حضور ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية لإطلاع النواب على تفاصيل علاقة المولجين بحماية السفارة السورية بما حدث على هذا الصعيد ودور السفارة فيه. وفي وقت طالبت كتلة «المستقبل» النيابية الحكومة باتخاذ التدابير في شأن ممارسات السفارة وجهازها الأمني، حذّر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون من أنه إذا سقط نظام الرئيس بشار الأسد سيأتي نظام إسلامي متطرف بدل النظام التعددي الذي يستعد للتطور. على صعيد آخر، يشهد لبنان اليوم إضراباً تربوياً يشمل أساتذة الجامعة اللبنانية وأساتذة التعليم الثانوي الرسمي والخاص باستثناء بعض المدارس الخاصة. وخصصت جلسة وزارية أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لبحث فذلكة مشروع موازنة 2012، قبل البدء في مناقشة البنود، وسط تكهنات بأن يطلب المعارضون لبند تمويل المحكمة الدولية القفز فوق هذا البند. وفي مجال آخر، وصلت أمس الى قاعدة حامات الجوية العسكرية طائرة أميركية من طراز «سي - 130» على متنها فريق تدريب متخصص، محمّلة بتجهيزات عسكرية تشمل معدات خاصة بالتدريب على مكافحة الإرهاب لمصلحة الجيش اللبناني. وقال بيان للجيش إنها تأتي في إطار برنامج المساعدات الأميركية.