أعلن رئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف امس، أن موسكووواشنطن توصلتا إلى اتفاق في مسائل التعاون العسكري سيوقع رسمياً خلال القمة الروسية – الأميركية المقررة في موسكو في السادس من الشهر المقبل. وكان ماكاروف أجرى جولة محادثات مطولة مع نظيره الأميركي مايكل مالين الذي يزور موسكو حالياً. وشكلت مسائل الحد من التسلح والأمن في أوروبا ومصير مشروع نشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا، أبرز محاور البحث. وأفادت مصادر عسكرية روسية أن المحادثات هدفت إلى تقريب وجهات النظر والتحضير لمحادثات الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، خصوصاً في الشق العسكري من الملفات التي ستكون مطروحة للبحث خلال القمة. وذكر ماكاروف خلال مؤتمر صحافي عقده المسؤولان في اختتام محادثاتهما أمس، أن الطرفين أعدا اتفاقاً سيوقعه الرئيسان خلال القمة، مشيراً إلى ان موسكووواشنطن توصلتا إلى «تحديد المواقف تجاه مسائل التعاون العسكري في العام 2009 والمرحلة المقبلة». وأضاف المسؤول العسكري الروسي أن المحادثات تناولت أيضاً المسائل المرتبطة بتقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية، والأوضاع في الشرق الأوسط وجورجيا وأفغانستان وباكستان، ومكافحة القرصنة في منطقة القرن الأفريقي. وكان مصدر في وزارة الدفاع الروسية أكد أن موسكو ركزت على مسألة «الدرع» المزمع نشرها في شرق أوروبا. ومعلوم أن هذه المسألة تعد النقطة الخلافية الأعقد بين موسكووواشنطن، خصوصاً أن الطرفين أعلنا استعدادهما لتوقيع معاهدة جديدة للحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية (ستارت - 2) وشهدت جولات الحوار بينهما تقارباً كبيراً في المواقف حول هذا الملف، لكن موسكو ربطت أخيراً استعدادها لتوقيع الاتفاق بحل مشكلة «الدرع»، وهو أمر رد عليه مسؤولون أميركيون بالإشارة إلى أن واشنطن «لا ترى رابطاً بين الملفين». وقال ماكاروف أمس، إن هذه المسألة احتلت «مركز الصدارة» خلال المناقشات، في حين أكد مالين على أن المباحثات «تميزت بروح الصراحة والتفاهم». وأكد انه «لمس استعداد الشريك الروسي للمضي قدماً نحو ايجاد حلول مشتركة للمسائل المعقدة.