احتفل الثوار الليبيون أمس بدخولهم الى وسط مدينة بني وليد الواقعة على بعد 170 كلم جنوب شرقي طرابلس، والتي كان يتحصن فيها مؤيدون لنظام العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي. وجاء الانتصار السريع للثوار في بني وليد وسط مؤشرات إلى حسم مماثل متوقع خلال وقت قريب في مدينة سرت مسقط رأس القذافي، بعدما سُجّل للمرة الأولى خروج أفراد من عائلات كبار المسؤولين في النظام السابق وتسليم أنفسهم إلى الثوار، الأمر الذي أوحى بأن من بقي قرر القتال حتى النهاية. وكان لافتاً أن أحد قادة الثوار أكد أمس تكهنات سرت منذ أيام بأن العقيد القذافي نفسه موجود في سرت، الأمر الذي يفسّر ضراوة القتال الذي يبديه عناصر النظام السابق في وجه قوات المجلس الوطني الانتقالي. وقال حسين الجازوي من كتيبة عمر المختار لقناة «الجزيرة» إن أسرى كشفوا صباح أمس للثوار أن العقيد القذافي وبعض أركان نظامه مثل وزير الدفاع أبو بكر يونس ومسؤول الاستخبارات عبدالله السنوسي والقادة الأمنيين مثل منصور ضو وعمر اشكال، كلهم موجودون في قلب الحي الرقم 2 في سرت، وهو الحي الوحيد الذي ما زال في ايدي قوات النظام السابق بعدما سيطر الثوار أمس على حي الدولار. وكانت المعلومات في السابق تفيد بأن نجل القذافي المعتصم هو المحاصر في سرت. وجدد قيادي في الثوار الليبيين أمس تأكيد بأن هؤلاء اعتقلوا المعتصم، علما انه سبق ان اعلن ذلك أكثر من مسؤول في المجلس الانتقالي، قبل نفي النبأ . وأفيد أمس بأن بين النازحين من سرت عائلة موسى إبراهيم القذافي الناطق باسم النظام السابق، إضافة إلى عدد آخر من عائلات رجالات العهد السابق. وربط المجلس الانتقالي في السابق بين سقوط سرت وبين إعلان حكومة جديدة في البلاد، ما يعني أن ذلك بات قريباً أكثر من اي وقت مضى. وشوهد عشرات من الثوار يحتفلون أمس في ساحات بني وليد بالسقوط المفاجئ لهذه المدينة التي تُعتبر عاصمة قبيلة الورفلة النافذة في عهد النظام السابق. ونقلت قناة «العربية» معلومات أفادت بأن الانهيار المفاجئ لدفاعات بني وليد جاءت بعدما فر قادة نظام القذافي وتخلوا عن جنودهم.