حسم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر عمار سعداني «معركة» الحفاظ على منصبه خلال دورة اللجنة المركزية بسهولة بالغة ضد خصمه عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة مستشار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ولم يتمكن أنصار بلخادم من دخول القاعة أصلاً، في وقت كان أعضاء اللجنة يصفقون في الداخل ل»انتصار» سعداني. ولم تحصل مشاحنات بارزة خلال افتتاح دورة اللجنة المركزية أمس، في أحد الفنادق وسط العاصمة الجزائرية. وفشل الأمين العام السابق بلخادم في فرض «مبدأ الصندوق» (الاقتراع السري) في اجتماع الدورة، بعد أن كان ينوي الترشح مجدداً لمنصب الأمانة العامة. واستهزأ سعداني من نوايا بلخادم، وتوجه إليه بالقول: «سحبت منك اللجنة المركزية الثقة وعدت بعد 10 أيام تقول لها: يا أيتها اللجنة أخطأت أعيديني إلى منصبي». وأضاف: «أعطوني في تاريخ الحزب أميناً عاماً ذهب وعاد. تقاليد الحزب تقتضي منا أخلاقياً أن يكون الضمير هو الذي يسيرنا». وحضر بلخادم إلى بهو الفندق رفقة وزراء سابقين بينهم عبد العزيز زياري الذي شغل منصب رئيس للبرلمان سابقاً، وكان يرافقهم المنسق السابق للحزب عبد الرحمن بلعياط وعدد من القياديين الذين لم يُسمح لهم بدخول قاعة الاجتماع الحزبي. وذكر سعداني مناوئيه في خطاب داخل القاعة أمام نحو 200 قيادي: «لست أخشاكم، من أنتم؟ ماذا قدمتم للحزب؟ القانون الأساسي يجب أن يُطبق بحذافيره، ممنوع البيانات والتصريح خارج الأطر القانونية ومع ذلك نقول للجميع يدنا ممدودة، هناك كوادر في الحزب استوزروا 20 سنة واليوم يشتمون الحزب». وغيّر سعداني خطابه تجاه الجيش قائلاً: «الجيش يقدم شواهد كبيرة على دعم الدولة وما يتوافق مع قدسية الجزائر واستقرارها وأمنها الوطني ووحدتها الشعبية والترابية وهو يرفض رفضاً قاطعاً أن يُزَج به في متاهات السياسة». وكان سعداني فجّر تصريحات غير مسبوقة العام الماضي ضد الجنرال «توفيق» رئيس دائرة الاستخبارات الجزائرية. في سياق آخر، أُصيب عشرة أشخاص بجروح في منطقة غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) التي شهدت تجدداً لأعمال العنف على خلفية عرقية وقبلية. وبدأت المناوشات بين مجموعات من الشبان ليل الأحد- الاثنين في أحياء بيريان التي تقع على بُعد 45 كلم شمالي مدينة غرداية وذلك أثناء الاحتفال بفوز منتخب الجزائر لكرة القدم على كوريا الجنوبية في «مونديال البرازيل». وأعقبت المناوشات أعمال تخريب في عدة أحياء في بريان حيث أُحرقت مبانٍ عامة. وذكر أحد أعيان البلدة أن «مجموعات من الشبان استغلت الحدث الرياضي لتصفية حسابات والسرقة وإشاعة الفوضى».