وزير الاتصالات: ولي العهد رفع الطموح والتفاؤل والطاقات الإيجابية وصنع أعظم قصة نجاح في القرن ال21    وزارة الثقافة تحتفي بالأوركسترا اليمنية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض    مؤتمر ومعرض دولي للتمور    أمير منطقة تبوك يستقبل وزير البلديات والإسكان ويستعرضان المشاريع    أمين عام التحالف الإسلامي يستقبل وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    السعودية وعُمان.. أنموذج للتكامل والترابط وعلاقات تاريخية وطيدة    أرامكو السعودية و"سينوبك" و "فوجيان للبتروكيميائيات" تضع حجر الأساس لمشروع جديد للتكرير والبتروكيميائيات في الصين    "ماونتن ڤيو" تختتم مشاركتها في "سيتي سكيب العالمي 2024" بإطلاق أول مشروع لها بالرياض ونجاح يُعزز حضورها الباهر    مستشفى الحرجة يُفعّل التطعيم ضد الحصبة و الأسبوع الخليجي للسكري    سعود بن طلال يطلق عددا من الكائنات الفطرية في متنزه الأحساء الوطني    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1%    أمير الشرقية يطلق هوية مشروع برج المياه بالخبر    رينارد يتحدث عن مانشيني ونقاط ضعف المنتخب السعودي    قسطرة قلبية نادرة تنقذ طفلًا يمنيًا بمركز الأمير سلطان بالقصيم    مستشفيات دله تحصد جائزة تقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في السعودية 2024    «التعليم»: إلغاء ربط العلاوة بالرخصة المهنية    القبض على باكستاني لترويجه 6.6 كلجم من الشبو بمنطقة الرياض    9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث ينطلق غدًا    مهرجان وادي السلف يختتم فعالياته بأكثر من 150 ألف زائر    قمة مجموعة العشرين تنطلق نحو تدشين تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    الله عليه أخضر عنيد    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    أعاصير تضرب المركب الألماني    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدد ثوابت عهده بالتزام القرارات الدولية والمحكمة وعلاقات "ندية" بين لبنان وسورية . ورفض ان "تستهلك انجازات المقاومة في صراعات داخلية" ... لقاء رباعي يجمع سعود الفيصل ومتقي وأبو الغيط وبري التصدي للهواجس بلغة التوازن
نشر في الحياة يوم 26 - 05 - 2008


الصفحة: 1 - الأولى
خطف الرئيس اللبناني الجديد، العماد ميشال سليمان، المبادرة السياسية فور انتخابه رئيساً، فتطرق في خطاب القسم الى القضايا الشائكة والخلافية والهواجس المتبادلة كافة، من دون ان يترك أياً من العناوين إلا ويتطرق إليه، بعدما نال 118 صوتاً من أصل 127 هم عدد النواب الذين حضروا جلسة الانتخاب أمس، وسط تأييد وحشد دوليين وعربيين يعتبران سابقة بفعل الحضور المباشر لعدد واسع من الوفود الأجنبية والعربية التي غص بها مبنى البرلمان، يتقدمها أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني. راجع ص 7 و8 و9
وصفق النواب ورؤساء الوفود الآتية من الخارج لمباركة تنفيذ الخطوة الأولى من اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، بانتخاب الرئيس الثاني عشر بعد فراغ دام 6 أشهر، مرات لتجرؤ سليمان على طرح بعض المواضيع التي سببت انقساماً بين اللبنانيين، ومن ورائهم بين الدول العربية، محدداً مستوى المعالجات المطلوبة لها، وللصراحة والشفافية اللتين تناول بهما بعض العناوين الى درجة الإشارة الى ان"القوى المسلحة الجيش لم تقم بالأداء الكامل المأمول منها في الأحداث الأخيرة"، معتبراً ان"توفير الغطاء السياسي المطلوب والحفاظ على الحد الأدنى من الوفاق يساهمان في تدارك الأمر مستقبلاً".
ودعا سليمان الذي كانت نتيجة صندوق الاقتراع وجود ست أوراق بيض فيه بعد تحفّظ النواب بطرس حرب، الرئيس حسين الحسيني، نايلة معوض بإسم كتلة نواب زغرتا، والنائب جورج عدوان عن تجاوز الحاجة الى تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، الى تحقيق"التوازن بين الصلاحيات والمسؤوليات بما يمكن المؤسسات، بما فيها رئاسة الجمهورية، من تأدية الدور المنوط بها".
وإذ وجدت في الصندوق ورقة لمصلحة مرشح قوى 14 آذار النائب السابق نسيب لحود وأخرى لمصلحة الوزير السابق جان عبيد من دون ان يُعلن عنهما في محضر الجلسة، تلت أمانة السر في البرلمان ورقة كتب عليها"الشهيد رفيق الحريري والنواب الشهداء"، أعلن النائب باسم السبع لاحقاً انه هو الذي وضعها.
وكان سليمان واضحاً في الموقف من بعض الهواجس، فأكد حماية خيار اتفاق الطائف، مشدداً على ان"الميثاق الوطني بين اللبنانيين برهن انه الأقوى من أي توجه خارجي". واعتبر ان"أخطر ما برز في السنوات الأخيرة... لغة التخوين والاتهامات المتبادلة، داعياً الى"تحصين الوطن والعيش الواحد عبر التلاقي ضمن ثقافة الحوار وليس بجعله ساحة للصراعات"، فصفق له النواب والحضور بقوة، لا سيما زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري. وتناول سليمان تداول السلطة عبر انتخابات حرة، مؤكداً ان"الأهم قبولنا بنتائج هذه الانتخابات". وخصص مساحة في خطابه لهواجس الشباب معدداً ما قاموا به سواء من جهة المعارضة أو من جهة الأكثرية فقال انهم"قاوموا الاحتلال والإرهاب وانتفضوا من اجل الاستقلال".
وبدا ان سليمان أخذ على عاتقه التعاطي الجدي مع شعارات ومطالب تطرحها كل من المعارضة والأكثرية والقوى السياسية المسيحية، فأشار الى ان المغتربين أحق بالجنسية اللبنانية من الذين حصلوا عليها من دون وجه حق، داعياً الى تفعيل الدورة الاقتصادية في ظل استقرار أمني وإنماء متوازن.
وفيما تحدث بنبرة واثقة عن احترام قرارات الشرعية الدولية وأكد"مساهمتنا في قيام المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلى من اغتيالات"أكد ان"نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة"، لكنه أشار الى"الحاجة الى استراتيجية دفاعية لحماية الوطن"، والى عدم استهلاك إنجازات المقاومة في صراعات داخلية.
وكان لافتاً تطرق الرئيس اللبناني الجديد الى إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية وإلى"حسن المتابعة لعلاقات مميزة ندية بين البلدين صفق لها الجميع ما عدا الوزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأعلن تبني ما جاء في المبادرة العربية للسلام في شأن اللاجئين الفلسطينيين مؤكداً أن"البندقية تكون فقط في اتجاه العدو".
وإذ شكر قوات الأمم المتحدة يونيفيل في الجنوب أشار الى القرار الدولي الرقم 1701، لكنه لم يذكر القرار 1559.
وفي وقت كثرت بعد الجلسة تعليقات النواب المؤيدة لما جاء في خطاب سليمان، وشهدت مناطق لبنانية احتفالات ابتهاجاً بانتخابه شمالاً وجنوباً وجبلاً خصوصاً مسقطه في قضاء جبيل، فإن رئيس البرلمان نبيه بري ألقى كلمة قبل أداء الرئيس الجديد القسم، اعتبر فيها الجلسة"تتويجاً لاتفاقنا الوطني في الدوحة"، مؤكداً ان الوفاق هو طريق الخلاص، ومشيراً الى مصادفة الجلسة مع الذكرى الثامنة لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. ودافع بري عن نفسه في مواجهة الانتقادات التي وجّهت إليه بأنه أقفل المجلس النيابي طوال الأزمة السياسية على مدى سنة ونصف السنة، فقام بجردة لإنجازات الحوار الوطني الذي قاده ولاجتماعات التشاور... وقال:"بعض أبسط حقوقي أنا الذي تألم وعاش القلق والضغوط ووقعت عليه هموم المبادرات... وتلقيت حراب التهويل من كل اتجاه، أن أصرخ في هذه اللحظة". وخاطب الوفود العربية الموجودة قائلاً: إذا كنتم اختلفتم انطلاقاً من لبنان فاتفقوا اليوم بعد اتفاقه". وأعلن مد اليد للرئيس المنتخب من اجل ورشة عمل.
وكانت لأمير قطر الذي جلس الى يسار بري فيما جلس الى يمينه سليمان، كلمة تحدث فيها عن فرحه باتفاق اللبنانيين في الدوحة، وإذ صفق له الحضور مرات، قال:"انتهت برعاية من الله أزمة خطيرة كادت تهدد كيان لبنان في ظروف لم تعد تحتمل انفراط الأوطان"، راجياً أن"تكون الأزمة الأخيرة".
ودعا أمير قطر الى ان يكون اتفاق الدوحة خروجاً على قاعدة لا غالب ولا مغلوب اللبنانية"لأنها تؤجل الخلافات ولا تنهيها"، مؤكداً ان"الغالب هو لبنان والمغلوب هو الفتنة، وهذا ما ينبغي ان يكون واضحاً للجميع الى الأبد". وزاد ان اتفاق الدوحة كان"لمسة اخيرة"على محاولات لحل الأزمة شاركت فيها قوى عربية أخوية ومؤسسات إقليمية. وأضاف أن"مخاطر الأحوال الراهنة في العالم العربي وحوله لم تعد تسمح بوجود أطراف يتجدد بينها الخلاف بين حين وآخر فقد بلغنا حافة لم تعد فيها الأمور خلاف أطراف بل مصير أوطان".
وأتاح الحضور الدولي والعربي الكثيف في الجلسة إجراء لقاءات بين قوى إقليمية ودولية معنية بالأزمة اللبنانية وأبعادها الخارجية، بعدما وقف سليمان في صالون رئاسة البرلمان يتقبل التهاني مع بري، فكان أول المهنئين بعد أمير قطر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، تبعه نظيره الإيراني منوشهر متقي اللذان التقيا ثم انتقلا الى غرفة جانبية في المجلس النيابي ليجتمعا زهاء ساعة في حضور السفيرين السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة والإيراني محمد رضا شيباني، ثم عادا فانتقلا الى مكتب بري الذي كان مجتمعاً الى وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط فعقد لقاء موسع دام نحو نصف ساعة ووصفته مصادر نيابية بأنه كان مثمراً ونقلت عن وزير الخارجية السعودي ارتياحه الى الأجواء التي سادت الجلسة التاريخية، مبدياً تفاؤله بمستقبل لبنان وقدرة اللبنانيين بالتعاون مع الرئيس سليمان على التغلب على مشكلاتهم، وبتعاون من أشقائهم العرب.
وغادر الفيصل الى السراي الحكومية حيث التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة التي صدر مرسوم جمهوري باعتبارها مستقيلة وكلفها سليمان تصريف الأعمال. وحضر اللقاء خوجة ورئيس مجلس الشورى السعودي. واختلى سليمان ببري في البرلمان، ليعود الأول للقاء رئيس مجلس الشعب المصري أحمد فتحي سرور في حضور أبو الغيط، فيما كان الثاني يجتمع بالوفد السوداني برئاسة مصطفى اسماعيل. وقبل ان يغادر سليمان البرلمان في الثامنة والربع يرافقه بري لعرض حرس الشرف اجتمع مطولاً بالوزير الإيراني متقي في حضور السفير شيباني. ومشى متقي خلف سليمان وبري عند مغادرة الرئيس اللبناني وعرضه حرس الشرف.
والتقى النائب الحريري بعد مغادرته البرلمان الوزير المصري ابو الغيط ورئيس مجلس الشعب المصري في منزله الجديد في وسط بيروت وزار الحريري تلفزيون"المستقبل"الذي كان تعرّض للإقفال بالقوة أثناء الأحداث الأخيرة.
وزار الحريري رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي شارك في الجلسة النيابية، في مقر إقامته في فندق فينيسيا للتداول في المرحلة المقبلة من تنفيذ اتفاق الدوحة.
وكان أبو الغيط قال انه قدم لسليمان دعوة باسم الرئيس مبارك لزيارة مصر و"عبّرت له في رسالة واضحة ان مصر ستدعمه وستقف قربه ووراءه، ونأمل بألا يعود لبنان الى الوضع الذي شهدناه في بداية الشهر". وأكد ان مصر"كانت دائماً في قلب المبادرات، ومن تابع موقفها يشهد بأن مصر كانت وراء الدعوات المتكررة للمجلس الوزاري العربي للتعامل مع الوضع اللبناني". وعن احتمال لقاء أطراف عربية كانت متباعدة، قال انه يأمل بأن"ينتهي هذا التباعد". وأوضح انه"لا داع الى بقاء مندوبين لتنفيذ بقية نقاط اتفاق الدوحة، هناك سفراء عرب والإرادة اللبنانية. الأمر اليوم بيد أبناء لبنان". وعن وصف اتفاق الدوحة بأنه اتفاق هدنة ومرحلي، قال:"هذا اتفاق بين أبناء لبنان رعته الجامعة العربية ممثلة بلجنة الوساطة ونتمسك به وآمل بأن يتمسك به جميع اللبنانيين".
وأعلن نائب رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي حضر الجلسة ايضاً، رداً على سؤال عما اذا كان الحل في لبنان سيؤدي الى اصلاح العلاقات السعودية - السورية ان للسعودية وسورية دوراً مهماً في لبنان والدور الأهم لهما في العالم العربي ويجب على الطرفين تغليب الحكمة في وضع العلاقات في مسارها الصحيح. وقال:"إننا في العالم العربي نحتاج الى مراجعة النفس".
ووصف نائب رئيس الحكومة القطرية عبدالله حمد العطية خطاب القسم بأنه"بيان رئاسي متكامل ومتوازن غطى كل الأمور وأتمنى ان يحقق ما يريده وأنا واثق من ذلك بمعرفتي السابقة بميشال سليمان، فهو رجل فاعل ونزيه ورجل مواقف".
وعما إذا كان اتفاق الدوحة سينفذ، قال:"كل الأطراف مقتنعون بأن ليس لهم خط آخر، فاتفاق الدوحة يعبّر عما يجب ان يكون عليه لبنان ليحل المشكلة ويعود على الخريطة، وأنا متأكد انه اذا تم التزام اتفاق الدوحة بدقة، سيتغير لبنان ويعود كما كان في الماضي".
وجرت مصافحة بين وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره السوري وليد المعلم إلا ان ضيق الوقت لم يسمح بلقاء بينهما.
وأقام بري بعد الجلسة مأدبة عشاء تطريما لأمير قطر حضرها الرئيس سليمان، وحمد بن جاسم والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والسنيورة وعدد من قادة الأكثرية والمعارضة، إضافة الى الوزير متقي ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن وعدد من المطارنة ممثلي الطوائف المسيحية.
تصريح الفيصل
وقال وزير الخارجية السعودي قبل مغادرته بيروت وبعد مشاركته في جلسة الانتخاب:"أبى خادم الحرمين الشريفين إلا ان تشارك المملكة العربية السعودية في هذه المناسبة التاريخية في أعقاب توصّل الأخوة اللبنانيين الى اتفاق الدوحة برعاية كريمة من اميرها سمو الشيخ حمد بن خليفة وجهود متصلة وحثيثة من قبل دولة الأخ الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها ورئيس اللجنة العربية المكلفة بمعالجة الوضع اللبناني بالتعاون مع معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى الذي أصبح لبنان شغله الشاغل مؤخرا".
أضاف:"إن ما نأمله ونتطلع إليه ان يُشكل اتفاق الدوحة نقطة انطلاق نحو مستقبل مستقر وزاهر للبنان الشقيق تتضافر فيه جهود اللبنانيين بكل طوائفهم وأطيافهم السياسية خدمة لوطنهم النهائي، كما نص عليه الدستور اللبناني، وعبر مؤسساتهم الدستورية وعلى أساس من التوافق والوفاق في ما بينهم في كنف دولة ينضوي تحت لوائها الجميع وتفرض سيادتها على الجميع".
وأكد ان"اتفاق الدوحة يؤكد ان حل المشاكل العربية داخل إطار البيت العربي هو الطريق الناجح، لأنه ينبع من المصلحة العربية ولا يُعبر عن أهواء أو أغراض خارجية. وتذكرون ان اتفاق الطائف الذي كان عربي التوجه ايضاً تمكّن بالفعل من إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية ووضع قواعد الدستور اللبناني الحالي".
واعتبر"ان ما جدّ على أوضاع الساحة اللبنانية استوجب السعي مرة أخرى الى اللجوء لحل عربي، فكانت مبادرة جامعة الدول العربية، وكان الحوار الذي أفضى الى الوفاق الوطني الذي من دونه لا يمكن لأي خطة سياسية ان تنجح او تصمد في لبنان. فإذا كان اتفاق الطائف كرّس التركيبة الدستورية للبنان ومؤسساته، فإن اتفاق الدوحة جاء ليؤكد أسلوب الحوار والتوافق ويرفض منطق الصدام والمواجهة". وأكد ان"المجلس الوزاري للجامعة العربية قادر على حل الأزمات والخلافات العربية عندما تحظى قراراتها بالإجماع العربي المطلوب ويتم توفير الآلية المناسبة لمتابعة تنفيذ القرارات". وأضاف:"قامت دولة قطر واللجنة العربية الوزارية بما هو مطلوب منها وبقي على الأخوة في لبنان الذين يلتئم شمل ممثليهم اخيراً اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ان يسعوا جادين ومخلصين ومتآلفين من اجل وضع بقية بنود اتفاقهم موضع التنفيذ لكي ينعم لبنان بحالة الاستقرار السياسي والهدوء التي تعوضه عمّا فاته طوال الأعوام الماضية وليتمكن لبنان من تبوؤ مكانته الطبيعية كمركز إشعاع ثقافي وحضاري وبوتقة تعايش وتسامح بين مختلف الأديان والمذاهب ومحطة يرنو إليها كل من يأسره واقع الطبيعة الخلابة ويشده نموذج لبنان الفريد في تركيبته. وإننا لذلك أحوج ما نكون الى الحفاظ على هذا النموذج التعايشي في مواجهة دعاة التعصب والانغلاق ومروجي التشدد والتطرف في الفكر والمسلك".
وختم سعود الفيصل بالقول:"هنيئاً للبنان هذا الاتفاق، وهنيئاً لفخامة الرئيس ميشال سليمان على الثقة الغالية التي منحه إياها شعب لبنان الشقيق متمنياً لفخامته التوفيق، خصوصاً أن الجميع يتطلع الى رعايته المنشودة لاستكمال الحوار الوطني اللبناني بغية إنجاز ما يتعين على القيادات اللبنانية إنجازه من أمور تصب مصلحة لبنان حاضراً ومستقبلاً".
عبدالله الثاني وبوش وبان
وفور اعلان انتخاب سليمان، توالت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة. وأمل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن يكون الانتخاب"فاتحة خير للبنانيين". وأكد في برقية تهنئة إلى سليمان، أن"ترسيخ حالة الوفاق الوطني والحوار بين كل القوى والتيارات السياسية اللبنانية هو السبيل الأمثل لصون المكتسبات والإنجازات التي حققها لبنان".
وهنأ الرئيس الأميركي جورج بوش اللبنانيين بانتخاب سليمان، معرباً عن ثقته بالتزام الرئيس الجديد"سيادة لبنان والقرارات الدولية"1559 و1701 و1757. وقال في بيان أصدره البيت الأبيض:"أنا على ثقة بأن لبنان اختار رئيساً يتعهد حماية سيادته، وبسط سلطة الدولة على كل أراضيها وسيلتزم واجبات لبنان الدولية، طبقاً لقرارات مجلس الأمن". وتمنى الرئيس الأميركي"أن يطلق اتفاق الدوحة الذي أوصل الى هذه الانتخابات، مرحلة من المصالحة السياسية".
وهنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سليمان، معتبراً انتخابه"مرحلة اساسية"في تسوية الأزمة اللبنانية. وأعرب عن أمله بزيارة لبنان"قريباً جداً". وأكد ساركوزي أنه"سيكون في وسع لبنان في المرحلة التي تبدأ اليوم وفي مواجهة التحديات، الاعتماد اكثر من اي وقت مضى على دعم فرنسا التام".
واعتبر رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون في رسالة وجّهها الى سليمان، ان"لبنان في حاجة الى كل صفات القيادة التي اظهرها في الماضي، في الحفاظ على وحدة الجيش اللبناني". ورأى ان انتخاب سليمان"يمثل فرصة مهمة لإبعاد لبنان عن الانقسامات الأخيرة وبناء الديمقراطية التوافقية".
الى ذلك، أعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الأخير يهنئ الشعب اللبناني بانتخاب سليمان، مشدداً على ان هذا الانتخاب يضع حداً للفراغ الرئاسي المستمر منذ 21 تشرين الثاني نوفمبر 2007.
وأعرب الأمين العام عن أمله بأن يؤدي انتخاب سليمان الى تفعيل المؤسسات الدستورية في لبنان، وعودة الحوار، داعياً كل الفرقاء اللبنانيين الى"الدفع قدماً للتأكيد على السيادة والاستقرار والاستقلال السياسي للدولة وفقاً لما جاء في اتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.