سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السنيورة يشكر الملك عبدالله على الدور السعودي ... والجميل يرشح الحريري لرئاسة الحكومة ووسط بيروت يستعيد نشاطه . لبنان : تظاهرة دعم عربية ودولية يوم الإنتخاب والقسم الرئاسي
فتحت الطرقات بعد ظهر امس في وسط بيروت التجاري إثر استكمال تفكيك خيم الاعتصام الذي نفذته المعارضة في قلب العاصمة وبقي جاثماً على صدرها لأكثر من سنة ونصف سنة، بعدما فتح اتفاق الدوحة بين الأكثرية والمعارضة على الحكومة وقانون الانتخاب واستكمال الحوار في شأن السلاح، الطريق أمام انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، في جلسة دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري الخامسة بعد ظهر الاحد المقبل. وفيما عادت شرايين الطرقات المحيطة بالوسط التجاري وبالسراي الحكومية الى سابق عهدها، فازدحم السير فيها عاد المواطنون الى ارتيادها، يهيئ بري لتحويل جلسة انتخاب سليمان، ثم جلسة القسم، الدستوري التي سيلقي خلالها سليمان خطاب القسم الى تظاهرة دولية وعربية. اذ دعا اليها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وإلقاء كلمة في الجلسة ورئيس اللجنة العربية الوزارية التي رعت اتفاق الدوحة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، اضافة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ومفوض الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ورؤساء البرلمانات الدولي والأوروبي والعربي، مبعوث الرئاسة السويسرية، والسفراء العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، للاستماع الى قسم الرئيس الجديد وكلمته. راجع ص7 و8 و9 وبدأ العماد سليمان يتلقى التهاني منذ يوم اول من امس وكان أبرز المتصلين به أمس زعيم"التيار الوطني الحر"المعارض العماد ميشال عون الذي قال له إن الأمانة اصبحت بين يديك. وسينتخب العماد سليمان وفقاً للمادة 75 من الدستور، وفق الاجتهاد الذي يقول بأن خلو سدة الرئاسة يسمح بتجاوز التعديل الدستوري بالنسبة الى موظفي الفئة الأولى الذين يرشحون للرئاسة، بعد ان رفضت المعارضة، خلال مداولات الدوحة اقتراحاً بتعديل الدستور عبر إحالة مشروع بذلك من الحكومة لأنها سبق ان واعتبرتها غير شرعية. وتوالت ردود الفعل العربية والدولية المرحّبة باتفاق الدوحة. وأجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر أمس اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اطلعه فيه على نتائج ومضمون اتفاق الدوحة ومدى أهميته بالنسبة للبنان، خصوصاً لناحية"انتظام الحياة السياسية والمؤسساتية والمساهمة في عودة عمل النظام الديموقراطي اللبناني". واعتبر السنيورة بحسب بيان المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة ان اتفاق الدوحة"اثبت بما لا يقبل الشك ان مظلة لبنان لا يمكن إلا ان تكون عربية، كما ان الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر الدولتان العربيتان اللتان كانتا صاحبتي الدعوة لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير، وحرصتا على الدفع باتجاه حل الازمة اللبنانية عبر غطاء ورعاية عربيتين كانتا الأساس في دعم المساعي الحميدة لدولة قطر في تولي مهمة الوساطة، وهي التي ساهمت عبر رئيس مجلس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وبرعاية وتوجيهات كريمة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في نجاح مؤتمر الحوار الوطني، كما كان للجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى، عبر الدور الذي لعبه، تأكيد على عمق الالتزام بقضايا لبنان والعمل على اخراجه من محنته". وشكر السنيورة في اتصاله مع خادم الحرمين الشريفين"الدور السعودي الداعم للبنان على الأصعدة كافة ولعودته الى حياته الطبيعية وانتظام عمل مؤسساته الدستورية. واللبنانيون يحفظون للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين كل الود والاحترام والوفاء لما قام به للبنان على مختلف الأوجه". وأكد مكتب السنيورة الإعلامي ان خادم الحرمين الشريفين أكد لرئيس الحكومة"دعمه وسروره لإنجاز هذا الاتفاق الذي يخدم لبنان ومصالحه الوطنية في هذا الظرف"، كما أكد الملك عبدالله للسنيورة"ان المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال مع لبنان وهي مستمرة بدعمه ودعم الجامعة العربية في رعايتها للحوار الوطني المقبل برئاسة الرئيس الجديد المقبل للجمهورية العماد ميشال سليمان". وكان السنيورة استقبل السفير السعودي في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي اعتبر اتفاق الدوحة بداية ممتازة وجيدة آملاً ان يستمر هذا الى الأبد وان يعود لبنان مثالاً للتعددية. وبارك خوجة للسنيورة الاتفاق معتبراً أنه اثبت نجاح العمل العربي المشترك وهذا ما يجب ان نفخر به... مؤكداً على التنسيق الكامل بين المملكة العربية السعودية وقطر. وفي التاسعة ليلاً تجول السنيورة في ساحة النجمة فتجمهر حوله رواد المنطقة وراحوا يهتفون باسمه. وفي دمشق قالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة"ان"الدرس الأول من الاتفاق هو ان الجهد العربي المشترك يمكن ان ينجح". وتحدثت المصادر عن"ضرورة ان تضع الدول التي اشترطت حل الأزمة اللبنانية لتحسين العلاقات مع سورية التزاماتها وتعهداتها موضع التنفيذ وان دمشق تتوقّع خطوة سعودية نحو دمشق"... وزادت المصادر تواصل الجانب السوري والرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم مع الأطراف اللبنانيين والمسؤولين القطريين"... وكان السنيورة أجرى اتصالات مع عدد واسع من القادة العرب وأعضاء اللجنة العربية الوزارية لوضعهم في أجواء اتفاق الدوحة، وتلقى اتصالين من سولانا ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للتهنئة بحصول الاتفاق... كما تلقى بري والسنيورة اتصالات تهنئة من السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، وتلقى رئيس كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري اتصالاً هاتفياً من الرئيس العراقي جلال طالباني، عرضا خلاله نتائج اتفاق الدوحة، وكذلك من رئيس وزراء الكويت الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح. وأجرى الحريري اتصالاً بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ووزير خارجيته وبوزير خارجية الجزائر مراد مدلفي... ورأت أوساط الرئاسة الفرنسية ان اتفاق الدوحة متوازن وأن وزير الخارجية برنار كوشنير سيلبّي الدعوة الى حضور جلسة الانتخاب. وأمل الملك الأردني عبدالله الثاني بأن يفتح الاتفاق صفحة جديدة بين اللبنانيين. وأجرى بري اتصالاً بوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لشكره على الدعم والمساعدة في التوصل الى اتفاق الدوحة. وانصرف الفرقاء اللبنانيون الى تقويم الاتفاق وعرض نتائجه مع احزابهم وحلفائهم، في ظل الارتياح العارم على الصعيد اللبناني لإنجازه ولبدء مسار جديد على الصعيد السياسي يعيد للمؤسسات الدستورية حيويتها. الجميل: الحريري مرشحنا وقال أحد أقطاب قوى 14 آذار رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل مساء أمس بعد لقائه سفيرة الولاياتالمتحدة في لبنان ميشال سيسون إنه يأمل ان تشكل وثيقة الدوحة مدخلاً الى المستقبل شاكراً جهود أمير قطر ورئيس حكومته والجامعة العربية. وأضاف:"يهمنا انتخاب الرئيس في أسرع وقت ونحن في انتظار خطاب القسم ليحدد الخطوط العريضة للسياسة المستقبلية وليؤكد على ضرورة بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وانهاء الازدواجية على صعيد السيادة وسلطة الدولة ومسؤوليات الأمن في البلد. واعتبر أنه بمعزل عن تقويم الاتفق بسلبياته وايجابياته فإنه أعطى نفساً جديداً للشعب اللبناني وأوقف المأساة... لم نخرج مغبونين، لكن لم يكن هذا الكمال الذي طمحنا اليه. وبالنسبة الى قانون الانتخاب قال الجميل:"كنا نريد اصلاحات أوسع وتمثيلاً مسيحياً أشمل وتشبث المعارضة في الجنوب والبقاع أعاق المطالب لتحسين الموقع لتحسين الموقع المسيحي...". وقال الجميل رداً على سؤال حول المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة:"مرشحنا لرئاسة الحكومة هو الشيخ سعد الحريري لأنه رئيس أكبر كتلة في مجلس النواب، ومن الطبيعي ان يكون رئيس مجلس الوزراء، ونحن ندعمه في هذا الاطار". مجلس الامن وفي نيويورك، استعد مجلس الأمن لإصدار بيان رئاسي أمس"يرحب ويدعم بقوة اتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه برعاية جامعة الدول العربية، والذي يشكل خطوة اساسية نحو حل الأزمة الراهنة، ونحو عودة المؤسسات الدستورية اللبنانية الى العمل، واستعادة وحدة لبنان كاملاً واستقراره واستقلاله". كما يرحب المجلس، بحسب مسودة مشروع بيان رئاسي أعدته فرنسا مع الولاياتالمتحدة بالاتفاق على"حظر استخدام السلام والعنف كوسيلة لحل الخلافات بغض النظر عن طبيعتها وتحت أي ظروف كانت". وسعت ليبيا، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، الى حذف الإشارة في مشروع البيان الى قرارات مجلس الأمن وبالذات ال 1559 و1680 و1701. وقالت مصادر في المجلس ان وراء الدعوة الى حذف الاشارة الى هذه القرارات رغبة مبطنة بعدم إحياء الفقرات المعنية بنزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في القرارين 1559 و1701. أما القرار 1680 فدعا سورية الى ترسيم الحدود مع لبنان وإقامة العلاقات الديبلوماسية معه. وقال نائب المندوب الاميركي الدائم السفير اليخاندرو وولف:"نرى أن هناك كل الاسباب للإبقاء على ذكر القرارات"في البيان الرئاسي، معتبراً أن اتفاق الدوحة"جزء من عملية وليس نهاية المطاف"، وواصفاً الاتفاق بأنه"خريطة طريق الى خطوات مقبلة"بما فيها الانتخابات و"المفاوضات"على السلاح. ويشدد مجلس الأمن، بموجب مشروع البيان، على ضرورة تنفيذ اتفاق الدوحة"بكامل عناصره، طبقاً للمبادرة العربية، وبتماسك مع اتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن ال 1559 و1680 و1701". ويؤكد المجلس على"دعمه الشديد لوحدة أراضي لبنان وسيادته ووحدته واستقلاله السياسي ضمن حدوده المعترف بها دولياً وتحت سلطة حكومة لبنانية تتفرد هي حصراً ببسطها على كل الأراضي اللبنانية". ويرحب المجلس بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك ب"اتخاذ قرار الاستمرار في الحوار الوطني في شأن وسائل بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، بما يسمح بضمانة أمن الدولة وشعب لبنان".