سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وعد أنابوليس : مفاوضات متواصلة لإنجاز حل الدولتين قبل نهاية عهد بوش . عباس يطالب إسرائيل بإجراءات ملموسة ... وأولمرت يتحدث عن الاستعداد ل "تنازلات مؤلمة"
افتتح الرئيس الاميركي جورج بوش مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام أمس بإعلان التوصل إلى وثيقة تفاهمات مشتركة بين الفلسطينيين وإسرائيل تتضمن تعهداً من الجانبين بإطلاق فوري لمفاوضات ثنائية على القضايا الجوهرية من دون استثناء في إطار جدول زمني سقفه نهاية العام 2008، إضافة إلى تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ التزامات الجانبين في"خريطة الطريق"، على أن تراقب الولاياتالمتحدة التنفيذ. وقال بوش في خطابه إن هدف أنابوليس هو"التوصل إلى اتفاق لإطلاق المفاوضات"، مجدداً رؤيته في شأن إقامة دولتين"فلسطينية للفلسطينيين، وإسرائيلية للشعب اليهودي". ولوحظ أن الوثيقة المشتركة موقعة باسم منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً عن الشعب الفلسطيني، وأنها تشير إلى"تصميم الجانبين على مواجهة الإرهاب والعنف سواء أكان من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي". ويشكل التوصل إلى الوثيقة تطوراً مهماً بعد السباق الماراثوني في الأيام التي سبقت المؤتمر من أجل التوصل إليها. وعلمت"الحياة"أن بوش تدخل شخصياً من أجل إنجازها. وعلى رغم الخلافات والتباعد في مواقف الجانبين، فإن الوثيقة تضمنت جدولاً زمنياً والقضايا الجوهرية وتحديد آلية لمتابعة التنفيذ، وهي جميعا مطالب فلسطينية. وفي خطابه، جدد بوش موقفه في شأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية وقابلة للحياة. واعتبر أن التعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل هو مفتاح تحقيق كل طرف تطلعاته، إذ أنها ستوفر للفلسطينيين فرصة للعيش بحرية وكرامة، ما سيعطي الإسرائيليين فرصة العيش بسلام مع جيرانهم. واعتبر أن مهمة المفاوضات ستكون صعبة،"لكنها بداية العملية وليست نهايتها". ورأى أن الوقت مناسب تماماً لبدء المفاوضات، أولاً لأن القادة الفلسطينيين والإسرائيليين مصممون على تحقيق السلام، وثانياً لأن المعركة حول مستقبل المنطقة مستمرة و"لن نسمح بتقديم النصر للمتطرفين"، وثالثاً لأن العالم يفهم أهمية دعم هذه المفاوضات. وقال إن نتيجة المفاوضات تعتمد على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وطالب الفلسطينيين بإقامة دولة مؤسسات وتفكيك بنى الإرهاب وأن تكون مناطقهم مصدراً للاستقرار، كما طالب الإسرائيليين بإنهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 من خلال تسوية عبر التفاوض تؤدي إلى دولة فلسطينية للفلسطينيين ودولة إسرائيلية للشعب اليهودي، وذلك في إشارة ضمنية إلى مطلب إسرائيل الاعتراف ب"يهوديتها". وأضاف بوش أن على إسرائيل أن تدعم إقامة الدولة الفلسطينية من خلال إزالة الحواجز غير الشرعية وتفكيك الاستيطان والبحث عن طرق لتمكين السلطة من ممارسة مسؤولياتها في مناطقها من دون تعريض أمن اسرائيل للخطر. واعتبر أن إعادة إحياء المبادرة العربية خطوة إيجابية، ودعا الدول العربية إلى العمل باتجاه تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وإظهار بالقول والفعل بأنها تؤمن بأن لإسرائيل وطناً دائماً في الشرق الأوسط، كما دعا المجتمع الدولي إلى دعم مؤسسات السلطة. وأعرب عن دعمه الشعب اللبناني، وقال إن الديموقراطية في لبنان ضرورية للسلام في الشرق الأوسط، وان انتخاب الرئيس اللبناني هو قرار يعود إلى الشعب اللبناني من دون أي تدخل خارجي أو ترهيب. وكان مسؤول أميركي أكد ل"الحياة"أن الجدول لا يتضمن اجتماعات منفصلة بين الوفد السوري والجانب الأميركي، وان النقاش سيكون في إطار جلسة العمل المخصصة لمناقشة السلام الشامل. من جانبه، اعتبر عباس أن مؤتمر أنابوليس"فرصة قد لا تتكرر"، وشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية والتوصل الى تسوية لكل قضايا الصراع. كما دعا إسرائيل إلى الانسحاب من كل الاراضي العربية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية ومرتفعات الجولان وما تبقى من الأراضي اللبنانيةالمحتلة، وتسوية باقي قضايا الصراع، مثل قضية اللاجئين وفق القرار 194 حسب ما جاء ايضاً في مبادرة السلام العربية. ودعا الرئيس الفلسطيني إلى اتخاذ إجراءات مباشرة وملموسة على الأرض تبرهن"أننا على طريق لا عودة عنه باتجاه السلام الشامل والكامل"يترجم بوقف الأنشطة الاستيطانية وإزالة المستوطنات العشوائية والحواجز وإطلاق الأسرى وتسهيل مهمة السلطة الفلسطينية في فرض النظام وسلطة القانون. كما دعا الى إزالة الجدار ورفع الحصار، وشدد على أن يكون مصير القدس جزءاً أساسياً من أي اتفاق سلام بحيث تكون عاصمة للدولة الفلسطينية وبحيث يتسنى الوصول إليها لكل الأديان. وتعهد تطبيق التزاماته في"خريطة الطريق". وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الحضور العربي مستخدماً كلمة:"مرحبا". وقال إن إسرائيل مستعدة لتقديم"تنازلات مؤلمة"، من دون ان يتطرق الى قضية الاستيطان. ودعا الدول العربية إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وأضاف:"يسرني أن أرى في هذه القاعة ممثلين عن دول عربية غالبيتها لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ... لقد حان الوقت لتفعلوا ذلك". وقال:"نحن مستعدون لتسوية مؤلمة مليئة بالمخاطر من أجل تحقيق تطلعات السلام. ستكون المفاوضات ثنائية مباشرة متواصلة ومستمرة في مسعى لإكمالها خلال العام 2008. وأعتقد أننا سنتمكن من الوصول إلى اتفاق يحقق رؤية الرئيس بوش: دولتان لشعبين". تظاهرات غزة وفي غزة، هتف عشرات الآلاف من سكان القطاع أمس ضد الرئيس عباس، لمشاركته في أنابوليس واتهموه ب"الخيانة". وردد المشاركون في تظاهرة ضخمة نظمتها حركتا"حماس"والجهاد الإسلامي أمس، هتافات ضد المؤتمر والمشاركة الفلسطينية والعربية فيه، وأخرى تعبيراً عن تمسكهم بحق عودة اللاجئين وبالقدس عاصمة للدولة العتيدة. وقال القيادي البارز في"حماس"الدكتور محمود الزهار مخاطباً المتظاهرين:"ليذهبوا إلى ألف مؤتمر. ونقول باسم الشعب الأبي: نحن لا نفوض أحداً أن يوقع باسمنا على وثيقة أو اتفاق يمس ثوابتنا الوطنية ومن يفعل ذلك سيحكم عليه التاريخ بالنذالة والخذلان يوم الدين، ولا نفوض أحداً أن يتنازل عن أي شبر واحد من أرض القدس الشريف". واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية مشاركة الدول العربية في أنابوليس"تراجعاً خطيراً عن مواقف الممانعة التاريخية التي سجلتها ديبلوماسية هذه الدول". وحذر من أن أي نتائج للمؤتمر"لن تكون ملزمة للشعب الفلسطيني". ووصفه بأنه"اجتماع خريفي لا ثمار له". وشن هجوماً عنيفاً على الرئيس عباس وفريقه المفاوض وحركة"فتح". وقتلت الشرطة الفلسطينية ناشطاً في"حزب التحرير الإسلامي"في الضفة الغربية أمس لدى تفريقها بالقوة تظاهرات عدة ضد مؤتمر أنابوليس. وشهدت القاهرة وعمان أمس تظاهرات مناهضة للمؤتمر شارك فيها مئات الأشخاص. ونقلت وكالة"رويترز"عن الناطق باسم"حماس"أحمد يوسف قوله إن البيان المشترك"مضيعة للوقت". وأضاف أن"ما حدث هو حفلة وداع لبوش ومحاولة يائسة لتصويره على أنه زعيم عظيم نجح في فعل ما لم ينجح القادة الأميركيون الآخرون في فعله ... أنابوليس ليس الطريق الذي يأخذ الفلسطينيين إلى سلام حقيقي، بل هو مضيعة للوقت". هجوم إيراني وجددت طهران هجومها على أنابوليس والمشاركين فيه. واعتبر وزير دفاعها مصطفى محمد نجار أن الهدف الحقيقي من وراء عقد المؤتمر هو"تشكيل جبهة جديدة من العرب وإسرائيل في مواجهة إيران، وترميم الأضرار التي لحقت بأميركا"في المنطقة. وقال الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام إن المؤتمر"فاشل وضد الفلسطينيين"، معتبراً أن"لا ممثلين للشعب الفلسطيني فيه". وأكد أن طهران ستجمع قادة الفصائل الفلسطينية المناهضة للمؤتمر الدولي في اجتماع خلال أيام.