نشر أكراد في بعض المواقع السورية والكردية خبراً حول حادثة جرت قبل حوالى خمسين سنة في منطقة الجزيرة السورية، حرق إثرها بعض الاشخاص من مختلف الالوان والمذاهب، وكانت حادثة مؤسفة بكل معنى الكلمة، جرت وتجرى في كل مكان حتى في البلدان المتقدمة. أما اخوتنا اكراد سورية فيبدو انهم يعملون على تضخيم هذه الحادثة لتكون بمثابة مأساة حلبجة في العراق، وبالتالي استعمالها ورقة وحجة لتمزيق سورية وفصل شمالها لضمه الى مشروع كردستان العنصري الذي يستهدف اغتصاب أراضي ثلاث دول استقبلت الأكراد برحابة صدر اثر نزوحهم من بلاد كردستان في فارس على مر القرون الاخيرة. وكي نعطي صورة عن حجم الدعاية الكردية وتضخميها، نسرد لكم بعض ما جاء في الخبر الآتي الذي نشر في بعض وسائل الاعلام:"بمشاركة مركز حلبجة لمناهضة انفلة وإبادة الشعب الكوردي ندعوكم الى حضور فعالية ثقافية بمناسبة مرور 47 سنة على محرقة سينما عامودا التي راح ضحيتها اكثر من 283 طفلاً حرقاً نتيجة السياسات والممارسات اللا انسانية ضد الشعب الكردي... بمشاركة مجموعة من الفنانين والشعراء والكتاب والمؤسسات الكوردية ومنظمات الأحزاب الكوردية والكوردستانية في هولندا..". ونلفت انتباه القراء الى انه ربما حتى اليوم لا توجد في سورية صالة عرض سينمائية تتسع ل"283 طفلاً، كما يقول الاكراد". طبعاً، نحن لا ندافع عن النظام السوري. بل نحن ضد التزوير والتشويه الذي يصب في خانة تقسيم سورية. ولتبيان الحقيقة حول حادثة سينما عامودا ندرج ما نشره باحث سوري ص . م في الانترنت موقع مقاربات، مثالاً ، وهو من شهود العيان الذين عاينوا الحادثة المذكورة. يقول: "...مذبحة سينما عامودا بتاريخ 13/11/1960 صفحة 81، يتهم الكاتب الكردي السلطات السورية بافتعال الحادث عمداً، وهذا انتهاك لقدسية الحقيقة، إذ أن السينما في حد ذاتها كانت بناء قديماً والفيلم الذي عرض كان عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وعرض في كل المدن السورية ومنها الجزيرة وحضره جميع تلامذة المدارس، ولأن السينما بقيت تعرض الفيلم عشرات المرات في اليوم الواحد ما رفع درجة حرارة آلات العرض فاشتعل الفيلم وانتقلت النار إلى صالة العرض المكتظة بالتلاميذ، وبسبب الهلع والفوضى التهمت النيران عدداً من الأطفال الأبرياء من جميع الطوائف"لأن المدرسة مدرسة رسمية"، ولم تكن مدرسة فقط للتلاميذ الأكراد، وقد هرعت فرق الإنقاذ من القامشلي لكنها وصلت متأخرة، وكنت أنا ضمن طلاب الفتوة الذين وصلوا الى مكان الحادث وساهموا في عمليات رفع الأنقاض". واخيراً، ندعو المواقع الاعلامية السورية بمختلف مواقفها السياسية الى عدم الانجرار وراء بعض الشعارات العنصرية التي يطرحها بعض المتطرفين الاكراد مثل"كردستان سورية"أو"كردستان الغربية". فمثل هذه الشعارات، التي تسيء الى الأكراد قبل غيرهم، لا تنفع المواطن السوري بشيء بل تزيد من تعقيدات حياته اكثر مما هي عليه. مع التأكيد ان الدفاع عن حقوق الأكراد السوريين المشروعة وحقهم في المواطنة شيء نقر به وندافع عنه، بينما الترويج لمشروع"كردستان سوريا العنصري"شيء آخر ولا يمكن الموافقة عليه. ان تاريخ سورية معروف وموثق من المستشرقين الأوروبيين والشرقيين، ولا يمكن خداع الناس او اقناعهم بوجود ارض كردية في سورية، والأصح هو وجود اكراد في سورية. حسام ابراهيم - بريد الكتروني