بدأ مجلس الرئاسة العراقي صوغ الاتفاق الامني المرتقب توقيعه بين العراقوالولاياتالمتحدة نهاية السنة الجارية لتحديد آلية جديدة لوجود القوات الاميركية وانتشارها. وكشفت وزارة الخارجية العراقية ان الايام القليلة المقبلة ستشهد استئناف المحادثات الثلاثية بين الولاياتالمتحدة وايران والعراق لكن السفارة الايرانية طالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين الايرانيين لدى القوات الاميركية. وعقد مجلس الرئاسة المتمثل بالرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي سلسلة من الاجتماعات الدورية لمناقشة الاتفاق الاستراتيجي المقرر توقيعه مع الجانب الاميركي. وقال رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني ان المشاورات"ستستمر داخل المجلس حتى نهاية الشهر الجاري". واضاف العاني في تصريح ل"الحياة"ان مجلس الرئاسة"أخذ رأي مجموعة من القانونيين والمشرعين في كيفية صياغة الاتفاق الذي سيكون طويل الامد، مشيراً الى ان فريق عمل عراقياً وآخر اميركياً يعملان على تفاصيل الاتفاق الذي من المزمع طرحه للنقاش على الفرقاء السياسيين قريباً. واشار الى ان جهود الحكومة ومجلس الرئاسة ستنصب على اقناع مجلس الامن بأن يكون تمديد القوات المتعددة الجنسيات حتى نهاية العام 2008 هو الاخير وسيصار بعد ذلك الى عقد اتفاق امني بعيد المدى مع الولاياتالمتحدة يتضمن تحديد العلاقة بين الجانبين وآليات اعادة نشر وتوزيع القوات الاميركية في انحاء البلاد. وكان الرئيس جلال الطالباني التقى الخميس الماضي المساعد الخاص للرئيس الاميركي ومدير ملف العراق في مجلس الامن القومي ماك كرك، وتناول البحث طبيعة العلاقات الامنية الاستراتيجية المستقبلية بين البلدين. واكد الرئيس الطالباني تأييده الكامل لبناء علاقة استراتيجية طويلة الأمد مع الولاياتالمتحدة بحسب بيان صدر عن رئاسة الجمهورية عقب الاجتماع. ويخضع العراق منذ 4 سنوات الى البند السابع من القرار الدولي 1546 الذي يمنح القوات العسكرية العاملة في العراق صلاحيات واسعة ويعفيها من المحاسبة من جانب السلطات العراقية ويتم تجديد القرار سنوياً بناء على طلب الحكومة العراقية من جهة والتطورات الميدانية من جهة ثانية. الى ذلك قال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، ل"الحياة"ان"الولاياتالمتحدة وايران ستستأنفان محادثاتهما خلال جولة جديدة تعقد بناء على دعوة من الجانب العراقي تتناول الوضع الامني في البلاد وتفعيل عمل اللجنة الامنية التي تشكلت بين الطرفين في تموز يوليو الماضي. واضاف عباوي ان اطلاق القوات الاميركية سراح تسعة ايرانيين معتقلين لديها الجمعة ارسل اشارة واضحة وايجابية الى الجانب الايراني، مشيراً الى ان الحكومة وجهت دعوات الى السفارة الايرانية والاميركية في بغداد لعقد جولة جديدة من المحادثات بين الطرفين بمشاركة العراق موضحاً ان كلا السفارتين لم ترفضا الدعوة. وكانت القوات الاميركية افرجت الجمعة عن تسعة ايرانيين معتقلين من اصل 20 احتجزوا في عمليات مداهمة نفذها الجيش الاميركي في مناطق مختلفة من البلاد ابتدأت العام الماضي وكان آخرها اعتقال محمد فرهادي. من جهته قال الناطق باسم السفارة الايرانية محمد رضا احدي ل"الحياة"ان"بلاده لا ترفض عقد مفاوضات جديدة مع الاميركيين"مشيراً الى ان ذلك يأتي في اطار"احترامنا للحكومة العراقية الحالية ودعمنا لها وهي التي تطالبنا بالاجتماع مع اعدائنا الاميركيين واننا نلبي الدعوة خدمة للعملية السياسية داخل البلاد". وطالب احدي بضرورة الإفراج عن باقي المعتقلين الايرانيين لدى القوات الاميركية، موضحاً ان الوفد الايراني سيطرح خلال المفاوضات المقبلة قضية استهداف الديبلوماسيين الايرانيين داخل العراق. يشار الى ان الولاياتالمتحدة وايران عقدتا ثلاث جولات من المحادثات بمشاركة عراقية اقتصرت على الوضع الامني داخل العراق وشهدت توتراً بعد اتهام السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر نظيره الايراني حسن كاظمي بإذكاء أعمال العنف في العراق من خلال دعم بلاده للميليشيات وتزودها بالاسلحة والعبوات الخارقة للدروع.