أعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قبل دعوة لزيارة بغداد، وهي زيارة تاريخية تجعله، في حال اتمامها، أول زعيم ايراني يزور العراق العدو السابق لإيران. وأعلن نائب وزير الخارجية العراقي لبيب عباوي ان الرئيس احمدي نجاد قبل دعوة من الرئيس جلال طالباني لزيارة العراق، فيما أكد مساعد لأحمدي نجاد طلب عدم نشر اسمه الخبر قائلاً:"سمعنا عن ذلك لكن لم يتم تحديد موعد". يذكر ان ايرانوالعراق خاضا حرباً استمرت ثماني سنوات في ثمانينات القرن الماضي قتل فيها مئات الالوف، لكن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ الاطاحة بحكم صدام حسين في غزو قادته الولاياتالمتحدة للعراق في عام 2003 وتولي حكومة يقودها حلفاء ايران الحكم في البلاد. وزار كل من طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ايران التي يقول بعض المحللين انها تمارس نفوذاً أكبر من نفوذ الولاياتالمتحدة في العراق. وقبل احمدي نجاد الدعوة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين ايرانوالولاياتالمتحدة التي ذكرت ان سفنها الحربية تعرضت لتهديد من جانب زوارق ايرانية في مضيق هرمز في وقت سابق هذا الشهر الأمر الذي نفته طهران. وتختلف الدولتان كذلك بسبب برنامج ايران النووي وما تصفه واشنطن بأنه" تأثير ايران السلبي"في العراق من خلال تسليحها وتدريبها لميليشيات شيعية، الأمر الذي تنفيه أيضاً ايران وتقول انها ملتزمة بإقرار السلام في العراق. وتمتعت القوى السياسية الشيعية الرئيسية بعلاقات وثيقة مع ايران في السابق، حيث اتخذ العديد من هذه القوى مراكز لها في طهران خلال عهد صدام. وتسعى الحكومة العراقية، المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي ما زالت تعتمد على القوات الاميركية لحماية حدودها، الى النأي بنفسها عن الصراع بين ايرانوالولاياتالمتحدة، لكنها تجد نفسها محاصرة وسط نزاع بين الطرفين. وأدى استمرار القوات الاميركية في اعتقال عدد من الايرانيين في العراق الى تصاعد التوتر في العلاقات بين واشنطنوطهران. وتتهم القوات الاميركية الايرانيين بأنهم يشكلون خطراً على الامن في العراق، لكن طهران تقول انهم ديبلوماسيون أو مواطنون عاديون أبرياء اعتقلتهم القوات الأميركية من دون سند قانوني. وقالت المتحدثة باسم السفارة الاميركية مريمبي نانتونجو انه كان من المقرر ان تجري الولاياتالمتحدة جولة رابعة من المحادثات مع مسؤولين ايرانيين في بغداد منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي بشأن كبح جماح العنف في العراق، لكن الاجتماع ألغي ولم يحدد موعد جديد له. وكان قادة في الجيش الاميركي كرروا في الأيام العشرة الأخيرة تصريحات مفادها ان هناك انخفاضا كبيرا في أعداد الاسلحة الايرانية التي تستخدم في العراق، لكن تدريب وتمويل الميليشيات مستمر.