اتفقت الولاياتالمتحدةوايرانوالعراق أمس على تشكيل لجنة تتولى معالجة مختلف جوانب الازمة الامنية في العراق وفق"جدول أعمال سري"، في وقت اقترح العراق مشاركة الاميركيين في اجتماع لجنة الخبراء الأمنيين في دمشق، المنبثقة من مؤتمر أمن العراق الذي عُقد في شرم الشيخ بداية أيار مايو الماضي، للبحث في"آليات التعاون في ضبط الحدود مع العراق والتنسيق مع الحكومة العراقية بهدف تحقيق الأمن". راجع ص 2 و3 وقال وكيل وزير الخارجية العراقية لبيد عباوي الذي شارك في اجتماع ممثلين امنيين وسياسيين عن الولاياتالمتحدةوايرانوالعراق، ل"الحياة"، ان الاطراف الثلاثة اتفقوا على تشكيل"لجنة أمنية تأخذ على عاتقها معالجة الملفات المدرجة على جدول اعمال سري يتضمن تشخيص مكامن الازمة الامنية في البلاد واقرار نوع التحرك المطلوب امنياً وسياسياً". وعقد الاجتماع في مقر الحكومة العراقية في المنطقة الخضراء، تتمة لجولة المحادثات بين الاطراف الثلاثة التي انعقدت في 24 تموز يوليو. وأوضح عباوي ان اللقاء الذي استمر أربع ساعات،"شهد مرونة كبيرة وتفاهماً في طرح الملفات الامنية بين الجانبين الايراني والاميركي وكانت الاجواء مشجعة جداً في اقرار اللجنة الامنية"، لافتاً الى ان الطرفين"اتفقا على عقد اجتماعات دورية لتجنب سوء الفهم والتصورات الخاطئة التي يحملها كل طرف عن الآخر وتقويم التقدم الحاصل في عمل اللجنة". وأشار الى ان"اللجنة ستكون على مستويين سياسي وأمني يضطلع الاول بمهمة ايجاد التشريعات واللوائح القانونية للعمل في ضوء جدول الاعمال الذي سيُحدد اسباب الازمة الامنية ويعمل الثاني على تنفيذ ما يُتفق عليه في الاجتماعات"وستبدأ اللجنة اعمالها في غضون الاسبوعين المقبلين. وقال عباوي ان"الوفد العراقي الى اجتماع امس، تشكل من خبراء في وزارات الخارجية والداخلية والدفاع وان رئيس الحكومة نوري المالكي لم يحضر الاجتماع". وقال نائب السفير الايراني في بغداد أمير عبدالله الذي ترأس وفد بلاده ل"الحياة"ان"الاجتماع كان فنياً وركز على وضع الآليات وتحديد فريق عمل لكل لجنة فرعية من حيث الاعضاء وصلاحياتهم"، مؤكداً ان ما تم كان ايجابياً وأمل ان"تعمل اللجنة لتخفيف حال التوتر الامني في العراق". واكتفت السفارة الاميركية في بغداد بالقول ان الوفد الاميركي كان برئاسة مارسي ريس مستشارة الشؤون السياسية والعسكرية، بدرجة وزير في السفارة، واتفق مع الجانب الايرانيوالعراقي على تشكيل اللجنة لتعزيز التعاون في شأن أمن العراق. ولم تعلن ايران او الولاياتالمتحدة حتى الآن تحديداً ما تطمح الى تحقيقه من المحادثات الامنية. وحين سئل ريكر عن جدول الاعمال قال:"الأمن في العراق"فقط. وفي موازاة الاجتماعات الأمنية الاميركية - الايرانية في بغداد، يعقد في دمشق غداً اجتماع خبراء الأمن في دول"جوار العراق"للبحث في آليات التعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية بهدف تحقيق الأمن في العراق. ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع ممثلون عن وزارات الخارجية والداخلية في دول جوار العراق ومصر و"ربما"البحرين والأمم المتحدة والجامعة العربية. وقالت مصادر ان الاتحاد الأوروبي سيُشارك بصفة مراقب، وان بغداد اقترحت حضور ممثلي الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن، ما يعني احتمال حضور ممثلين عن الأجهزة الأميركية. وفي الجانب السياسي الداخلي في العراق لا تزال حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يبدأ اليوم زيارة الى تركيا وبعدها الى طهران، تواجه قضية انسحاب وزراء"جبهة التوافق"، التي ترافقت مع انباء عن انسحاب وزراء"القائمة العراقية"بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي. لكن الناطق الرسمي باسم"العراقية"عزت الشابندر، اكد ل"الحياة"ان"القائمة لم تتخذ قرارها النهائي بالانسحاب من حكومة المالكي او تعليق المشاركة فيها، وان المناقشات جارية الآن بين نواب القائمة وسنعلن موقفنا الاخير خلال اليومين المقبلين". وفي حال انسحاب وزراء"العراقية"سيصبح عدد الحقائب الوزارية الشاغرة 17 من اصل 36 بعد انسحاب وزراء كتلتي"الصدر"6 وزراء و"التوافق"6 وزراء. في الجانب الأمني قُتل 122 عراقياً في سلسلة هجمات كان أبرزها انفجار شاحنة مفخخة وسط بلدة تلعفر شمال البلاد، وقصف بقذائف الهاون، علاوة على 60 شخصاً عثرت الشرطة على جثثهم في بعقوبة حيث تشن قوات أميركية وعراقية عملية واسعة ضد عناصر تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". وأعلن الجيش الأميركي أن 5 جنود اميركيين قُتلوا وأُصيب 13 آخرون في معارك مختلفة ما يرفع عدد الجنود الأميركيين الذين قُتلوا في العراق منذ غزوه عام 2003، الى 2673، استناداً الى احصاء تُعده وكالة"أسوشييتد برس". وأعلن مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى أمس، العثور على مستودع كبير للاسلحة والعتاد داخل الإيوان الخارجي لمسجد الإمام ابي حنيفة النعمان في بغداد.