أكد نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "الدور الاستراتيجي لصناعة الطيران في تحقيق التنمية الشاملة لدولة الإمارات ودول الشرق الأوسط". ولفت إلى أن القطاع"لعب دوراً مهماً في تمهيد الطريق الى تحقيق نمو سريع ومستدام في قطاعات اقتصادية وتجارية عدة". يفتتح حاكم دبي صباح اليوم نشاطات الدورة العاشرة من معرض دبي الدولي للطيران، ثالث أكبر معرض متخصص في العالم بعد كل من"لوبورجيه"الباريسي و"فارنبورو"الاسترالي. ومن المقرر ان يتفقد، مع شخصيات عالمية وخبراء ومسؤولين عن صناعة الطيران العالمية والاقليمية، أجنحة المعرض، الذي تقام دورته الأكبر على الإطلاق في مركز معارض مطار دبي الدولي وتستمر إلى نهاية الاسبوع. ونوه، في كلمة إلى المشاركين في الحدث، إلى أن الإمارة"تجني الآن ثمار تطور معرض دبي للطيران، الذي بات حدثاً عالمياً يحظى بمكانة دولية وإقليمية راسخة". وأشار الى أن المعرض"بات ثالث أكبر حدث متخصص في العالم في غضون 10 دورات فقط، عقب معرض باريس الذي يملك 46 دورة في رصيده، ومعرض فارنبورو الذي يحتفل بدورته ال 45 السنة المقبلة". واعتبر أن"تطور المعرض في شكل سريع خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، دليل على النمو المطرد للبنية التحتية وصناعة الطيران المدني والعسكري في منطقة الشرق الأوسط". وجدد الشيخ محمد دعم حكومة دبي للحدث الذي يُنظم للمرة الأخيرة في مركز معارض مطار دبي الدولي قبل انتقاله في2009 إلى مقر جديد في"دبي ورلد سنترال"في منطقة جبل علي. وأكد أن المقر الجديد"سيشكل صياغة حديثة للمعايير الدولية المتبعة في تنظيم المعارض الجوية، وامتداداً لريادة دبي في مجال تحقيق التميز في المجالات كافة". وأوضح أن هذه الخطوة"تؤكد التزام الإمارة دعم معرض دبي للطيران ليتبوأ الصدارة عالمياً، ويصبح نموذجاً في صناعة الطيران". وتضم لائحة النشاطات المصاحبة مؤتمرات عدة، بينها مؤتمر حول الطيران الاقتصادي الآخذ في النمو السريع تنظمه مجموعة"داتاماتكس"، فضلاً عن تحالفات وصفقات يتوقع ابرامها. ويشارك في معرض دبي للطيران هذه السنة 850 عارضاً من 50 دولة، و11 جناحاً وطنياً، و140 طائرة في ساحة العرض الخارجي. ويغطي مساحة 35 ألف كيلومتر مربع. وأكدت 130 شركة مشاركتها في المعرض للمرة الأولى، في إشارة قوية إلى النمو القياسي في القطاع ليس فقط في حجم الأعمال والصفقات، بل في عدد اللاعبين الدوليين والإقليميين في هذه الصناعة المتنامية. وتنظم"فيرز أند اكزيبيشنز"المعرض بالتعاون مع هيئة الطيران المدني في دبي والقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكشفت الإحصاءات ان 40 في المئة من المعرض موجه إلى قطاع الطيران العسكري في مقابل 60 في المئة للطيران التجاري. ونفى رئيس هيئة الطيران المدني في دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم"أية نية لفصل الجانب العسكري للمعرض عن الجانب التجاري"، مشيراً إلى ان دور دبي يقضي ب"تلبية رغبات الشركات الدولية المشاركة والتي لم تطلب ذلك حتى الآن". وأوضح أن معظم الشركات المشاركة"يقدم النوعين معاً، ما يجعل فصل الجانبين عن بعضهما بعضاً صعباً". وتوقع خبراء في صناعة الطيران ان يصل عدد المسافرين في المنطقة إلى أكثر من 158 مليون مسافر نهاية هذه السنة، بنمو 20 في المئة، ونمو طاقة الشحن 16 في المئة، ويستأثر مطار دبي بنحو 25 في المئة من الحركة الجوية. وتتوقع سلطات الطيران المدني في دبي 33 مليون مسافر عبر مطار دبي الدولي هذه السنة. صفقات ضخمة ويرجح خبراء ابرام صفقات ضخمة في المعرض، على رغم الصفقات القياسية غير المسبوقة التي أبرمتها الناقلات الوطنية من المنطقة في معرض"لوبورجيه"الدولي في فرنسا خلال الصيف الماضي. ويدلل خبراء على ذلك بمؤشرات بينها إعلان الخطوط الجوية البريطانية عزمها ابرام صفقات مع كل من"بوينغ"و"آرباص"تتجاوز قيمتها 5 بلايين دولار، وخطط الناقلة العالمية بالتخلي عن بعض أنواع"بوينغ"والتحول الى طرازات جديدة من"آرباص". كما أعلنت"دبي لصناعات الطيران"قبل أيام نيتها شراء طائرات بقيمة تتجاوز 1.5 بليون دولار لأغراض التأجير. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة بوب جونسون ل"الحياة"الإعلان عنها خلال معرض دبي الدولي للطيران. وكشف أيضاً عن خطط الشركة، الساعية الى أن تكون أكبر مركز لصناعات الطيران في المنطقة للاستحواذ على شركات طيران وشركات متخصصة في القطاع. وتوقع المدير التنفيذي لشركة"سيروس إنترناشيونال سيلز"جون بينغهام أن تشهد منطقة الشرق الأوسط معدلات نمو كبيرة في السنوات المقبلة في مختلف القطاعات، خصوصاً صناعة طيران رجال الأعمال والخاص. وتسعى الشركة من خلال مشاركتها في معرض دبي للطيران الى تعزيز حجم أعمال طائراتها الخاصة الفائقة الحداثة"ذي جيت"، والتي تجمع بين التقنية العالية التطور والكلفة المناسبة.