قبل حلول نهاية السنة المقبلة ستكون دبي اتمت استعداداتها للانتقال الى القرن المقبل بقوة وثبات على صعيد صناعة المعارض. اذ بدأت اعمال البناء لانشاء تسهيلات جديدة في صناعة المعارض بعدما اعطت حكومة الامارة الضوء الاخضر لدائرة الطيران المدني للمضي قدماً في انشاء مركز دائم لپ"معرض دبي للطيران" الذي يقام كل سنتين وبات يعتبر احد اكبر ثلاثة معارض في العالم تعنى بصناعة الطيران والفضاء الى جانب معرضي "لوبورجيه" الفرنسي و"فارنبورو" البريطاني. ويضم مشروع المركز الجديد الذي سيتم انجازه بحلول ايلول سبتمبر سنة 1999 في محيط مطار دبي الدولي قاعتي معارض مكيفتين توفران مساحة عرض تصل الى 25 الف متر مربع، الى جانب مرافق متعددة لخدمة العارضين ومواقف ومكاتب ومرافق اعلامية وغيرها. ولم تعط الدائرة معلومات حول كلفة المشروع الجديد. لكن مصادر هندسية قدرت كلفة الاعمال الانشائية بپ70 مليون درهم 20 مليون دولار. واشارت الى ان المشروع سيتم تنفيذه في اطار التوسعة الشاملة التي تجريها دائرة الطيران المدني في دبي لمطارها الدولي والتي تقدر كلفتها بنحو 540 مليون دولار، والمقرر استكمالها بحلول سنة 2000، ليتمكن المطار من التعامل مع 20 مليون مسافر سنوياً. وتصل الطاقة الاستيعابية الحالية للمطار الى تسعة ملايين راكب، ما يجعله ثاني اكثر مطارات الشرق الاوسط ازدحاماً بالمسافرين بعد مطار جدة الدولي. من جهة اخرى، اعلن منظمو معرض "دبي 2000" للطيران الذي سيقام في دبي خريف 1999 ان ثلاثة ارباع مساحة المعرض بيعت لعارضين من الولاياتالمتحدة واوروبا والشرق الاوسط والشرق الاقصى واستراليا. وقال رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم ان معرض الطيران السادس هو الاسرع مبيعاً، اذ بدأ بيع مساحات العرض قبل نهاية معرض دبي 1997. واضاف ان الطلب لم يكن من العارضين المعروفين فقط بل من شركات جديدة من الولاياتالمتحدة وتايوان وبريطانيا وسويسرا "وهذا دليل على ان المنطقة لا تزال موقعاً ممتازاً لتحقيق مبيعات كبيرة وتطور ضخم في مجال هذه الصناعة الحيوية"، مشيراً الى ان اهمية المعرض المقبل تنبع من انه آخر معرض من نوعه خلال القرن الجاري. وسيركز العارضون على المرحلة المقبلة بتحدياتها الكبيرة التي تواجه صناعة الطيران. وأكدت 12 دولة حتى الآن نيتها المشاركة في معرض "دبي 2000"، بزيادة اربع دول عن المعرض السابق. وهذه الدول هي: كندا وجمهورية التشيك وفرنسا والمانيا وايطاليا وايرلندا وهولندا ونيوزيلندا ورومانيا وتايوان والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة. ويتوقع المشاركون في جناح الولاياتالمتحدة مشاركة اكبر من قبل الشركات الاميركية في "دبي 2000" مقارنة بالمعرض السابق. وقال توم كالمان، المدير التنفيذي في شركة "كالمان اسوسيتس" التي تنسق اعمال الجناح الاميركي، ان صناعة الطيران الاميركية تواصل تمتعها بموقع اقتصادي قوي، وستنعكس امكاناتها ايجاباً على معرض "دبي 2000"، مشيراً الى ان الجناح يتمتع بموقع ممتاز في المعرض وبمشاركة شركات عدة صغيرة وكبيرة ترغب في الاستفادة من فرص الاعمال الكبيرة في اسواق الشرق الاوسط التي تتمتع بامكانات ضخمة. وكان النجاح الذي حققه المعرض، بدعم من وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين، جعل اسم دبي مشهوراً في اميركا الشمالية. ومن بين الشركات الاميركية المشاركة: "بيل هيليكوبترز تيكسترون" و"بوينغ" و"سيسنا" و"دي آر اس" و"ايفانز اند سوثرلاند" و"فيرتشايلد ديفنس" و"فلير سيستمز" و"ناشيونال ايرموتيف كوربوريشين" و"ترانسايرو" و"تي آر دبليو". وتقول "بوينغ" و"ايرباص اندستري" المتنافستان في مجال تصنيع الطائرات ان اسواق الشرق الاوسط تقدر بما بين 45 بليون دولار و54 بليوناً لجهة مبيعات الطائرات النفاثة في السنوات الپ20 المقبلة. وتعتقد "بوينغ" ان نمو حركة الطيران في المنطقة سيزداد بنسبة 9.5 في المئة سنوياً، فيما يبلغ حجم النمو السنوي على المستوى العالمي 9.4 في المئة. وتتوقع الشركة ان تبيع 500 طائرة نفاثة جديدة في المنطقة خلال العقدين المقبلين. اما "ايرباص اندستري"، فتتوقع نمواً يبلغ 6.4 في المئة سنوياً في حجم حركة الطيران في الشرق الاوسط، لكن الشركة تتوقع مبيعات كبيرة. وتقول ان الشركات الناقلة في المنطقة ستحتاج الى 691 طائرة جديدة منها 385 لتلبية احتياجات النمو المتوقعة، و306 لاستبدال طائرات قديمة. ويحظى معرض "دبي 2000" بدعم حكومي واسع، وستشارك فيه وفود رسمية عسكرية كبيرة، وكذلك من قطاع الطيران المدني وشركات الطيران وسيقام بالتعاون مع حكومة دبي ودائرة الطيران المدني في دبي ومطار دبي الدولي والقوات المسلحة في دولة الامارات العربية المتحدة.