اختتمت مساء أمس الدورة الأضخم في تاريخ "معرض دبي الدولي للطيران"، أبرمت خلالها صفقات تجاوزت ثلاثة أضعاف ما حققه معرض"أبورجيه"الدولي في باريس في دورته الأخيرة، الصيف الماضي، وفقاً لخبراء صناعة الطيران والنقل الجوي. وأكد هؤلاء أن معرض دبي بات يتصدر الأحداث الدولية في صناعة الطيران بعد أن زادت قيمة صفقاته على 110 بلايين دولار، ما يتجاوز الحدث العالمي الأول في القطاع وهو معرض"لوبورجيه". وعلى رغم الصراع والمنافسة الشرسة بين" آرباص"و"بوينغ"، خرج الطرفان بحصيلة مرضية وإن تفوقت"آرباص". غير أن الصفقة الضخمة التي وقعتها"القطرية"مع"بوينغ"لشراء 92 طائرة، حققت التوازن المنشود. وعلى عكس التفوق الأوروبي في مبيعات الطائرات، حققت"جنرال الكتريك"تفوقاً طفيفاً في مبيعات المحركات. وعلى رغم ان المعرض لم يسجل سوى صفقة للشركة البريطانية"رولز رويس"في مقابل صفقات عدة للمنافس الأميركي، غير انها كفيلة بتحقيق توازن كبير بين العملاقين نظراً لضخامة صفقة"طيران الإمارات"التي تعد الأكبر في تاريخ المعرض وفي تاريخ الطيران المدني اشترت بموجبها الشركة الإماراتية ب 8.4 بليون دولار محركات من الشركة البريطانية. وسجل المعرض، بخلاف الصفقات، انجازاً كبيراً باطلاق مبادرة دولية لانتاج وقود للطائرات مستمد من الغاز وليس النفط، يستهدف زيادة الاداء وتحسينه مع تلبية المتطلبات البيئية بخفض متوسط الانبعاثات. وهي المبادرة التي تقودها الخطوط القطرية وتشارك فيها مؤسسات كبرى مثل" شل"، و"آرباص". ويتوقع أن يبدأ انتاج النوع الجديد من الوقود في قطر بعد عامين من الآن. وشهد اليوم الأخير أمس ابرام صفقات صغيرة بينها صفقة لشراء خمس طائرات من شركة"هاوكر بيتشكرافت"لمصلحة"جلف جت"، شركة الطيران الخاص الاقليمية. وبموجب الاتفاق ستمتلك"جلف جت"خمس طائرات جديدة منها طائرتان من طراز هاوكر 4000s وطائرة هاوكر 900 XP وطائرتان جديدتان من طراز Premier 1A jets. وصممت هذه الطائرات لتقدم أقصى درجات الفخامة والراحة أثناء السفر، إضافة إلى أعلى مستويات السلامة والأمان مع مصاريف تشغيلية منخفضة. وقال عضو مجلس الإدارة في شركة"جلف جت"حسين الميزة ان الشركة تحرص على تعزيز أسطولها بأحدث الطائرات الخاصة التي تلبي رغبات زبائنها من كبار الشخصيات ورجال الأعمال في دولة الإمارات والمنطقة، بخاصة أن دول المنطقة تشهد نمواً كبيراً في حجم الأعمال. وذكر ان صناعة الطيران الخاص تشهد تطوراً كبيراً في المنطقة، إذ يبلغ معدل النمو في هذا القطاع 18 في المئة حيث تمتلك دول الخليج الست 80 في المئة من إجمالي قطاع خدمات الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط. وأكد مدير العمليات التنفيذية لشركة"هاوكر بيتشكرافت"ستيف هارتلي أن الطائرات التي ستحصل عليها"جلف جت"تعد من أفضل الطائرات الخاصة وأرقاها وتوفر خدمات مميزة ومبتكرة لمستخدميها. وأوضح ان الاتفاق سيفتح فرصاً كبيرة وواعدة لتزويد شركات الطيران الخاص في المنطقة بهذه النوعية من الطائرات. وأعلنت"طيران الإمارات"عن صفقة بقيمة 8.8 مليون دولار لاعتماد أنظمة متطورة لتدريب أطقم الخدمات الجوية. ومع اسدال الستار على الحدث، بادر أقطاب صناعة الطيران إلى تأكيد مشاركتهم في الدورة المقبلة التي تنتقل عام 2009 إلى مقر جديد في"دبي وورلد سنترال"، مدينة خدمات الطيران المتكاملة الجاري تطويرها في منطقة جبل علي باستثمارات تتجاوز 33 بليون دولار، ويبدأ تشغيل أولى مراحله في الربع الثالث من السنة المقبلة. ويتوقع الخبراء أن يحدث هذا الانتقال نقلة كبيرة في مسيرة المعرض حجماً ونوعاً. ونالت العروض الجوية اليومية المصاحبة للمعرض ترحيباً واسعاً، ولفتت أنظار أكثر من 40 ألف زائر للمعرض كل يوم، خصوصاً العروض المبهرة للفريق الملكي البريطاني"رد أروز"أو السهام الحمراء التي بهرت المشاهدين بعروضها البهلوانية الجوية. وكانت شوارع دبي تعج بالسيارات حول اسوار المطار لمشاهدة العروض الجوية، التي كانت لتوقف حركة الملاحة لمدة ساعتين يومياً. أما على صعيد العروض العسكرية، فقد حافظت مفخرة الترسانة العسكرية الروسية المقاتلة"ميغ 29"على سيطرتها الجوية على رغم كثرة العتاد العسكري الأميركي في ساحة العروض خصوصاً"اف 16"و"اف 15". وشهد اليوم الختامي أمس تحليق طائرة طيران الإمارات بوينع 777-300، مع سرب السهام الحمراء"رد أروز"، في مشهد استعراضي جوي فوق سماء دبي، كان لافتاً نظراً لعدم قدرة الطائرة المدنية على مواكبة الاستعراضات الخطرة للفريق الأشهر عالمياً. وقالت رئيسة المعارض الجوية في شركة"فيرز أند اكزيبيشنز"أليسون ويلر، وهي الشركة المنظمة للمعرض بالتعاون مع هيئة الطيران المدني في دبي والقوات المسلحة لدولة الإمارات ان أكثر من 20 جهة عارضة من أميركا الشمالية والشرق الأوسط شاركت في"معرض دبي للطيران 2009"بينها"بوينغ"و"سيسنا"و"اكليبس"و"كيه بي آر"و"هوكر"و"كراين"و"برات وويتني". وكانت"مبادلة للتنمية"، المملوكة لإمارة أبوظبي، أول جهة عارضة تؤكد مشاركتها في الدورة المقبلة، عبر حجز مساحة عرض قدرها 800 متر مربع، و500 متر في منطقة الشاليهات. واستقطبت الدورة 850 عارضاً من 50 دولة، و11 جناحاً وطنياً و140 طائرة في ساحة العرض الخارجي. ويغطي مقر معرض دبي للطيران الجديد في منطقة جبل علي مساحة تصل إلى 425000 متر مربع، تعادل ضعف مساحة مركز معارض مطار دبي الدولي، حيث تم تخصيص 42000 متر مربع كمساحات عرض لدورة العام 2009 من الحدث.